الحديث كثير عن فئة يكون تأثيرها سلبيا على نتائج كل القرارات المتخذة، بسبب عدم احترامها لإجراءات الوقاية خاصة الحجر المنزلي وتعوّد أصحابها على نمط معيشي معين كسّره فيروس كورونا، الأمر الذي يستدعي تدخل الجانب الردعي. فأي شخص ينتهك تدابير الحجر وقواعد التباعد الاجتماعي والوقاية، يقع تحت طائلة العقوبات المنصوص عليها في قانون العقوبات قد تصل الى 6 أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية تصل الى 4000دج.
لكن في المقابل، يوجد أشخاص على عكس هؤلاء تماما، يضعهم أغلب المحللين في منطقة الظل، وهم يفرطون في اتباع إجراءات الوقاية، يغسلون كل شيء بماء جافيل، بل وصل أحدهم الى مسح الخبز الذي يشتريه بماء جافيل ليدخله بعد ذلك إلى الفرن لمدة 20د، رغم ان الاخصائيين قالوا إن من 3 الى 10 دقائق كافية لقتل الفيروس إن كان موجودا عليه. وآخر يكاد يشرب هذا السائل لمنع دخول الفيروس إلى رئتيه وغيرها من الحالات المثيرة.
حالة الخوف الذي سيطر على بعض، كان سببا في خليط كيميائي سام بالخل وماء جافيل والكحول، لأن المطهرات أصبحت بالنسبة لهذه الفئة غير كافية لبلوغ النظافة التامة، لذلك يبحث أصحابها في الأنترنت عن مكونات كيميائية يمكن إيجادها في المنزل لصنع مطهر أو معقم، لكن الأهم انهم تحولوا من حالة حجر منزلي وعزل اجتماعي، الى حالة عزل نفسي، فهم عاجزون تماما عن التعامل مع يومياتهم مع وجود فيروس كورونا المستجد.
حقيقة هناك ضرورة لوجود نظام صحي يستطيع مجابهة فيروس كورونا، لكن في المقابل لابد من تكفل نفسي يسمح للمواطن بتجاوز تبعات الفيروس النفسية التي خلقها الوضع الاستثنائي، بسبب تغير السلوك اليومي للمواطنين، حيث وجدوا أنفسهم يعيشون تفاصيل دقيقة لم يعرفوها من قبل كان عليهم التأقلم معها حسب شخصية كل واحد منهم، فمن مستهتر إلى حريص، غير مبال الى مستسلم، سلبي الى إيجابي، كل واحد له طريقته للتعبير عن مجابهته النفسية لكورونا.
بحث الجميع عن اللقاح أو الدواء لكن غفلوا عن الجانب النفسي الذي أدخل البعض في حالة هيستيريا حتى وإن لم يصابوا بالجائحة العالمية. ولعله السبب الذي جعل بعضا يبحث المرافقة النفسية التي تعتبر جزءا مهمّا لإنجاح كل الإجراءات المتخذة للحد من انتشار الوباء.