نقابات: الامتحان مرّ في ظروف تنظيمية مقبولة
ميّز امتحان شهادة البكالوريا لدورة جوان 2021 الذي اختتم، الخميس، أجواء من الهدوء والاطمئنان لدى الأدبيين، وحالة من القلق والتوتر لدى العلميين الذين بدا عليهم الخوف بسبب أسئلة المواد الأساسية، خاصة مادة الفيزياء التي أدخلتهم في هستيريا من البكاء، في حين أنهى الأدبيون امتحانهم بمعنويات عالية وأمل في النجاح كبير.
أنهى تلاميذ شعبة الآداب امتحان شهادة البكالوريا في ظروف نفسية عالية، وهذا بعد اجتياز شعبة اللغات امتحانهم الأخير في اللغات الأجنبية»الاسبانية، الألمانية والإيطالية»، والذي كان في متناولهم، لتكون بذلك «خاتمتها مسك» عليهم، آملين تحقيق النجاح للولوج إلى الجامعة.
رافقت» الشعب «المترشحين لشهادة البكالوريا إلى غاية اليوم الأخير من الامتحان، وكان لها حديث مع التلاميذ والأسرة التربوية التي ترتقب أن تكون النتائج عالية في الشعب الأدبية، بالنظر إلى طبيعة الأسئلة التي راعت الفئات الثلاث من المترشحين، خاصة في المواد الأساسية التي تهمهم كثيرا.
وعبر بدورهم المترشحون عن ارتياحهم لطبيعة الأسئلة التي وردت في المواد الأساسية الممثلة، في اللغة الفلسفة واللغات الأجنبية والتاريخ والجغرافيا التي كانت مباشرة وفي متناول التلاميذ، عكس موضوع الانجليزية الذي كان صعبا وطويلا نوعا ما، وغير ذلك لاقت المواضيع استحسان التلاميذ، آملين تحقيق النجاح في الشهادة.
امتحان الفيزياء يحبط المعنويات
وحسب تلاميذ شعبتي الرياضيات والرياضي تقني والعلوم الطبيعية الذين وجدناهم أمام متوسطة محمد الأمين العمودي بحسان بادي بالحراش، فإن الفيزياء قضت على آمالهم(للبعض) في تحقيق النجاح، فبعد صدمة الرياضيات والعلوم، أبكت مادة الفيزياء المترشحين للشعب العلمية.
صرح لنا بعض من تحدثنا إليهم، أن الموضوع صعب ومعقد وطويل وليس في متناول التلميذ المتوسط على حد تعبير المترشح « سليم ميلوسي « أدرس عند أحسن أستاذ في مادة الفيزياء ولم أتمكن من حل الموضوع»، ليضيف آخر «انتهى أمري اليوم وليس لدي أمل في النجاح».
وقاسمت» الشعب» المترشحين أجواء الامتحانات في يومها الأخير حيث أبكت الأسئلة الكثيرين كونها وردت صعبة ولم يتمكنوا من الإجابة عليها كلها، حيث صرح» ناصر « أن أسئلة الفيزياء وردت» معقدة « وتحتاج إلى وقت طويل والكثير من التركيز، عكس اليوم الأول الذي مر على خير ولم يجدوا صعوبة في الإجابة.
ونفس التصريحات أكدها جل التلاميذ بمركز إجراء محمد الأمين العمودي، اللذين قالوا إن أسئلة الفيزياء وبالرغم من أنها كانت اختيارية، إلا أنّ الأول أصعب من الثاني وليس كما كان متوقعا مقارنة بموضوع السنة الماضية، إضافة إلى ضيق الوقت، طالبين من الأساتذة المصححين مراعاة الوضع، خاصة وأن كثير من التلاميذ الممتازين لم يتمكنوا من الإجابة.
ولم يتوقع المترشحون لامتحان شهادة البكالوريا لدورة جوان 2021 شعبة العلوم التجريبية وكذا شعبة تقني رياضي أن تكون أسئلة مادة الفيزياء صعبة بهذا الشكل- بحسبهم-، لاسيما وأنهم يعتمدون على هذه المادة في الرفع من حظوظ النجاح، بالنظر إلى معاملها المرتفع، ما يعني أن الحصول على علامة جيدة في هذه المادة وبقية المواد الأساسية يضمن لهم النجاح في شهادة البكالوريا، لكن الواقع كان عكس ذلك.
سنابام: الدورة جرت في ظروف عادية
أكد الأمين العام للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم المتوسط، بن ميرة سعيد،»سنابام»، أن بكالوريا 2021 جرت في ظروف عادية ومقبولة، على عكس ما كان متوقعا، حيث وفرت وزارة التربية الوطنية ووفقا لمطالب النقابة، كل الوسائل التي تضمن تطبيق بروتوكول صحي صارم يضمن سلامة الأسرة التربوية والتلاميذ.
وأوضح بن ميرة في تصريح لـ «الشعب»، أن ظاهرة الغش قلت مقارنة بالسنوات الماضية، وهذا بفضل إجراءات وزارة التربية الوطنية المتعلقة بمقاضاة كل متسبب في الغش، وهو الإجراء الذي دخل التنفيذ منذ سنتين، مضيفا أن النقابة تطمح إلى تحقيق بكالوريا بعيدة عن أي تلاعبات من شأنها المساس بمصداقية الشهادة.
وأضاف المتحدث، أنّ النقابة راقبت سير امتحان البكالوريا عن قرب من حيث ثلاث أمور تتعلق، بهل الامتحان كان ضمن المقرر أو لا ؟، حيث تأكدنا أن الأسئلة من المقرر الدراسي، وهل الامتحانات تعجيزية أو لا ؟، حيث لاحظنا عموما أن الأسئلة موجهة للفئات الثلاث من المترشحين، ماعدا بعض المواد التي كانت معقدة نوعا ما بالنسبة للشعبة العلمية.
والشيء الثالث الذي سلطت عليه النقابات الضوء-بحسبه- ، هل الامتحان مر في ظروف عادية دون إضرابات أو مشاكل، وهذا ما أثبت فعلا، حيث مر بسلام وفي ظروف عادية ومقبولة، وهذا بفضل الأساتذة الذين ضحوا بمطالبهم من أجل إنجاح هذا الحدث الوطني الهام.
اينباف : تطبيق صارم للبرتوكول
من جهته، الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين»اينباف»، أكد لسان المكلف بالاعلام العمري زوقار عبد الوهاب لـ»الشعب»، التطبيق الصارم لإجراءات الوقاية بمراكز الامتحانات، وهذا ما أثبتته التقارير الولائية.
وأفاد في ذات السياق، أنه تم اعتماد البروتوكول الخاص بالإجراءات الوقائية والصحية بمراكز إجراء الامتحانات الوطنية للسنة الماضية، والذي طبق بنفس الطريقة مع تشديد أكثر، في حين قال بخصوص ظاهرة الغش، إن الرقابة بالمراكز كانت صارمة، حيث تم تكليف مؤطرين لتفتيش المترشحين بواسطة كاشف المعادن، إضافة للتفتيش اليدوي وسحب كل الوسائل وأجهزة الاتصال الالكترونية والوثائق غير المطلوبة.
والملاحظ خلال فترة الامتحانات -يضيف المتحدث-الظروف القاسية التي امتحن فيها تلاميذ الجنوب بسبب الحرارة الشديدة وتعطل المكيفات الهوائية، ناهيك عن امتحان الفترة المسائية الذي شكل عائقا للكثيرين، بسبب غياب النقل إلى غاية الساعة الخامسة مساءا، وهو الأمر الذي ستعرضه النقابة لاحقا على الوزارة، لأخذه بعين الاعتبار السنة المقبلة.