الباحث في علم الاجتماع، د - نعيم بوعموشة نعيم لـ «الشعب»:

الإشاعة والتهويل يضعفان المناعة ضد الفيروس

سعاد بوعبوش

 التكيف مع الوضع يفرض الامتثال للإجراءات الوقائية

 يؤكّد الدكتور نعيم بوعموشة المختص في علم الاجتماع، أن الجزائر في حاجة للتحلي بروح المسؤولية والوعي الوقائي أكثر من أي وقت مضى، إذا كنا نريد فعلا مجابهة هذا الفيروس والحفاظ على سلامتنا وسلامة الآخرين، سيما مع غياب لقاح فعال ضد هذا الفيروس في العالم لحد الآن، والارتفاع المحسوس في عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا بسبب تجسّد فكرة زوال الخطر في ذهن المواطن الجزائري بعد رفع الحجر الصحي، وما صاحبه من تراخي في الالتزام بالإجراءات الوقائية.

يرى د - بوعموشة في تصريح لـ «الشعب» أن الجزائريين مطالبون بالتكيف مع الوضع الراهن شريطة الامتثال للإجراءات الوقائية التزاما صريحا دون إفراط أوتفريط قد ينعكس فيما بعد على الصحة والسلامة النفسية.
حسب المختص في علم الاجتماع، فإن هذا الوضع من شأنه خلق لدى المواطن حالة من الهشاشة النفسية والتي تعد مشكلة تصيب الكثير وتجعل الفرد عرضة لأن تسيطر عليه المشاعر السلبية والأزمات النفسية، حيث تتمثل الهشاشة النفسية - حسبه - في عدم قدرة الفرد على التكيف أو التأقلم مع ضغوط الحياة اليومية وما يتم تداوله وتناقله من أخبار.
وحسب المختص، فإن أي حدث صغير في الحياة اليومية قد يستهلك من طاقة الفرد النفسية، فيصبح أكثر قلقا وتفكيرا في عواقب الحدث، مشيرا إلى أن الهشاشة النفسية تعود لارتفاع درجة القلق النفسي بأشكاله المختلفة مثل المخاوف المرضية، ففي حالة إصابة الفرد مثلا بفيروس كورونا (كوفيد 19) قد يصاحب ذلك هشاشة نفسية واضطرابا نفسيا.
وتظهر أعراض هذه الهشاشة في ارتفاع درجة القلق والتوتر النفسي وضعف الثقة بالنفس والخوف من الموت، وهو ما يؤدي لاحقا لأعراض جسدية مختلفة كضيق في الصدر وارتفاع عدد ضربات القلب وفقدان الشهية للأكل والأرق وضعف الطاقة الجسدية وفقدان المتعة في الحياة، ويرى كل شيء سخيفا وبدون فائدة فيفقد الأمل في الحياة، وبالتالي يضعف جهازه المناعي ويكون أكثر عرضة للموت كونه استسلم لواقعه المرير بدل أن يكسر قيود اليأس ويقاوم الفيروس بصلابته النفسية من منطلق قضاء الله وقدره.
في هذا السياق، نبه الى أهمية المساندة النفسية والاجتماعية في مثل هذه الحالات، خاصة وأنها تعد مصدرا هاما للدعم الاجتماعي الذي يحتاجه المواطن اليوم بغية إدراك الضغوط الحياتية المختلفة التي تواجهه وأساليب مواجهتها والتعامل معها، وتحقيق إشباع الحاجة للأمن النفسي وخفض درجة المعاناة النفسية والاحباطات الناتجة عن الأحداث الضاغطة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025