دعا وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، كمال بلجود، أمس، بالجزائر العاصمة، إلى إدراج توصيات الندوة الوطنية حول استراتيجية الوقاية وتسيير المخاطر الكبرى في مشروع الإستراتيجية الجديدة للمخاطر الكبرى.
أوضح بلجود في كلمة ألقاها خلال إشرافه على اختتام هذه الندوة، بحضور وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة، عمار بلحيمر، وعدد من أعضاء الحكومة، أن المندوبية الوطنية للمخاطر الكبرى مدعوة لتشكيل فوج عمل متعدد القطاعات والخبرات يكفل تضمين كل التوصيات في مشروع الإستراتيجية الوطنية للمخاطر الكبرى مع تسطير ورقة طريق ومخطط عمل واضح المعالم برزنامة تشمل إجراءات قصيرة وبعيدة ومتوسطة الأمد.
كما دعا إلى «تعزيز المنظومة القانونية والمؤسساتية وتحسين الحوكمة من خلال تحديد واضح للمسؤوليات وإشراك المجتمع المدني في مختلف المراحل بطريقة منظمة وفعالة».
وذكر الوزير، أن النتائج المحققة في هذه الندوة سيتم «تبليغها بكل أمانة إلى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الذي يولي العناية الكاملة والمتابعة الدائمة لإشكالية المخاطر الكبرى»، مؤكدا التزامه بـ»السهر على تجسيد هذه التوصيات وتقييم مدى تنفيذها ميدانيا».
وأشار إلى أن تنظيم هذه الندوة يعد بمثابة «إعلان جديد وقوي للعمل التنسيقي والتشاركي»، مشددا على ضرورة «مضاعفة الجهود والاستفادة من التجارب لتجسيد التوصيات على أرض الواقع».
وأكد أن هذا الالتزام هدفه «ضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة وكسب رهان الحد من مخاطر الكوارث».
من أجل فتح «عهد جديد» للعمل التنسيقي
وتوجت أشغال الندوة الوطنية حول استراتيجية الوقاية وتسيير المخاطر الكبرى، بـ133 توصية، تهدف إلى فتح «عهد جديد وقوي للعمل التنسيقي والتشاركي» في هذا المجال، بحسب ما أفاد به وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، كمال بلجود.
ودعت هذه التوصيات المنبثقة عن الورشات الأربع للندوة، إلى ضرورة «تقييم وتحيين» مخططات تسيير الكوارث والمخاطر الكبرى انطلاقا من الزلازل الأخيرة التي عرفتها العديد من الولايات، مع إطلاق برنامج وطني للبحث في المخاطر الكبرى وتطوير البحث في العلوم الطبية.
كما شددت الندوة في توصياتها، على «اعتماد اللامركزية في تسيير الكوارث»، لاسيما ما تعلق بـ»اتخاذ القرارات». وأوصت بأهمية التكوين الدوري للمتدخلين لإدارة مخططات النجدة واتصال الأزمات وتنظيم تمارين ميدانية «تحاكي الواقع»، مع اعتماد منظومة إعلام جغرافي وضمان الوصول للمعلومات الجيوماكنية (التحديد الجغرافي) بغرض «تسهيل» عمليات التدخل.
كما دعا المشركون في الندوة، إلى تكثيف تكوين المواطنين من مختلف شرائح المجتمع في الإسعافات الأولية وتدابير مواجهة الكوارث والمخاطر الكبرى، بالإضافة إلى «إعداد نصوص تنظيمية لتسيير الاحتياطات وتحديد مهام اللجنة المشتركة لتسيير الكوارث»، مع ضرورة إدماج المجتمع المدني والأعيان في تنظيم مخططات تسيير الكوارث وتدعيم جهاز مكافحة الحرائق بوسائل جوية.
وأوصت الندوة كذلك بـ»مراجعة نظام التأمينات» في هذا المجال وإعداد توقعات مواجهة الكوارث على مستوى القطاعات، إلى جانب وضع مخطط لرفع قدرات المؤسسات في مواجهة الكوارث وتعزيز ثقافة مواجهة الكوارث وتسييرها لدى المواطنين.
وفي كلمة ألقاها خلال إشرافه على اختتام فعاليات هذه الندوة، بحضور وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة عمار بلحيمر وعدد من أعضاء الحكومة، تعهد السيد بلجود بتبليغ رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بهذه التوصيات، مؤكدا أن الرئيس تبون «يولي عناية كاملة ومتابعة دائمة لإشكالية المخاطر الكبرى».