أعلنت الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، أمس، عن توقيع اتفاقية تعاون مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، للتوعية والتحسيس بأخلقة ممارسة العمل التجاري والقضاء على السلوكيات السلبية في الأسواق، على غرار المضاربة والتلاعب في الأسعار، بالإضافة إلى ترقية دفع الزكاة والمساهمة في الصندوق الذي استفاد منه 2,7 مليون مستفيد.
أفاد مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف الشيخ عزالدين بوغنم، في ندوة نظمتها الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، تحت عنوان «أخلقة النشاط التجاري والإجراءات الخاصة بالزكاة»، أن الوزارة سبق وأن تطرقت لهذا الموضوع قبل رمضان، واليوم تتحدث عن المضاربة من باب التذكير بهذه الظاهرة التي باتت مألوفة في شهر رمضان، داعيا بعض التجار للتحلي بالرحمة في تعاملاتهم التجارية، والابتعاد عن الجشع الذي يستنزف جيوب المواطن.
وقال الشيخ، إن الإسلام وضع مجموعة من الضوابط والقيم الأخلاقية التي تضبط التعامل في الأسواق، وينبغي على التجار والمستهلكين التحلي بها. وهذه الضوابط والقيم يجب التعامل بها لتفادي الوصول إلى هذه السلوكيات.
ودعا المتحدث، التاجر إلى الارتقاء في بيعه وشرائه لمستوى الرحمة، خاصة وأنه يملك خاصية التحكم في الأسعار وبإمكانه فك معضلة الارتفاع التي يعيشها المواطن طوال أيام السنة عموما، وفي شهر رمضان على وجه الخصوص، وكذا المواطن إلى ترشيد استهلاكه والابتعاد عن اللهفة التي وصلت حد التبذير.
من جهته، أكد المدير الفرعي للزكاة بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف الشيخ محمد ضيف في مداخلة له، على ضرورة الرقي بالزكاة من ناحية الجمع والتوزيع، وهذا لا يمكن تحقيقه إلى من خلال صندوق الزكاة الذي ظهر أول مرة بسيدي بلعباس وعنابة ويتواجد اليوم بكل ربوع الوطن.
أوضح بخصوص الصندوق، أنه استطاع من سنة 2003 إلى 2020، أن يساعد أكثر من 2,5 مليون محتاج وتقديم 7 آلاف مشروع في إطار القرض الحسن، مشيرا أن الأرقام خير دليل على أثر تنظيم العملية على الفرد والمجتمع، ودعا جميع التجار والحرفيين إلى دعوة غيرهم لإخراج الزكاة عن طريق هذه الآلية، حتى تكون أحسن تنظيما وتوزيعا.
أكد الشيخ، أن الوزارة تسعى لترقية الصندوق من خلال رقمنة العملية، حتى يتسنى للمواطن الاطلاع على كل ما يتعلق بأمور الزكاة، السعي نحو التطبيق الذكي للزكاة والمشاركة في التنمية المحلية والاقتصادية وخلق فرص عمل، مبرزا أهمية التعاون مع الجمعية من حيث القيام بحملات توعية وتحسيس يشرف عليها الأئمة، لتذكير التجار والمتعاملين الاقتصاديين بأهمية الإنفاق.
تطرق بدوره الدكتور محمد إيدير مشنان، منسق لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية، إلى موضوع الزكاة وكيفية تعريف التجار بأهمية الإنفاق حسب النصاب والعروض التي تدخل في هذا الإطار، حيث أشار أن التعاون مع الجمعية سيتم في إطار تنظيم الزكاة، من خلال المساهمة في الصندوق الذي يضم التنظيم والتوزيع، ويبعد التجار عن ازدواجية الاستفادة.
كما تطرق المدير الفرعي للنشاط الثقافي بوزارة الشؤون الدينية محمد زغداني، في كلمته إلى ظاهرة المضاربة والاحتكار في الأسعار، هذه السلوكيات التي انتشرت بسبب تغييب أخلاقيات التاجر والمستهلك، مؤكدا أهمية خلق التوازن بين طرفي المعادلة للقضاء على هذه المظاهر السلبية.