ثمّنت مديرية الصحة والسكان لولاية وهران الجهود المتواصلة والتضحيات الكبيرة التي يقدمها عمال قطاع الصحة بمختلف أسلاكهم وفئاتهم المهنية خلال الفترة الراهنة، جراء المخاطر التي يواجهونها يوميا أمام فيروس «كورونا» وحتمية الالتزام بالحجر، وما يترتّب عن ذلك من مشاكل اجتماعية وضغوطات عائلية، خاصة بين النساء.
كشف الدكتور يوسف بوخاري، رئيس مصلحة الوقاية والمكلف بالإعلام، عن تسجيل أكثر من 30 حالة إصابة بفيروس «كورونا» بين الأطباء والممرضين وغيرهم من العمال المنتسبين إلى السلك الطبي، موضحا أنّ مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفي الجامعي الحكيم بن زرجب، تضم لوحدها أكثر من 16 طبيبا وطبيبة و22 ممرضا وممرضة، إضافة إلى 8 عمال من الحراس والمختصين في التحاليل وغيرهم من الذين يقيمون حاليا بالفنادق.
وأشار في سياق متصل، إلى تسجيل ثلاث حالات طلاق جديدة بين الممرضات، من اللواتي اقتضى الوضع الصحي الراهن تعليق تنقلهنّ إلى منازلهن وبقائهن بالفنادق، وذلك منذ يوم 18 مارس المنصرم، فكانت النتيجة طلاقهن، للأسف، من أزواجهن. مشيرا إلى وضعيات إنسانية أخرى على غرار الطبيب الذي فقد والده وآخر فقد أمه، دون إلقاء النظرة الأخيرة عليهما، بغض النظر عن الذين حرموا من مشاركة الأهل والأصدقاء الأجواء الرمضانية وفرحة العيد، لاسيما أولياء الأمور.
وأكد د. بوخاري، أنّ «الجيش الأبيض لازال صامدا، يعمل بلا انقطاع في ظروف صعبة جدا وتحديات كبيرة من أجل إنقاذ حياة الآخرين وحفظ أرواحهم بالإمكانات المتاحة، والكل يؤدى مهمته الوطنية، دون تقصير أو تخاذل، خصوصا في ظل اشتداد درجة الحرارة وحتمية ارتداء الملابس الواقية التي تغطي كامل الجسم لمدة تفوق 12 ساعة يوميا، بما فيها جوربان إضافيان، وواقيات أكمام، وزوجان من القفّازات الواقية، مما يصعب - بحسبه - العملية الطبيعية للأكل والشرب والتنفس، وحتى قضاء الحاجة، ناهيك عن الجروح والكدمات التي تسببها.
وأوضح نفس المسؤول، أن «الوصاية بوهران، تسعى جاهدة من أجل تقديم الدعم والمساندة في كافة المشكلات والعقبات التي تواجه العاملين في السلك الطبي وشبه الطبي، باعتماد التواصل المستمر والمنتظم مع المعنيين على كافة المستويات، سواء الخاصة بالصحة والسلامة وبيئة العمل أو انشغالاتهم المهنية وحقوقهم المادية»، معبرا في الوقت نفسه عن تأسفه لتأخر صب المكافآت التشجيعية لدعم الأطقم الطبية المجندة حاليا لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
وأضاف بخاري قائلا: «الجيش الأبيض أفرادا وجماعات يضحون بأنفسهم من أجل إنقاذ المرضى ومحاصرة الوباء، لكن هناك من لا يقدر هذه التضحيات ولا يبالي بمأساة الغير»، منتقدا بعض تصرفات المواطنين واستمرار الممارسات الخاطئة التي ستكون نتيجتها حتما تمديد العمل بنظام الحجر الصحي الحالي ومجمل التدابير الوقائية المرافقة له إلى غاية شهر سبتمبر أو ما يزيد، ناهيك عن الخسائر الهائلة، سواء فى الأرواح أو فى الاقتصاد على حد تعبيره.