أكد المشاركون في أشغال الندوة الدولية حول «الصورة المستقبلية لمدننا، اعتماد مشاريع حضرية من أجل نسيج عمراني مستدام» التي انطلقت، أمس، بجامعة «سعد دحلب» بالبليدة، على ضرورة التوجه نحو «خلق مدن حضرية تساهم في خلق مناصب عمل».
أوضحت البروفيسور بكلية علوم الأرض بجامعة هواري بومدين بالجزائر العاصمة، ليلى عباس منصور، في مداخلتها أن التصور المستقبلي للمدن الجزائرية خلال السنوات المقبلة، يجب أن «يبنى على خلق مدن حضرية مستقطبة لمختلف المؤسسات الاقتصادية، بهدف خلق مناصب شغل»، داعية إلى إيلاء أهمية أكبر للتفكير في وظائف البنايات بعد إنجازها وليس في تصميمها أو شكلها الخارجي».
وأضافت ذات المتحدثة، أن المدن المستقبلية يجب أن تعتمد على ازدواجية الوظيفة، التي تجمع بين الجانب الاقتصادي من خلال خلق مؤسسات مدرة للمال، وجانب اجتماعي خاص بالإسكان. ملحة على أهمية «انفتاح هذه المدن على المحيط الاقتصادي وعدم الاهتمام بالاحتياجات اليومية والعادية للمدينة التقليدية فقط».
واستدلت البروفيسور عباس منصور بمدينة الجزائر العاصمة، التي تعتبر أنها تتوفر على كامل الإمكانات التي تؤهلها لأن تكون مدينة حضرية تنافسية، سواء فيما يخص الإمكانات الإقتصادية أو العمرانية أو التراثية، لافتة إلى أنه شرع في تجسيد هذا المسعى المنصوص عليه في المخطط الوطني للتهيئة العمرانية وهذا بإعادة هيكلة ميناء الجزائر، الذي يعد محور التبادلات التجارية.
وأعربت المتحدثة عن أملها في تواصل هذه الجهود بتوسيع شبكة الطرق والمسالك المؤدية إلى الجزائر العاصمة لتسهيل الولوج إليها.
بدوره أكد الأستاذ بمعهد الهندسة المعمارية والتعمير بجامعة سعد دحلب، ورئيس اللجنة العلمية للملتقى، كريمو دحماني، على ضرورة تشجيع المقاولاتية الحضرية الخلاقة لمناصب العمل بالمدن، خاصة في ظل توفر الثروة البشرية المتمثلة في الشباب المكوَّن.
كما أشار ذات المتحدث، إلى أنه حان الوقت لطرح بدائل عن المدن الحالية وتفادي الأخطاء المرتكبة سابقا، لاسيما ما تعلق منها بالاعتماد على تصاميم موحدة عند إنجاز البنايات السكنية.
من جهة أخرى، تناول الأستاذ بمعهد الهندسة المعمارية والتعمير بذات الجامعة، صديق حماش، إشكالية اعتماد المدن الجنوبية كورقلة وبسكرة وبشار، لتصاميم البنايات المنجزة على مستوى شمال الوطن والتي لا تراعي خصوصية هذه المنطقة، سواء من ناحية المناخ السائد أو هوية وتراث المنطقة، فضلا عن التخلي عن مواد البناء والتقنيات التقليدية واستبدالها بأخرى حديثة.
وأضاف الأستاذ حماش، أن تصاميم البنايات المنجزة على مستوى عدد من المدن الجنوبية خلال السنوات الأخيرة، شبيهة بتلك المنجزة بالمدن الشمالية، مما أفقدها خصوصيتها التي تعبر عن هويتها.