شددت الأخصائية في علم النفس الطفولي راضية مزمر، على ضرورة جدولة فترة الحجر الصحي للحفاظ على هدوء الأطفال داخل الأسرة، مع ضرورة احترام قواعد الصحة اليومية؛ النوم، الغذاء المتوازن والنشاطات المختلفة من أجل ضمان استقرار الوضع الاجتماعي داخل العائلات.
بالنظر للحجر الصحي الذي تعيشه البلاد جراء جائحة كورونا، وجد الكثير من الأولياء صعوبة في التعامل مع أطفالهم، خاصة الذين يعانون فَرْطَ الحركة ولا يستطيعون البقاء في مكان واحد، ما يستلزم، بحسب ما صرحت به الدكتورة في صفحتها الخاصة، احترام قواعد الصحة اليومية الممثلة في النوم، الغذاء الصحي واتباع نشاطات مختلفة ووضع برنامج يومي في جدول منظور يضمن التسيير اليومي لأوقاتهم.
وقالت د.مزمر، إن الجدول المنظور المعلق على المكتب، الطاولات والجدران يترسخ ذهنيا لديهم ويحترمون البرنامج المخصص فيه وقت للراحة، اللعب والدراسة، باعتبارهم ليسوا في فترة عطلة وإنما حجر صحي، ملزمين بمتابعة دروسهم وفق ما أقرته الوزارة الوصية، مؤكدة على الأولياء اعتماد أدوات تحديد وقت حصص البرنامج وبالرنة.
ويعني هذا، بحسب الاخصائية النفسانية، ان الوقت المخصص للدارسة عند تحديده بساعة وفور الانتهاء منه يدق الجرس، نفس الأمر مع وقت اللعب المحدد مثلا بـ30 دقيقة، اي عند انقضاء المدة يدق الحرس، وينتهي الوقت. مشيرة ان هذه التدابير تدخل في إطار جدولة أوقاتهم خلال هذه الفترة الصعبة التي منعوا فيها من ممارسة الكثير من النشاطات المعتادين عليها خارج أسوار المنزل.
وأكدت على الأولياء اعتماد الجدية والإيجابية في التعامل معهم، لكن دون الانصياع لطلباتهم والحديث معهم بهدوء، على اعتبار أن الأطفال ذوي فرط الحركة لا يحبون الكلام بالصوت المرتفع الذي عادة ما يؤثر عليهم سلبا، نفس الأمر بالنسبة للأطفال في هذه الفترة الذين يقبعون بالمنزل وفق شروط لم يتقبلها الكثير منهم.
وطالبت المتحدثة بوضع مطالب الأطفال في قائمة يتم من خلالها التعامل معهم، أي طلب وراء الآخر، ولا ينصح بمنحهم الكثير من الأوامر مرة واحدة، لأنهم عادة ما يعجزون عن تنفيذها، مع الابتعاد عن الانتقاد الهدام الذي يؤثر سلبا على شخصيتهم ويزعزع ثقتهم في أنفسهم، مشيرة في ذات السياق إلى وضع جدول التشجيع والمعاقبة لمراقبة سلوكياتهم ومدى تحسنها في هذه الفترة.
وترى الأخصائية، أن تأطير اليوميات للقيام بالنشاطات أمر ضرورة، أي أن عدم الخروج والحرمان من اللعب المعتاد يستوجب تخصيص نشاطات على مستوى البيت، مثلا بوضع ألعاب الذكاء لدى هذه الفئة من الأطفال وممارسة الرياضة لدى الأطفال الذين سئموا الجلوس في المنزل وينعكس هذا على تصرفاتهم داخل العائلة.
وانتقاد الأطفال تقول، لا يكون على شخصيتهم، إنما حول سلوكياتهم لتغييرها وتحسينها والابتعاد عنها، مع ضرورة مشاركة الأولياء في علاج السلبيات لدى هذا النوع مع الأطفال، الذين لا يتحملون الغلق والجلوس في مكان واحد، مثلما يحدث في الفترة التي تدخل في إطار تدابير وباء الكورونا، مؤكدة أن الإيجابية والجدية في التعامل الحل الأمثل.