الحديث عن مناعة «القطيع» أمر مستبعد
قال الطبيب المختص في تشخيص الأمراض والخلايا، محمد طاهر عيساني، إن تمديد الحجر الصحي وتخفيف ساعاته، لا يعني أن الجزائر في منأى عن الفيروسات المتحورة المثيرة للاهتمام وتتطلب مراقبة مستمرة بسبب خصائصها الجينية، التي هي محل بحث ودراسة، مشيرا أن الحجر الصحي يجب أن يكون موجها حسب الوضع الوبائي لكل ولاية وليس عاما.
يرى الطبيب عيساني في تصريح لـ «الشعب»، أن تخفيف إجراءات الحجر المنزلي راجع لمعطيات علمية. غير أن المؤكد العزل وسد المنافذ أتى بنتائج إيجابية، من حيث تحسن الوضع الوبائي واستقرار معدل الإصابات، لكن الأطباء متخوفون من تزايد الإصابات بالنسخ المتحورة سريعة الانتشار.
في تشريحه للوضعية الوبائية، قال الدكتور إننا نعيش استقرارا وبائيا ناتجا عن الإجراءات الاستباقية لعزل الحالات التي اعتمدت في بداية الجائحة، موضحا أن الحديث عن مناعة «القطيع» أمر مستبعد، لأننا لم نصل إلى نسبة إصابات 70 بالمائة من المواطنين.
وأكد الطبيب المختص في الأمراض والخلايا، أن التلقيح ضد كوفيد-19، الحل الأمثل لتحقيق المناعة الجماعية، خاصة وأن اللقاحات تخلق مناعة دون التسبب في المرض أو المضاعفات، وإذا تحققت ستوفر الحماية بشكل عام، بما في ذلك الأشخاص الذين لا يمكن تطعيمهم، أو من لديهم جهاز مناعة ضعيف.
الفيروس لن يشكل تهديدا خطيرا - يقول الطبيب - عندما يكون أغلب الأشخاص محصنين ضد مرض كوفيد-19، لأنه يصبح مرضا عاديا، ولن يظل بنفس مستوى التأهب عندما يصاب عدد كبير من الأشخاص، لأن قوة المرض ستضعفه بشكل ملحوظ.
وأفاد في سياق موصول، أن تخفيف الحجر في رمضان يكون بحذر وبطريقة لا تعرض حياة المواطنين لخطر الإصابة، موضحا بخصوص البروتوكول الصحي الخاص بالمساجد، أنه أتى بنتيجة إيجابية وبالإمكان اعتماده في صلاة التراويح. يبقى فقط التحلي باليقظة والوعي لعدم الرجوع إلى نقطة الصفر.
ونصح الدكتور عيساني، باعتماد الرياضيات التطبيقية التي تسمح بتحديد ديناميكية الفيروس وإظهار المنطقة البؤرة بالإشارة الحمراء، للتعامل مع الحجر الصحي بشكل خاص وليس عاما، خاصة وأن عديد الولايات تسجل صفر حالة، وهي بحاجة أن تعيش نكهة الشهر الكريم دون قيد أو تشديد.
ومع ذلك، دعا طبيب الأمراض والخلايا، إلى فرض رقابة صارمة خلال شهر رمضان للوقوف على مدى تطبيق التدابير الوقائية والارتداء الإجباري للكمامات والتباعد الجسدي في الأماكن العامة والأسواق التي تستقبل عددا كبيرا من المواطنين.
من جهته، منسق الشبه طبيين بمصلحة كوفيد بمستشفى خليل عمران ببجاية، أكد في تصريح لـ «الشعب» حقيقة استقرار الوضع الصحي الذي يثير الكثير من التساؤل، والذي أرجعه المختصون إلى احتمال تحقيق المناعة «الجماعية»، خاصة وأن أغلب التحاليل الجزئية «بي.سي.أر» التي أجريت على الكثير من الأشخاص كانت نتائجها سلبية.
وقال بودراهم، بخصوص تخفيف إجراءات الحجر المنزلي، إن الأطقم الطبية ضد فكرة تخفيف القيود وإعادة سيناريو السنة الماضية مع النسخ المتحورة، التي ما تزال محل بحث ودراسات معمقة، خاصة وأن الحالات الموجودة في الجزائر محدودة، ولا يمكن أن يقاس عليها.
وعن فتح الحدود، أوضح منسق الشبه طبيين، أن الأطباء يرفضون إعادة الفتح، لأن الإجراءات الاستباقية التي قامت بها السلطات في بداية الأزمة نجني ثمارها الآن، وأي قرار عكسي قد يغير الوضع الوبائي، داعيا الجميع إلى التقيد بالتدابير الوقائية للحد من انتشار السلالات الجديدة.