الخبير في الطاقة بوزيان مهماه :

بكتـيريا مجهريـة تتسبب في تآكل الأنابيب

حياة كبياش

 «سوناطراك» تحتاج لتكنولوجيا التنبؤ بأعطاب محتملة

تواجه سوناطراك تحدي الوصول إلى تكنولوجيا تعطي سيرورات فزيولوجية، التي ستمكن من منح المقدرة على قراءة تنبؤية، لمعرفة عطب في نقطة ما من أنبوب النفط أم الغاز في كامل مساره، لتتمكن من التنبؤ بالأعطاب المحتملة والتدخل لمنع حدوثها، من خلال معرفة مستوى التآكل في الأنبوب ودرجة تقدمه ووتيرة تطوره، وهو الأمر الذي يتطلب تكنولوجيا عالية، حسب ما أفاد به الخبير في الطاقة بوزيان مهماه في هذا الحديث لـ «الشعب».
قال مهماه من خلال تصريحه إنه عندما نتحدث عن أعطاب أنابيب نقل خامات النفط، هذه المشكلة ليست جزائرية محضة، وإنما هي عالمية ويعود سببه إلى مشكل التآكل، هذا المشكل الذي عرفته على سبيل المثال لا الحصر الولايات المتحدة الأمريكية وكلفها ذلك خسائر قدرت بـ 3 بالمائة من حجم اقتصادها سنويا، وهذا يدل على أنه ليس بالرقم الهيّن.
أبرز الأستاذ مهماه أن هذه الأعطاب يتم التكفل بها سواء الأبحاث التي تجري لمعرفة أسباب التآكل وإبطائها، وللتعرف على السيرورات الميكانيكية التي تحدث هذه الأعطاب والتآكل، وأيضا التمكن من إيجاد حلول تكنولوجية تنبئية، إنه بالإمكان أن تعطي للجهات المكلفة عوارض قبلية، تنبئ بحدوث تآكل الأنابيب، مجددا تأكيده أنها معضلة عالمية، وليست محدودة برقعة جغرافية ولا تعني دولة نفطية بعينها وتسبب خسائر في الاقتصاد.

تسرّب النفط هدر للثروة وخطر على البيئة

وعدّد مهماه مختلف العوامل التي تسبّب ظاهرة التآكل، منها ما يعرف بالإجهاد الميكانيكي الذي تتعرض له خطوط أنابيب النفط، وهناك ما يعرف بـ» التآكل الغلفاني»، ويؤكد أن هناك حلول تقنية توفر حماية للأنابيب عن طريق معدات الطاقة الشمسية.
ويوجد كذلك تآكل آخر بيولوجي تسببه بكتيريا مجهرية، بالإضافة إلى التآكل الأوكسوجيني، والتآكل الذي يحدث الوخز الهيدروجيني نظرا للخطورة التي تسببها ظاهرة التآكل التي لا ترى بالعين المجردة، وتتطلب - حسب مهماه- حلولا تكنولوجية وتقنية عالية.
وتتجه الجزائر حسب ما صرح به وزير قطاع الطاقة إلى حماية شبكة أنابيب النفط والغاز، ويعتقد الخبير مهماه أن سوناطراك لديها الإحصاءات المتعلقة بهذه الأنابيب التي تنقل الغاز من عمق الجنوب إلى موانئ الشمال، وعمرها معلوم بالنسبة لها.
والمطلوب حاليا عمل متقدم على مستوى البحث العلمي والتكنولوجي في كيفية الوصول إلى معدات تكنولوجية وسيرورات تكنولوجية، للتزود بمعلومات تقنية حول حالة التآكل المجهري الذي يمكن أن يحدث في أحد الأنابيب في منطقة ما من الصحراء.
ولفت في هذا الصدد، إلى أن سوناطراك تمتلك طريقة التعرف على أيّ تسرب عن طريق محطات الضغط التي تعطي معلومات تقنية حول حدوث خلل ما، وهذا ما جعلها تتدخل في حادثة ولاية الواد في الوقت المناسب، غير أن الفيضانات طاغية ما جعل تدخلها يتأخر نسبيا، لكنه تم إصلاح العطب في وقت قياسي في أقل من 48 ساعة وهي مدة تعطي لشركة سوناطراك ميزة التفوق.
 وهذا ما يؤكد – حسبه – أن تمتلك التقنية للوقاية والأمن من المستوى العالمي وهي بذلك مصنفة في ترتيب متقدم للدول التي تمتلك المعايير الدولية للتدخل والحماية والصيانة.
ويعد هذا جهدا معتبرا – حسبه – يجب أن يتم من خلال البحث العلمي وإيجاد السيرورات العلمية من خلال التكنولوجيا التي تستطيع أن تؤمن المعلومة للشركة العملاقة سوناطراك قبل حدوث المشكلة، لتفادي ما حدث في روسيا مثلا منذ 30 سنة، حيث أحدث التسرب تدفق 2 مليون برميل نفط نتيجة حدوث تشقق استمر لمدة 8 أشهر، وزادت الأمر خطورة تلك العاصفة التي تسببت في كسر الأنابيب وتدفق كميات كبيرة من النفط.
ولفت المتحدث أن تسرب النفط يعد هدرا للثروة وخطرا على البيئة، ولذلك يصبح من الضروري العمل على إيجاد الحلول لحماية المجال الحيوي، وحماية التنوع البيولوجي في المناطق التي توجد بها الآبار النفطية أي الصحراء والتي تمر بها الأنابيب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024