الإكتئاب الشّديد يتسبّب في الإصابة بالسكري« صنف 2»
دقّ أطباء ومختصّون في المؤتمر الوطني للطب الباطني ناقوس الخطر حول الانتشار الرهيب للأمراض المزمنة لدى الأشخاص من مختلف الأعمار، خاصة داء السكري، ارتفاع الضغط الدموي وأمراض القلب، مؤكدين أنّ تغيّر النمط المعيشي للجزائريين في السنوات الأخيرة من بين الأسباب الرئيسية لتزايد نسبة الاصابات كما نبهوا إلى أن الاكتئاب يتسبب في الاصابة بالسكري «صنف 2» .
جاء هذا في المؤتمر الوطني الـ 26 للطب الباطني، الذي اختتمت فعالياته، أمس، بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال، حيث عرف مشاركة واسعة لخبراء ومختصين جزائريين في كثير من التخصصات، الذين ناقشوا بعض المواضيع الهامة على غرار السكري ومخاطر الاصابة بأمراض القلب والشرايين وأمراض الكلى الناتجة عن متلازمة التمثيل الغذائي، وكذا الحديث عن أمراض نادرة وكيفية تشخيصها وعلاجها كداء غوشيه ومتلازمة شوغرن ومرض الذئبة الجهازية.
من جهته، تطرّق البروفيسور عزوق إلى كيفية التعامل مع تغير نسبة السكر في الدم وطريقة التكفل بمثل هذه الحالات، مشيرا الى أهمية التقيد بالتربية العلاجية الوقائية، خاصة ما تعلق باستهلاك المأكولات الصحية الغنية بالألياف التي تساعد على تعديل نسبة السكر في الدم، وكذا ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مع المراقبة المستمرة لنسبة السكر في الدم لتفادي المضاعفات الخطيرة.
أما رئيسة رئيسة مصلحة أمراض الغدد بمركز مكافحة السرطان بيار وماري كوري البروفيسور ميموني، كشفت عن آخر الابتكارات في علاج السكري صنف 2، وهي عبارة عن أدوية تعطي فعالية جيدة في التكفل بالمرضى حسب حالة كل شخص، والبحث عن الأنسولين الأفضل في العلاج، مضيفة أنّ دراسة أجريت على عدد من مرضى السكري من النوع 2 أظهرت بأنّ أزيد من 64،5 بالمائة يعانون من اضطراب وعدم اعتدال نسبة السكر في الدم.
من جانبه، أكّد المختص في الطب العقلي بمستشفى مصطفى باشا البروفيسور بن عثمان، أنّ الاكتئاب الشديد في تزايد مستمر في الجزائر، ويؤدي الى الاصابة بالسكري ومن بين علاماته التعب وانخفاض الوزن، محذرا من مخاطر القلق المزمن الذي يرتبط بشكل كبير بالعديد من الأمراض المزمنة الأيضية على رأسها السكري وارتفاع الضغط الدموي.
وأشار إلى أنّ استهلاك مضادات الاكتئاب بشكل كبير ولمدة طويلة قد يؤدي الى الاصابة بالسكري صنف 2، مبرزا أنه من بين 148 شخص يعانون من المتلازمة الأيضية، تم تسجيل 7،5 بالمئة حالة اكتئاب الذي يصنف من الأمراض العقلية الأكثر انتشارا بعد الزهايمر.
أما رئيس الجمعية الجزائرية للشيخوخة الدكتور بن عامر، فقد دعا الى تحسين التكفل بالأشخاص المسنين في الجزائر والاعتماد على التشخيص المبكر، خاصة ما تعلق بالأمراض المزمنة كالسكري، قائلا إنّ تعزيز الوقاية يساهم في تخفيض نفقات العلاج، والتقليل من الهشاشة من خلال الحفاط على الحالة العقلية والجسدية للمسنّين.