الإضراب يدخل يومه الثالث  

عمال البريد يشلّون المكاتب ومصالح المواطنين معلقة

خالدة بن تركي

 تنقل بين الولايات لسحب الأموال رغم مشقة الصيام

يتواصل الإضراب المفاجئ لعمال مراكز البريد لليوم الثالث على التوالي، الأمر الذي خلف حالة استياء لدى المواطنين الراغبين في سحب أموالهم في الأيام الأولى من رمضان، حيث اضطر الكثير منهم إلى التنقل من منطقة إلى أخرى بحثا عن مركز قد يقدم الحد الأدنى من الخدمة.
وقفت «الشعب» على إضراب موظفي البريد في بعض المكاتب، حيث تنقلنا إلى مكتب بريد بلدية وادي السمار، شرق العاصمة، حيث وجدنا العمال بأماكنهم منذ الساعات الأولى من الصباح دون عمل، وصرح بعضهم أن الإضراب سيتواصل إلى غاية تلبية المطالب المهنية والإجتماعية.
أكد عدد من العمال، أن الإضراب سيستمر إلى غاية تدخل مؤسسة بريد الجزائر للنظر في مطالبهم المتعلقة: بعدم تلقيهم المنح والعلاوات منذ سنوات، على غرار منحة الشهر 13 الذي تلقى العمال بشأنها وعودا منذ ثلاث سنوات لكن دون تسويتها، في حين برر آخرون الإضراب بتأخر صب منحة رمضان والمردودية.
وعرفت مكاتب بريد أخرى على مستوى العاصمة نقصا في السيولة المالية، ما أجبر المواطنين القيام برحلات طويلة بين مختلف المراكز وحتى الولايات القريبة، على غرار البليدة وبومرداس لسحب أموالهم، الأمر الذي زاد من معاناتهم. فإلى جانب مشقة الصيام، صار الزبائن، نساء، رجال وكهول يقطعون مسافات طويلة للحصول على أموالهم.
هو الوضع الذي وقفت عنده «الشعب» بمكتب بريد المكان الجميل، حيث كانت الحركة قليلة والحيرة بادية على وجوه كثيرين ممن حضروا باكرا لسحب أموالهم، إلا أنهم انتظروا ساعات طويلة ليعلموا في النهاية أن السيولة غائبة، في حين تمكن بعض المواطنين من سحب مبالغ بسيطة.
الإضراب المفاجئ عطل مصالح المواطنين، فتأثيره بدا واضحا، لأنه تزامن مع أول أيام رمضان التي يحتاج فيها المواطن إلى أموال لتلبية متطلبات الشهر الكريم، هذا ما أكدته السيدة نعيمة، التي جاءت رفقة أختها من ولاية البليدة على أمل سحب راتبها، إلا أنها صدمت مرة أخرى بهذا الإضراب الذي أفقدهما فرحة الشهر الكريم.
واضطر بعض الزبائن الذين تحدثنا إليهم، إلى التنقل إلى الولايات المجاورة للحصول على رواتبهم. في حين ظل بعضهم الآخر ينتظر ساعات طويلة من أجل سحب أموالهم. وتعمّد آخرون الدخول في مناوشات مع العمال نتيجة تأزم وضعهم المالي بسبب تواصل الإضراب.
وأكد أحد المسنين في تصريح لـ «الشعب»، أنه انتظر ثلاثة أيام للحصول على معاش المتقاعدين الذي يعتبر مورد رزقه الوحيد، الأمر الذي اضطره للنهوض باكرا والانتظار أمام مكتب البريد، إلا أنه وكالعادة عاد أدراجه، متسائلا عن المستفيد من الوضع ولماذا الآن، كيف لا ونحن في رمضان الذي يحتاج إلى الكثير من المتطلبات؟- يقول المتحدث.
تجدر الإشارة، أن مؤسسة بريد الجزائر أكدت في بيان لها، حرصها على توفير الظروف الملائمة لعمالها والتكفل بانشغالاتهم، خاصة تلك المعلقة منذ سنوات، إلى جانب التكفل بالمطالب الأخرى التي يرتبط تفعيلها قانونيا بتنصيب نقابة للمؤسسة. وإلى حين تجسيد ذلك تبقى مصالح المواطنين معلقة ويثير هذا الوضع جانب الحوار الاجتماعي في المؤسسة الذي يمكن أن يقود حتما الى معالجة كثير من القضايا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025
العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025