بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وببالغ الحزن والأسى، تلقينا نبأ وفاة المشمول برحمة الله السيد عزالدين بوكردوس، المدير السابق ليومية الشعب الجزائرية، وأحد رواد وأعلام الساحة الإعلامية الجزائرية.
وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدم سفارة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالجزائر إلى عائلة الفقيد والى مسؤولي وصحفي وعمال يومية الشعب، التي تقلد مسؤوليتها لسنوات بكل جد ومثابرة، بأحر التعازي وأصدق المواساة إثر هذا المصاب الجلل، راجين من المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويحتسبه مع الشهداء والصديقين.
لقد كان الفقيد، رحمه الله، مثالا يحتذى به في الثبات والصمود ونصرة المظلوم، ناضل بقلمه من أجل أن يسود العدل وينهار الطغيان، فجسد ما آمن به من مواقف مرات عديدة، وهو يتقلد مسؤولية وسائط إعلامية جزائرية متنوعة، وظل إلى آخر أيامه مدافعا قويا ومحاميا متمرسا عن قضايا التحرر، على رأسها قضية الشعب الصحراوي، فكان يردد دائما ـ في كل كلماته ـ بكل قناعة وإصرار بأن إفريقيا لن تكتمل حريتها واستقلالها مادام الشعب الصحراوي لم ينعم بالحرية والاستقلال.
لقد فقدنا اليوم صديقا وأخا عزيزا وفقدت الجزائر رجلا وطنيا ومناضلا صادقا، نذر عمره ومسيرة حياته لخدمة قضايا بلده وقيم العدالة والحرية والكرامة. لقد فقدنا صديقا ترك بصمة انشغاله حيال مصير إخوانه الصحراويين الذين سُلب منهم وطنهم، وسوف يبقى دائما في ذاكرتنا الجماعية كشخصية متضامنة، ملتزمة بالعدالة وإنسانيتها العميقة، وسوف يعزز إرثه عزمنا على مواصلة الكفاح من أجل حقنا المشروع في الحرية والاستقلال.
يغادرنا عزالدين بوكردوس إلى الرفيق الأعلى وعيوننا تدمع وقلوبنا تدمي، ولا يسعنا سوى أن ندعو له بالرحمة والمغفرة، ونحتسبه من أولئك الرجال الذين قال فيهم تعالى: ﴿مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾.
عزاؤنا بهذا المصاب الجلل والرحيل الفاجعة، هو أن عزالدين بوكردوس لم يرحل إلا بعد أن زرع بذور الثبات والصمود على المبادئ بكل محبيه ورفاقه وأصدقائه.
رحم الله الفقيد وألهم ذويه ورفاقه ومحبيه الصبر والسلوان.
«إنا لله وإنا إليه راجعون».
