الاشخاص الاكثر ايمانا وصبرا يمتلكون مناعة أكبر
يتوقع احمد قوراية أستاذ محاضر وخبير في علم النفس أن الجزائريين سيعيشون مجبرين انعكاسات سلبية، حيث ستتغير السلوكات للأفراد وفق الالتزامات التي تبقى مفروضة لأجل غير مسمى، حسب ما أوضحه في تصريح لـ» الشعب «.
في هذا الإطار قال قوراية ان مظاهر جديدة ستظهر في المجتمع، حيث يرتقب انه سيكون هناك تغيير في عادات الجزائريين الاجتماعية و هم سيشعرون بذلك، و اعتبر ان رفع الحجر يجعلهم يصطدمون بمرحلة جديدة، وهي مرحلة تقيد فيها سلوكاتهم (مواصلة التزام بإجراءات الحجر)، وتقيد معاملاتهم، كما انها تحدد الفضاء الذي يوجدون فيه حتى وان كان واسعا، وتنقص لديهم كذلك ثقافة الحديث فيما بينهم تفاديا لامكانية العدوى.
وقال الخبير في علم النفس ان الفرد بعد رفع حالة الحجر يبقى يبرمج نفسه التباعد الاجتماعي، وعدم المصافحة والمعانقة لأحبائه واقربائه وحتى أصدقائه، حتى هذه البرمجة لا يتقبلها الإنسان أحيانا، لكن هي مفروضة عليه كإحتياط مسبق وقائي، لكن بصعوبة نفسية التي ترفع من درجة العصبية لديه.
وضع الكمامة يثير العصبية
وترتفع درجة العصبية حسب قوراية من خلال الكمامة التي فرض وضعها للوقاية من فيروس كوفيد- 19، بحيث ستتغير ملامح الانسان ، الذي كان يعيش الحرية و العفوية في ممارسته اليومية، واصبح يبرمج نفسه طوعا وكرها على ممارسة جديدة بالاضافة الى الكمامة، فهو مقيد الحرية التي كان يتمتع بها فيما سبق، وهذا التقييد النفسي لا يتقبله، ويرفضه في اعماقه النفسية، وهذا ما ينعكس على نفسيته، فتظهر لديه بعض التوترات مصاحبة لبعض الوساوس، مما يؤدي الى سلوكات نفسية تسودها الهلوسة.
واوضح كيف يؤدي رفع حالة الحجر الى انعكاسات سلبية ، حيث قال ان كل البشر سيغيرون من طباع نفسياتهم بعد معايشتهم لهذا الوباء ،مما يترك في نفسيتهم بعض الآثار السلبية ، التي تؤدي بدورها الى اضطرابات نفسية سلوكية، حيث ان اغلبهم عايش واقعا مرعبا و هو يتابع الاخبار في الداخل والخارج حول ما خلفه فيروس كورونا ويزيد وضعيته صعوبة تلك الارقام المرعبة للوفيات.
واضاف في هذا السياق ان هناك بعض الناس وهم في الغالب الذين يتمتعون بالصبر و قوة الايمان لديهم توازن نفسي و عقلي و عصبي جيد، و نجد ان هذه الفئة من البشر هي اكثر صبرا على هذا الوباء وهذا ما يجعل مناعتهم مرتفعة، ويتمتعون بمرونة نفسية عالية.
ونظرا لهذه التغيرات المنتظرة ، يستدعي الامر ضرورة التهيئة النفسية القبلية لكل انسان، من خلال برمجة نفسية عقلية سلوكية، من اجل الوقاية، الإحتياط، العلاج، وثقافة مقاومة العدوى.
واكد قوراية على اهمية دور الأخصائيين النفسانيين في مرافقة الافراد لتجاوز هذه المرحلة الصعبة على جميع المستويات، ويتمثل هذا الدور في كيفية تقديم حقيقة وباء كورونا و محاولة افهامهم انه مهما كان انتشاره وطالت مدة تواجده فانه سيزول بمجرد توفر اللقاح المضاد له، والعمل على خلق تماسك نفسي وتضامن نفسي بين الجميع.