أشرف والي ولاية بومرداس يحي يحياتن، أمس، بقاعة المحاضرات، على افتتاح الندوة الوطنية حول ظاهرة الهجرة غير الشرعية أو مصطلح «الحرقة» المتداول أكثر في المجتمع ووسط فئة الشباب، وهذا بمشاركة ممثلين لحوالي أربعين ولاية وناشطين في مختلف الجمعيات وفعاليات المجتمع المدني الذين دقوا ناقوس الخطر الداهم لهذه المشكلة الاجتماعية التي أخذت أبعادا عدة ومخاطر تهدد التماسك المجتمعي.
بعد تنظيم عديد اللقاءات والندوات الجهوية عبر الولايات لتشريح ظاهرة «الحرقة» ودوافعها المتداخلة، بادرت الجمعية الوطنية للتوعية وتحسيس الشباب من مخاطر الهجرة غير الشرعية «الحرقة»، إلى تنظيم لقاء جديد بولاية بومرداسو التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى منطلق لعدة قوافل للحراقة انطلاقا من مناطق معروفة كرأس جنات ودلس، في محاولة لتوعية الشباب وبالخصوص المراهقين بمخاطر الظاهرة، وطرق الإقلاع عنها عن طريق ترسيخ الفكر الايجابي، والتشجيع على إيجاد بدائل أخرى تساهم في محاربة أزمة «الفراغ»، وانسداد الأفق بالنسبة لهذه الفئة التي وقعت تحت تأثير ومخدر الجماعات المنظمة لقوارب الموت.
وعن أهداف اللقاء، أكد رئيس الجمعية سمير زوليخة، «أن الجمعية الوطنية للتوعية وتحسيس الشباب تسعى إلى مكافحة مختلف المخاطر والآفات الاجتماعية في المجتمع، منها ظاهرة الحرقة التي تعرف ارتفاعا مخيفا، والعمل على تنسيق جهود جميع الفاعلين والناشطين من جمعيات المجتمع المدني على المستوى الوطني، للتقليل من الآفة ومرافقة الشباب في الانخراط في مختلف الأنشطة الاقتصادية».
وفي تدخله بالمناسبة، أكد والي بومرداس في كلمته، «أن مقاربة مكافحة ظاهرة الحرقة تأتي ضمن النظرة الجديدة للدولة، التي تسعى لمعالجة بعض المشاكل الاجتماعية، باعتماد مجموعة من الأبعاد المتكاملة لا تقتصر فقط على الجانب الأمني القانوني، بل توسع أيضا ليشمل الأبعاد الاقتصادية، من خلال تشجيع فكر المقاولاتية بين الشباب والمرافقة إلى التكوين وإنشاء المؤسسات المصغرة، مع العمل على إثراء مختلف البرامج الاجتماعية والتنموية الموجهة لسكان مناطق الظل للتكفل بمختلف الانشغالات، التي قد تشكل دافعا لتشجيع مثل هذه الآفات ومنها ظاهرة الحرقة».
من جهته، ممثل وزارة الداخلية، ثمن المبادرة معتبرا اللقاء «يدخل ضمن المبادرات التي من شأنها المساهمة في التقليل والحد من هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة التي مست شريحة من فئة الشباب وأثرت سلبا على المجتمع الجزائري»، داعيا إلى ضرورة «تضافر جهود الجميع وكل الفاعلين في الميدان من أجل وضع سبل وآليات لمعالجة تداعيات الهجرة غير الشرعية على الفرد والمجتمع».
كما شهد اللقاء عرض عدة تجارب لمحاولات الهجرة غير الشرعية للشباب من مختلف الولايات، ونتائجها الخطيرة من أجل تنبيه الشباب للتخلي عن الأفكار والهواجس السلبية المروج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع تنظيم خمس ورشات لإثراء ومناقشة الموضوع للخروج بتوصيات ومقترحات فعالة، سترفع إلى الوصاية لاتخاذ ما يمكن من إجراءات وفق مقاربة شاملة تنطلق من فهم الأسباب والدوافع إلى تقديم الحلول التشاركية.