أطلقت جمعية «البركة» للعمل الخيري والانساني، أمس بالجزائر العاصمة، مبادرة التكفل بأيتام معركة «سيف القدس»، حيث تمّ تسليم أظرفة مالية لـ 300 طفل يتيم فلسطيني، ممّن فقدوا أولياءهم في العدوان الأخير للكيان الصهيوني على قطاع غزة المحاصر.
قال سفير فلسطين لدى الجزائر، أمين رمزي مقبول، في كلمة ألقاها في حفل مزدوج أقيم في مقر الجمعية في العاصمة، تزامنا مع ذلك الذي أقيم في مقر الجمعية بقطاع غزة المحاصر، عبر تقنية التواصل عن بعد، إنّ «كفالة اليتيم، وزيادة على أنّها أمر ديني، فهي عمل إنساني ووطني وسياسي، يؤكّد لأنبائنا في كامل فلسطين أن هناك شعب جزائري عظيم يساندهم، ولم ولن يبخل عليهم بالغالي».
وأشار إلى أنّ «الجزائر شعبا وحكومة ورئاسة لطالما كان ولا يزال موقفها صارم وثابت وواضح قبل النكبة الفلسطينية وبعدها».
وأشاد السّفير بـ «موقف الجزائريين الموحّد، دون إملاءات ولا شروط ولا تمييز، فلطالما وقف مع القضية الفلسطينية ولا يزال، رغم كل الصعوبات»، مردفا «ومثلما قالها الرئيس الأسبق الراحل هواري بومدين الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، قالها الرئيس عبد المجيد تبون بأنّ الجزائر لن تبارك ولن تشارك في الهرولة نحو التطبيع».
وأكّد مقبول، أنّ الشعب الجزائري «نموذج يحتذى به ومثال عن التضحية، وهو الذي ناضل بطول نفس طيلة 132 سنة، والشعب الفلسطيني اليوم يناضل ويقاتل منذ حوالي 100 سنة، وعلى طريق الجهاد والنصر حتى تتحرر القدس وكل شبر من فلسطين».
وتطرّق السّفير الى معاناة الشعب الفلسطيني الذي «يتعرض الى عدوان شرس ليس فقط في غزة، بل في مختلف أنحاء البلاد، من قبل قطعان من الصهاينة»، مشيرا إلى محاولة الاحتلال الاسرائيلي «سلب أرض الفلسطينيين واخلاء بيوتهم..معاناتهم كبيرة وهم يحتاجون الى دعم الشعب الجزائري».
ودعا الشعب الفلسطيني ومختلف الفصائل الفلسطينية الى التوحد، قائلا إنّ «العدو الصهيوني لا يفرق بين الفصائل بل يستهدف الجميع، ومنه فإن الأمر يتطلب الاسراع الى الوحدة وانهاء حالة الانقسام، ليس لضرورة سياسية وإنما لضرورة اجتماعية ووطنية».
ونبّه مقبول إلى «المؤامرات التي تحاك ضد فلسطين وشعبها»، مؤكدا أنها «مؤامرات كبيرة، لا نستطيع كسرها الا عن طريق التوحيد، لا الانقسام والتشرذم والتخوين والتهميش».
من جهته، قال رئيس جمعية «البركة» للعمل الخيري والانساني، أحمد ابراهيمي، إنّ المناسبة تحمل العديد من الرسائل، بدءاً من أن «التحام الشعوب حقيقة مجسد على الأرض، وبمثلها إنجاز أهل الجزائر بالتكفل بابن الشهيد الذي قدّم دمه ونفسه لتحيا الأمّة مكرّمة، ووحّد الشعب الفلسطيني على قضية لطالما اختلفت عليها الأمم هنا وهناك».
وأشار إلى أنّ اليتامى وأرامل الشهداء في قطاع غزة الحاضرين في الحفل، إنما هو بمثابة القول «إن المعركة معركتنا ونصرتنا تمكن في رفع لواء العقيدة».
وشدّد أحمد ابراهيمي على أنّ «الشعب الفلسطيني يتعرض لهجوم وغطرسة من قبل عدو لا يعرف الرحمة..إلا أن شهداء معركة القدس، رفعوا رؤوس الأمة بين باقي الأمم، في اللحظة الخطيرة التي تمر بها».
وجدّد ابراهيمي التأكيد على «نصرة الجزائريين للشعب الفلسطيني في القدس وغزة وكامل فلسطين، ليس منة بل واجبا».
وفي نفس السياق، أكّد رئيس «منتدى التغيير» عبد الرحمن عرعار، أنّ ما حدث من عدوان في القدس وغزة وكامل لفلسطين أسقط كل المناورات، وأكّد أنه لا مجال للمساومة على قضية ترتبط بالأصل وتتصل بالأجيال..أما الأيتام فهم عندنا ليسوا كذلك لأنهم هم القضية».
وعلى صعيد ذي صلة، دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الشعبية لتحرير فلسطين في غزة، طلال أبو ظريفة، إلى الاستثمار في الانجاز المحقق، في غزة، مطالبا بـ «مغادرة سياسة الأوهام والرهان على أن تقدم حكومة بينيت أو إدارة بايدن أي رؤى سياسية تفتح الطريق لتحقيق سلام شامل».
وطالب بالبناء على 3 خطوات، بدءاً من «استعادة الوحدة على قاعدة الشراكة في القرار والمؤسسات والبرنامج من مبدأ (شركاء بالدم شركاء بالقرار)، بينما تتمثل الخطوة الثانية في إجراء حوار جاد برئاسة محمود عباس، واعادة بناء قاعدة الشركاء والبحث عن كيفية الوصول الى برنامج يجمع الكل عليه، ومنه سياسة تقطع مع أوسلو وتبني مع المقاومة».
فيما تتمثل ثالث خطوة، حسب طلال أبو ظريفة، في «وقف كل أشكال التعدي على الحريات السياسية وحرية الرأي والتعبير والصحفيين، ووقف الاغتيالات مثلما حدث مع الناشط نزار بنات، وهذا ما تريده عائلات الشهداء».
وخلص رئيس لجنة القدس والأقصى، أحمد أبو حلبية، أن معركة «سيف القدس» أتت لـ «تؤكّد أنّ القدس هي بوصلة الجهاد ومقاومة الاحتلال الصهيوني، تلبية لنداء المسجد الأقصى والمرابطين فيه، وكذا أحياء الشيخ جراء والسلوان في القدس الشريف..فكانت المعركة سيفا بتارا على طريق تحرير القدس».
يذكر أنّه تمّ عرض فيديو قصير لابن الشهيد صابر سليمان، الذي تمّ التكفل به من ولاية تيارت، والذي قال فيه «فقدان والدي وشقيقي لن يجعلني أستسلم، بل سأقاوم الاحتلال».