اعتبرت نقابات التربية، أن التوجه نحوتعميم اللوحات الإلكترونية في التعليم من بين الإصلاحات التي يجب اقرارها في المنظومة التربوية ،غير أن تطبيقها على أرض الواقع يحتاج إلى أرضية وبرنامج معلوماتي يستفيد منه التلميذ بشكل يسمح برفع مستواه العلمي والمعرفي .
ثمن المختصون في الشأن التربوي جهود السلطات في إصلاح منظومة التعليم، بدءا من مشكل ثقل المحفظة المطروح بشدة خلال السنوات الأخيرة المتزامنة مع برنامج الجيل الثاني، الذي يقضي باستعمال كتب وأدوات كثيرة ،غير أن التوجه نحوهذه التقنية يمكن من الاستغناء عن الكم الكبير من الكتب وفي مختلف الأطوار.
كناباست: بناء أرضية قوية لمنظومة تعليمية
أكد المكلف بالإعلام بنقابة «كناباست»مسعود بوديبة في تصريح لـ»الشعب»أن الطموح في بناء مدرسة قوية ذات جودة ونوعية طموح الجميع ،غير أن تزيين المدرسة ،يقتضي إعادة النظر في الأساس وبناء أرضية قوية لمنظومة تعليمية تكون ذات أولوية من حيث الإنفاق والميزانية الكبرى، باعتبارها الاستثمار الحقيقي في كل بلد .
وأوضح بوديبة بشأن سعي الحكومة إلى تعميم اللوحة الإلكترونية عبر التراب الوطني للتقليل من استعمال الكتب وتخفيف وزن المحفظة،خاصة مع توجهات التلميذ التكنولوجية، أمر جيد من حيث المبدأ، غير أن التطبيق صعب ويحب أن ينطلق من المنهاج والبرامج القوية والتكوين الجيد لجماعات التربية «الأساتذة» ،تليها الهياكل البيداغوجية التي تليق بمستوى التلميذ، خاصة وان المعلم يلجأ في ظل غياب أبسط الوسائل إلى شرائها من إمكاناته الخاصة .
وقال ان مشروع اللوحة الإلكترونية دليل على الرغبة القوية في حل مشاكل المنظومة التربوية والرفع من التحصيل العلمي للتلاميذ ،وباستعمال الوسائل العصرية ،داعيا في ذات السياق مديري مؤسسات التربية لتوفير الوسائل البيداغوجية اللازمة بدل الاعتماد على التسيير القديم الذي يلعب فيه الأولياء دورا أساسيا في توفيرها.
وأضاف ،إلى غاية تعميم مشروع اللوحة الإلكترونية يجب تسليط الضوء على المنهاج الذي يجب أن يعاد فيه النظر بكيفية تسمح بجعل التلميذ بعيدا عن كل الاثقال ،سواء ما تعلق بالمحفظة ،ثقل البرامج،الحجم الساعي اوثقل المعارف العلمية المقدمة له في هذه المرحلة ،مشيرا أن الأهداف المسطرة يمكن تحقيقها بأبسط الوسائل ،فقط التركيز على التكوين الجيد لجماعات التربية عموما والأستاذ على وجه الخصوص.
ستاف: نجاح المشروع مرهون برفع الميزانية
صرح الأمين العام لنقابة التربية والتعليم بوعلام عمورة لـ«الشعب» أن مشروع السبورة التفاعلية سبق الحديث عنه ،غير أن تطبيقه على أرض الواقع يستوجب الرفع من ميزانية التربية التي انخفضت بـ60٪ منذ 3سنوات، ما يجعل تطبيقه ميدانيا صعبا.
وأضاف عمورة أن المشروع يستوجب نظاما معلوماتيا قويا وإمكانات ضخمة تطرح التساؤل عن مدى إمكانية توفيرها خاصة وان اغلب المؤسسات التربوية تفتقر للضروريات المتمثلة في الوسائل التعليمية البسيطة خاصة في المناطق النائية البعيدة التي يعمل مهنيوالقطاع في ظروف اقل ما يقال عنها كارثية ، التدفئة غائبة ،المدارس هشة، وغيرها من الأمور التي تستوجب التحسين قبل الانتقال إلى المشروع العصري .وقال أن التجسيد يستدعي الشروع في إصلاح أرضية المنظومة التعليمية الممثلة في المناهج ثم الذهاب نحوعصرنة التعليم الذي يعتبر إيجابيا من حيث توجه التلميذ وميوله الدائم إلى استعمال التكنولوجيا الحديثة.
الأولياء والأساتذة يرحبون
من جهته، رئيس جمعية أولياء التلاميذ خالد احمد في تصريح لـ«الشعب» قال إن الحديث عن تعميم مشروع اللوحة الإلكترونية أزاح الهم عنهم وعن الأولياء الذين يعيشون كل سنة على هاجس ثقل المحفظة، ومخاوف من إصابة أبنائهم بأمراض جراء المشكل، وهذا دليل ـ يضيف المتحدث ـ على إعطاء السلطات أولوية كبيرة لقطاع التربية الذي كان مهملا لسنوات، ويعيش ظروفا صعبة بسبب القرارات غير المدروسة التي انعكست سلبا على السير الحسن للمدرسة. ووصف خالد احمد المشروع بالمهم، غير أن هناك أولويات منها النقل، الإطعام، الهياكل البيداغوجية وتكييف قاعات التدريس والمنهاج الذي تعالت الأصوات بشأنه ،قبل الانتقال إلى مشروع السبورة التفاعلية الذي يدخل في إطار تزيين المدرسة الجزائرية .
وعبر في ذات السياق الكثير من الأولياء لـ»الشعب» عن ارتياحهم الشديد للاهتمام الذي توليه السلطات لإصلاح المنظومة التربوية ، بما فيها المحفظة التي أثقلت كاهل التلميذ ، آملين أن تكون هذه الخطوة مصحوبة بدراسة دقيقة لواقع التعليم الذي يحتاج التفاتة واهتمام كبيرين لمعالجة مختلف المشاكل المطروحة .
