تكريم مهنيي الطب ضحايا كورونا

الجزائر تفقد 186 عامل في الصحة أغلبهم أطباء

صونيا طبة

 بن بوزيد يشيد بتضحيات الطواقم خلال الجائحة

كرّم وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد، بعض عائلات ضحايا فيروس كورونا من السلك الطبي الذي خلف إلى حد الآن 186 عامل بالقطاع الصحي أغلبهم أطباء، مشيدا بالتضحيات التي يقدمها الجيش الأبيض في مواجهة مخاطر جائحة كورونا وفي سبيل علاج وإنقاذ المرضى.
في يوم تذكاري وتكريمي نظمته الجمعية الجزائرية للطب العام بفندق الجزائر بالعاصمة، وقف وزير الصحة رفقة الوزير المنتدب المكلف بإصلاح المستشفيات وجميع الحاضرين من الأسرة الطبية دقيقة صمت على أرواح مهنيي الطب ضحايا كوفيد-19 وسط أجواء مبكية وحزينة لفقدان مناضلين وأبطال متشبعين بحب الوطن، فكانوا أول من ضحوا بحياتهم دونما المبالاة بالمخاطر التي تواجههم أثناء أداء مهنتهم.
وأشاد وزير الصحة بالعمل الجبار الذي قام به «الجيش الأبيض» منذ بداية الأزمة الصحية وماتزال تضحياتهم مستمرة إلى هذه اللحظة، قائلا إن جميع عمال قطاع الصحة أظهروا أعلى درجة من الوعي والشجاعة والتفاني في العمل لمواجهة الوباء بكل التزام ووطنية، مع حرصهم الدائم على تقديم الرعاية الطبية للمصابين بشكل بطولي وكانوا أوائل من فقدوا حياتهم في هذه المعركة ضد الفيروس الخطير، من بين أزيد من 3 آلاف جزائري توفوا بسبب الإصابة بكوفيد-19.
وأضاف، أن جميع الأسلاك الطبية واقفة في خط الدفاع الأول في الحرب ضد الوباء. ويساهم أغلبيتهم في حماية المرضى من مخاطر الفيروس وإنقاذهم من الموت وهم معرضون لالتقاط العدوى بشكل أكبر ونقلها إلى أسرهم، مبرزا مستوى الكفاءة المهنية العالية التي أثبتها الطاقم الطبي في الميدان بجدارة واستحقاق، مقدما لعائلات الضحايا دروع التكريم، عرفانا بتضحياتهم الجبارة في أصعب أزمة تمر بها الجزائر.
ووعد بن بوزيد جميع مستخدمي قطاع الصحة بأن تكون لهم الأولوية في التلقيح ضد كورونا، باعتبارهم الأكثر عرضة لمخاطر الفيروس، مذكرا بأن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يولي اهتماما كبيرا للجهود المبذولة من قبل عمال الصحة من أطباء وممرضين، من خلال إصراره على ضمان حماية لجميع الطواقم الطبية وشبه الطبية وكذا منحهم مكافأة على شكل منحة تشجيعية مقابل المخاطر التي يتعرضون لها أثناء تأدية مهامهم في علاج المرضى.
من جانبه عبر رئيس الجمعية الجزائرية للطب العام عن حزنه الشديد لفقدان أحسن الأطباء ممن أنجبتهم الجزائر، الذين أدوا الواجب كما ينبغي ولم يبخلوا بعطائهم ولم يتأخروا عن تقديم المساعدة للمرضى في أوقات المحن والصعاب، مشيرا إلى أنهم تصدوا لجائحة كورونا في الصدارة وابتعدوا عن عائلاتهم لفترة طويلة خوفا من نقل العدوى ولكنهم لم يتمكنوا من الاستمرار في العطاء فوافتهم المنية.
وأكد رئيس الجمعية الجزائرية للطب العام، أن أكثر من 186 عامل في السلك الطبي فارقوا الحياة، بعد إصابتهم بفيروس كورونا، من بينهم 88 طبيبا عاما، أغلبهم خواص، و39 طبيبا مختصا توفوا وهم يحاربون الوباء وآخرون ينتمون إلى القطاع الصحي، مضيفا أن بطولاتهم وتضحياتهم ستظل راسخة في الأذهان وستبقى فخرا للجزائر ومثالا يقتدي به أطباء المستقبل.
وقدمت ابنة الطبيب المتوفي بفيروس كورونا مريم بن مرزوقة، شهادتها عن التضحيات التي قدمها والدها في سبيل الوطن، موضحة أنه رفض التوقف عن العمل، بالرغم من كبر سنّه، بل أصر على مواصلة الكفاح ضد الفيروس الخطير وساهم في تشخيص وعلاج عدد كبير من المرضى إلى غاية إصابته بالمرض.
وقالت، إنه أعطى للجميع درسا في حب العمل والوطن وعدم الاستسلام، رغم الصعاب، قائلة إنها تشعر بالحزن على رحيله ولكن في نفس الوقت فهي تشعر بالفخر، خاصة وأنه ضحّى بنفسه في سبيل إنقاذ المرضى.
وكان الدكتور تيمامين عبد النور، أول طبيب تفقده الجزائر بسبب الإصابة بفيروس كورونا ومواجهته في الصفوف الأمامية، بالإضافة إلى الكثير من الأطباء، الذين راحوا ضحية الوباء، من بينهم الدكتور سي احمد المهدي والدكتور المختص في أمراض الغدد حبيتوش والدكتور بن صغير جيلالي والدكتور بركان عبد السلام والدكتور بروال سعيد والدكتور بوعروج محمد وبودحان محمد والدكتورة بوديسية وفاء وغيرهم من الأطباء الذين فارقوا حياتهم وهم يؤدون واجبهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025