الخبير في السلامة المرورية، امحمد كواش:

«درّاجات الموت» تحصد عشرات الضحايا

خالدة بن تركي

تحصد الدراجات النارية ذات المحرك القوي ومستوية السلامة الضعيفة، عشرات الضحايا في المناطق الداخلية، أي ما يعادل 50 بالمائة من حوادث المرور الناتجة عن السرعة المفرطة التي تفوق 120 كلم/سا بالمدينة، والتي لا تعكس الحجم والهيكل الضعيف لهذا النوع من الدراجات، مقارنة مع الأخرى ذات الحجم الكبير.
حذر الخبير الدولي في السلامة المرورية الدكتور امحمد كواش في تصريح لـ «الشعب»، من تنامي الظاهرة في المناطق الداخلية، التي يفوق عدد الدراجات النارية بها عدد السيارات، وذلك لدواع تجارية، مصلحة يومية أو التنقل لقضاء الحاجة أو حتى للقيام بالأنشطة الفلاحية، إلا أن غياب الوعي لدى الكثيرين حولها من وسيلة نقل إلى وسيلة موت تحصد عشرات الأرواح.
أشار كواش، إلى غياب معايير السلامة بهذه الدراجات ذات المحرك القوي والهيكل الضعيف، إلا أنها في المقابل تستعمل من قبل الكثيرين، الذين يقودونها بطرق جنونية وغير عقلانية تفوق 120 كلم/سا، بالرغم من عدم تحملها ذلك، لتجعل هذه الوسيلة حياة العديد من الأشخاص مأساة حقيقة تهدد سلامة السائق والمواطنين على حد سواء.
وأعلن الخبير الدولي في السلامة المرورية، عن تسجيل أرقام مخيفة نتيجة الاستعمال غير العقلاني لهذه الدراجات، التي أصبحت مصدر خطر يهدد مختلف الفئات، وحتى الأطفال أصبحوا معرضين للدهس، نتيجة القيادة المتهورة لهذه الآلة، التي تتسبب في عديد الضحايا نتيجة قوة المحرك ذي الأسطوانة القوية يسمح القيام بسرعة جنونية داخل المدينة، أي لديها سرعة الفعل الانطلاقي، وبإمكان سائقها الانطلاق بسرعة فائقة تصل إلى 120 كلم/سا، إلا أن ضعف هيكلها تسبب في الكثير من الحوادث.
ظاهرة استعمال هذا النوع من الدراجات - يقول المتحدث - فرضتها الحاجة الاجتماعية والثقافة اليومية لسكان المدن الداخلية كمدينة الدوسن بولاية أولاد جلال وسيدي خالد، ووادي سوف والكثير من المناطق، بالإضافة إلى غياب الوعي وانعدام الجانب الردعي، ما ساعد على الانتشار الكبير لهذه الوسيلة، التي لا يفوق سعرها 17 مليون سنتيم، مقابل قوة محرك من المفروض أن يتواجد في دراجات ذات حجم كبير يتراوح سعرها بين 80 إلى 160 مليون سنتيم.
والأخطر في كل هذا، عدم توافق قوة المحرك مع المعدن والوزن، ضف إلى ذلك العجلات الضعيفة التي لا تناسب قوتها، ما يجعل خطر حوادث المرور يتضاعف بهذه المناطق، الأمر الذي يستوجب التفاتة جدية من السلطات لضبط سرعتها حتى لا تتجاوز 60 كلم/سا، وهي كافية للتنقل داخل المدينة، بخلاف الدراجات الموجودة في المدن الكبرى التي يمكنها السير في المسافات البعيدة - يوضح الخبير-.
وعرج الدكتور كواش، إلى الحوادث المأساوية الناتجة عن هذه الدراجات، والتي تخلف ضحايا تستقبلهم المستشفيات يوميا، إصاباتهم بين خطيرة إلى متفاوتة الخطورة، ناهيك عن الوفيات والعاهات المستديمة. مؤكدا في سياق موصول، أن قائدي الدراجات النارية أكثر تعرضا للطريق من سائقي السيارات، حيث تزيد عندهم خطر الإصابات بالحوادث في القفص الصدري، منطقة البطن والرأس والأطراف أكثر من حوادث السيارات، خاصة في ظل غياب ألبسة الحماية وعدم ارتداء الخوذة يعرض صاحبها إلى إصابة على مستوى الرأس.
وبناء على ذلك، دعا الخبير الدولي في السلامة المرورية، السلطات المعنية للتدخل وردع الظاهرة بالمناطق الداخلية، وكذا سائقي الدراجات حتى يدركوا حجم الخطر الذي يتهددهم، ويفوق بكثير ركوب سيارة تتعرض لحادث مرور في المدينة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025