أكد رئيس المجلس الوطني للصحافيين الجزائريين رياض بوخدشة، في حوار لـ «الشعب»، أن الصحافة صمدت أمام كورونا، بتقديم مادتها الإعلامية بشكل عادي عبر شبكة «الأنترنت»، وسدت بذلك تراجع السحب، معتبرا أن العمل عن بعد أحدث نقلة نوعية في الممارسة الصحافية.
«الشعب»: تأقلمت الصحافة على اختلافها سريعا مع المستجدات التي ترتبت عن تفشي «فيروس كورونا»، كيف تقيمون الأداء؟
رياض بوخدشة: الصحافة تأقلمت مع ظروف العمل التي فرضها «وباء كورونا»، والذي تعاملت معه الجزائر بوتيرة متسارعة، بالنظر لحجم المخاطر والأضرار التي يمكن أن يلحقها هذا الداء بالناس.
والحقيقة أن الصحفيين ومؤسسات الإعلام عموما، خضعوا للأمر الواقع، ولكن وقعت مقاومة شجاعة جدا لهول الوضع المصاحب لـ «كورونا». لقد نجحت الصحف في التعايش وضمان الخدمة بشكل عادي، فالنقص الذي وقع بسبب تراجع حجم السحب، وتوزيع الصحافة المكتوبة، تمت تغطيته بتكثيف المادة المنشورة عن طريق الأنترنت، وانتعش الإعلام الإلكتروني.
كما تمكنت مؤسسات الإعلام السمعي البصري، من تغطية النقص، بتكثيف المادة المتعلقة بالتحسيس والتوعية من مخاطر انتقال العدوى وانتشارها، والانخراط في المجهود الوطني الرامي إلى محاصرة الوباء والتحكم فيه. وباستثناء اختلالات وقعت في بعض المؤسسات لجأت إلى إلزام بعض الصحفيين والمستخدمين الآخرين بأخذ عطل غير مدفوعة الأجر، يمكن أن نقول إن الصحافة صمدت أمام عاصفة كورونا.
- العمل عن بعد يعد فعالا ويحمي الساهرين على تنسيق العمل من المقر المركزي، هل سيكون توجها جديدا في الإعلام؟
من محاسن الحجر الصحي الذي فرضته شروط الوقاية من الوباء، أن معدل استخدام الشبكات واللجوء إلى التواصل والتنسيق البعدي، ارتفع بشكل كبير جدا، وجعل الكثيرين ممن كانوا يهابون التواصل الإلكتروني أو يتثاقلون في استعماله، يكتشفون هذا الميدان وهذا النوع من العمل الذي له كثير من الميزات الإيجابية.
فقد ألزم هذا الوضع الكثيرين ممن هم مكلفون بالإعلام والاتصال في كل المؤسسات، إلى إطلاق صفحات على وسائط التواصل الاجتماعي. كما وجد الصحفيون ضالتهم في التقليل من عناء التنقل وربح الوقت الذي كان ضائعا في زحمة الطرق، وأيضا استمتاع الكثير بمتعة السرعة في تلقي المعلومة والسرعة في المعالجة والنشر والتفاعل مع القارئ والمتابع عموما.
- هل ينبغي مراجعة الممارسة الإعلامية عموما، التي لا ترتبط بالمكان بقدر ما ترتبط بقدرة الإعلاميين على توفير مادة إعلامية آنية؟
نعم، بل واجب على الجميع أن يطور أداءه بمزيد من الإقبال على الفضاء الرقمي. فقد تزامن هذا الوضع مع النقاش الموجود في الساحة الإعلامية الوطنية، حول الصحافة الإلكترونية وحسن استغلال الشبكات والوسائط الرقمية المختلفة، لاسيما في الإعلام الوطني، الذي هو بأمس الحاجة إلى التطوير والتحديث والغوص في قلب الإعلام الحديث، طالما أن الإمكانات المادية متوفرة، وبالحد الذي يمكننا فقط بتوفر إرادات قوية من إنتاج مضامين إعلامية بالغة التأثير ومنفردة التميز، لأن في حقل الصحافة الجزائرية كفاءات على قدر كبير من الأداء المحترف لكنها مهمشة.
- رغم اختلاف طبيعة الإعلام المكتوب عن السمعي البصري، إلا أن الأخير كسب تحدي العمل عن بعد، ما تعليقكم؟
المثل يقول إن الحاجة أم الاختراع، لا يوجد مستحيل، إنما فقط الإرادة عندما تغيب والهدف عندما لا يكون واضحا، نصاب بالوهن ونشكك في قدراتنا. معظم القنوات التلفزيونية والفضائيات العالمية، انطلقت من إمكانات جد متواضعة، لكن سمو الغاية يجعلنا نبدع في أعمالنا ونصنع الإنجازات. فكما تقول الحكمة، نحن من نصنع النجاح أو الفشل وليس الظروف. وبالمناسبة أشكر جريدة «الشعب» على الاجتهاد في إنتاج محتويات متميزة.