العمل عن بعد عجّل به «كوفيد-19»:

تجربة جديدة يخوضها الإعلام الوطني

فريال بوشوية

حوارات وبلاطوهات من المنزل ومواكبة على مدار الساعة

لن يخلد «كوفيد-19» في تاريخ البشرية، فقط بأنه أحد الأوبئة البشرية الذي أود بحياة عشرات الآلاف وأصاب مئات الآلاف من الأشخاص، بل ستؤرخ له جوانب أخرى، على غرار الثورة التي أحدثها في قطاع الإعلام، الذي تكيّف مع المستجد الصحي بتكريس صيغة العمل عن بعد.
يعد العمل عن بعد بمثابة تحدّ كبير للإعلاميين في كل الظروف، ومهما ضاق الحيز المكاني الذي يتحركون فيه، عزّزه الاعتماد على الوسائل التكنولوجية، وتحدٍّ أيضا للمؤسسات الإعلامية على اختلافها مكتوبة وسمعية ومرئية، التي أكدت بدورها سرعة تأقلمها مع المستجدات، مهما كان الظرف صعبا، بمرونة تسمح لأداء إعلامي آني ومواكب.
وإذا كان الإعلام المكتوب يعمل للتأقلم مع العمل عن بعد، فإن السمعي البصري تجاوز كل الصعوبات التقنية، ببث حصص ببلاطوهات من بيوتهم.
أغلب اليوميات التي اختارت البقاء في المشهد ونقل كل أخبار المستجد العالمي، سارعت بدورها إلى اعتماد الصيغة، حماية لصحة العاملين بها والتقليل من الحضور وبالتالي سرعة انتقال العدوى والأهم تقديم الخدمة دون أن تتأثر تحت أي ظرف من الظروف.
الهواتف الذكية «تزحزح» الحواسيب
ميزة العمل عن بعد، التحكم في التكنولوجيا، التي كان لها بالغ الأثر في التغيير الذي تشهده الممارسة الإعلامية. فمن كان يظن أن الهواتف الذكية ستزحزح الحواسيب المحمولة والثابتة، وتحل محل الكاميرات بنقل بث حي ومباشر، وإرسال مادة إعلامية بسرعة البرق، لا يكون فيها الصحافي في حاجة إلى قلم، لأنه وببساطة يكتب الخبر في نفس الوقت الذي يقوم فيه بالتغطية، ليرسل مادته في نفس الوقت الذي تنتهي فيه الندوة الصحافية أو أي نشاط يقوم بتغطيته.
الرقمنة حتمية...
يؤكد أستاذ علوم الإعلام والاتصال، المتخصص في الإعلام الإلكتروني سمير عرجون، أن وسائل الاعلام التقليدية أمام حتمية الذهاب إلى الرقمنة، تمشيا مع طبيعة القراء الذين تغيروا وباتوا يفضلون القراءة على الواب، ولأنهم أهم رقم في المعادلة، لابد من مواكبتهم من خلال الحضور على الواب.
واستنادا إليه، فإنه لا خيار أمام الإعلام سوى التأقلم مع المستجدات، لاسيما وأن العمل عن بعد غيّر جذريا الممارسة الإعلامية التي كانت تمر على الأقل عبر خمسة وسائط، فإلى جانب الصحفي يوجد مصور وسائق، وكذا مسؤولون في التحرير، وفي الأقسام التقنية، لكن اليوم تغير كل شيء إذا بإمكانه القيام بتغطية الحدث من البيت يغطي ويضع محتواه على الموقع مباشرة.
ولم يخف الأستاذ عرجون وهو يتحدث لـ «الشعب»، عن العمل عن بعد ورقمنة العمل الإعلامي عموما، بالقول إننا «متأخرين جدا في المجال»، لافتا إلى أن رقمته مرتبطة بأربعة محاور: الوسائط التكنولوجية وهي موجودة ومتوفرة بغض النظر عن نوعيتها، أما الثاني فيخص عالم التطبيقات والأرضيات، متبوعا بمحور الاستعمالات، فاتحا قوسا ليشير إلى أن الصحافة تستعمل الواب، أما المحور الرابع والأخير فهو صدى الاستعمالات.
والمشكل في الجزائر يكمن في المحورين الأخيرين؛ ذلك أن استعمال الواب ثانوي في الحصول على الخبر، على عكس وسائل الإعلام التقليدية، والقارئ لا يهتم كثيرا بالإخبار.
وبرأيه، فإن الصحافيين يحاولون جاهدين التأقلم مع تقنية العمل عن بعد التي ليست بالجديدة، بل تعود إلى العام 2006، إذ يتم في دول أخرى الدفع إلى العمل عن بعد، على اعتبار أنها باتت حتمية.
المادة الإعلامية من مصادر الخبر
من جهته، نوه أستاذ علوم الإعلام والاتصال الدكتور نذير عبد الله تاني، إلى أن «التحول الرقمي للصحافة زاد من تكريس العمل عن بعد»، وكذلك الشأن بالنسبة لـ «رهانات الصحفي في البحث عن المادة الإعلامية ذات مصداقية من مصادر الخبر».
وإلى ذلك، توقف عند مرونة العمل الإعلامي التي يكرسها العمل عن بعد، وكذا «العقبات التي تواجه الصحفي في التحريات من مصادر الخبر».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025