المختص في الصحة العمومية، د. امحمد كواش:

الأغذية المصنّعة تسبب أمراضا سرطانية

خالدة بن تركي

 أثار الانتشار الكبير للمواد الغذائية المصنعة التي تحوي حوافظ وملونات، مخاوف الأطباء الذين حذروا من استهلاك هذا نوع من الأطعمة، وهذا بالنظر إلى خطورتها وارتباطها فعليا بالعديد من الأمراض والتأثيرات الصحية السلبية.
حذّر المختص في الصحة العمومية الدكتور أمحمد كواش، في تصريح لـ «الشعب»، من تزايد الإقبال على المواد الغذائية المصنعة التي تحوي الملونات الصناعية والنكهات والمواد الحافظة التي تضاف إلى الأطعمة المعلبة، نظرا لتأثيرها القوي على الصحة، جراء الأمراض الخطيرة التي تسببها، وعلى رأسها مرض السرطان.
وأشار الدكتور، إلى تحذيرات الأخصائيين من المواد المصنعة التي عرفت انتشارا رهيبا وأصبحت تشكل تهديدا على المستهلكين، وذلك لكونها مواد غير قابلة للتحليل في الجسم، ولا يمكن أن يتخلص منها بشكل سريع، مما يجعلها تترسب في الكبد، الكلى وحتى في الدم وتسبب أمراضا خطيرة، على غرار السرطانات باختلاف أنواعها، بالإضافة إلى تأثيرها على صحة القلب، السكري وغيرها من الأمراض.
وقال الطبيب، إنه من الصعب قطع المواد الحافظة تماما من النظام الغذائي، لأنها تدخل في كافة تصنيعات الأطعمة تقريبا، لكن المستهلك بإمكانه الحد من مقدار تناولها، من خلال التقليل من المشروبات الغازية التي تحوي نسبة كبيرة من الملونات والنكهات الخطيرة والتي يرمز إليها في العلب بـ»د21» و»د51»، ويتم التعرف عليها بمجرد قراءة «الشريط التعريفي» الموجود على القارورات.
وأكد المختص في الصحة العمومية، أن اختيار الأطعمة التي تحوي الكثير من المواد الحافظة قد يؤدي إلى مشاكل صحية طويلة الأمد، على غرار مشاكل في التنفس مثل الربو والتهابات القصبات، إلى جانب تأثيرها على الأطفال صغار السن، حيث تسبب فرطا في الحركة، إلا أن استخدامها بشكل عال قد يسبب أيضا ضعفا في أنسجة القلب، خاصة لدى كبار السن.
وأوضح أيضا، أن الكثير من المواد الغذائية المصنعة التي تشكل إقبال المستهلكين، خاصة خلال فصل الصيف، تحوي مواد مضافة على غرار «بي.اش.ا» و»بي.أش.ت»، التي قد تسبب السرطانات، مضيفا أن النوع الأول من المضافات موجود بكثرة في منتجات حبوب الإفطار، بينما الثاني في اللحوم ومختلف أنواع الخبز المعلب، إلا أن الاستهلاك المتزايد ما يسبب الأمراض.
وعرج في حديثه عن النكهات الموجودة في الأطعمة المصنعة، على غرار الحلويات التي تعطيها مذاقا آخر غير الطبيعي، إلا أنها في المقابل تسبب أمراضا خطيرة يمكن تفاديها من خلال مراجعة المنتج الغذائي عند شرائه، وفحص المكتوب على العبوات من أجل التقليل من استهلاك هذه المواد الضارة.
ونصح الدكتور امحمد كواش، المواطنين بعدم المبالغة في القلق، والقول إن استهلاك وجبة مصنعة أو مشروبا غازيا من وقت إلى آخر يؤدي إلى احتمال الوفاة بأزمة قلبية أو الإصابة بالأمراض السرطانية، وإنما الاستهلاك المنتظم لهذه المواد هو الذي يؤثر على الصحة العامة.
من جهتها جمعية حماية المستهلك «الأمان»، أكدت أنها رفعت شكاوى ومقترحات إلى الوزارة المعنية، وتقوم بحملات تحسيسية لتفادي استهلاك المواد المصنعة ذات الحوافظ، خاصة وأن بلادنا - يضيف المتحدث- تحوي مواد طبيعية كثيرة، ومنتوجا فلاحيا وفيرا يغني المواطنين عن استهلاك هذه الأطعمة.
وقال حسان منور، في تصريح لــ»الشعب»، إن غياب الثقافة الاستهلاكية والتوجه نحو الاستهلاك السريع، أثر على الصحة العمومية، بشكل جعل مؤشر الأمراض السرطانية في ارتفاع كبير، إلى جانب أمراض أخرى ناتجة عن الاستهلاك المفرط للسكريات الموجودة في بعض الأغذية المحولة غير الخاضعة للتقنين، داعيا المواطنين للعودة إلى الحياة الطبيعية التي تضمن الصحة والسلامة الجسدية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19820

العدد 19820

السبت 12 جويلية 2025
العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025
العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025