قبلة الأحرار ستبقى صامدة أمام الحثالة وأيادي الغدر والتآمر

خسئت قوى الشر.. الجزائر تنتصر ولا تقهر

الحيوية الديمقراطية للرئاسيات.. والجزائر الجديدة المؤثرة والمزدهرة أيقظت غلاة الحقد والكراهية

عروة وثقى بين الجيش والشعب وتضحيات بطولية تستدعي اتخاذ الجزائر حليفا لا خصما

في الوقت الذي يستعد فيه الشعب الجزائري بكل حماس لاختيار رئيس الجمهورية يوم 7 سبتمبر القادم وفي الوقت الذي يجوب فيه المترشحون البلاد من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها لتنشيط حملة انتخابية مفتوحة لا تشوبها أدنى شائبة، بدأت قوى الشر تتحرك.
 ويشكل زارعو اليأس والمنتقمون والمتربصون ومن يدعون إعطاء الدروس وحتى المتنبئون بالمستقبل، هذه الشريحة التي تنتظر انهيار الجزائر لدفنها قبل أن يلقوا بآخر حفنة من التراب على نعشها،  غير أن الجزائر الثابتة ستبقى صامدة دائما،  أما هؤلاء الحثالة المحبطون على رصيف التاريخ، فهم كمن ينتظر سرابا.
 إن صبرهم قد نفذ وباتت أنفسهم تتآكل وهم يشاهدون بروز الجزائر وعلو شأنها.
 وسيستمر البلد بحزم وشجاعة في المضي قدما غير مكترثة بالمناورات التي تهدف تعثره.
 كما أن هذه الحيوية الديمقراطية وهذه الديناميكية المذهلة للجزائر كافيتين لإثارة غضب تلك القلوب الحاقدة المصممة على عرقلة رقيها،  لكن الجزائر ستبقى دائما واقفة في وجه سيل الكراهية..  نعم، إنهم إلى هذه الدرجة غير قادرين على تحمل قيام الجزائر الجديدة المزدهرة والمؤثرة.
 هل نسوا من أين أتت الجزائر؟ هل يتجاهلون قوة مقاومة وصمود الشعب الجزائري؟ هل يتجاهلون العلاقة القوية بين الجيش وشعبه؟ وبعد حرب بطولية ضد فرنسا الاستعمارية التي مارست الإبادة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، لم تستر جع الجزائر استقلالها فحسب بل غيرت مجرى تاريخ البشرية.
 لقد وضعت حدا لأسطورة الجيش الاستعماري الذي لا يقهر وحطمت جدار المستحيل وأعطت الأمل في الحرية لجميع الشعوب المضطهدة عبر العالم حيث استلهمت العديد من الأمم الإفريقية والآسيوية من الثورة الجزائرية لاسترجاع حريتها.
 هذا الشعب البطولي والصامد قد تمكن دائما من رفع التحديات والخروج سالما من الأزمات المتعددة والخطيرة التي عاشها منذ استقلاله.
 ففي سنة 1962، كان البلد، بعد خروجه من حرب مروعة، في حالة نزيف: ركود الاقتصاد، بنية تحتية مدمرة، إدارة مهجورة، عائلات محطمة وأزمة داخلية حادة..  كان الشعب يواجه إرهاب منظمة الجيش السري، التي كانت تمارس سياسة الأرض المحروقة: أكثر من 400 عملية عسكرية و2300 عملية إرهابية، بما في ذلك عملية إرهابية أودت بحياة ضحايا أبرياء من عمال ميناء الجزائر وطالبي العمل.
 كانت هذه الهجمات الأخيرة لمنظمة إرهابية نشأت في وكر مستعمر غاشم، استخدمت أبشع الأساليب لمحاولة إبادة شعب متمسك بحقه في الحرية.
 وكأن هذا لم يكن كافيا، إذ كان على الجزائر مواجهة الجيش المغربي الذي أتى متوهما «لاسترجاع» أراضي داخل حدودها وشن هجوما مميتا.
 ويسجل التاريخ التعبئة الاستثنائية للجيش والشعب الجزائري، اللذان قدما للجار المغربي العدواني درسا في الحرب لن ينساه مهما طال الأمد.
 وفي سنة 1988، تعرضت الجزائر لصدمة أخرى، وهي التي كانت تعاني في ذلك الوقت من أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة.
 وبعد مرور عاصفة احتجاجات أكتوبر 1988، استغلت الجزائر فرصة هذه الأزمة لبدء تح ول سياسي، مما أدى إلى تفتح ديمقراطي متقدم بنحو 20 سنة عما سمي فيما بعد بالربيع العربي.
 وبدافع الحسد الذي طال البلاد من هذا الانجاز الديمقراطي الاستثنائي، دفع بالجزائر إلى ظلمات إرهاب لا مثيل له في العالم.
 وقاد الجيش والشعب، جنبا إلى جنب، وبدون مساعدة من أي دولة أخرى، حربا بلا هوادة ضد الإرهاب لمدة عشر سنوات دون توقف، وكانت الحصيلة ثقيلة للغاية: حوالي 200 ألف ضحية هذا الغدر القاتل وأكثر من 20 مليار دولار من الخسائر الاقتصادية، دون الحديث عن التداعيات على العائلات المصدومة وصورة البلاد التي شوهت عمدا في العالم. وقدمت الجزائر درسا آخر للعالم، الذي واجه فيما بعد ويلات هذا الإرهاب الوحشي.
 أما فيما يتعلق بالأزمة السياسية الخطيرة التي واجهت الجزائر سنة 2019، فقد كادت أن تودي بها إلى ما لا يحمد عقباه.. ولقد أنقذ الحراك الجزائر من كارثة حقيقية كان بإمكانها أن تدمر الدولة.
 ومرة أخرى، كان الشعب وجيشه مدعوين لكتابة صفحة جديدة من تاريخ البلاد.
 تظاهر ملايين الجزائريين لشهور عدة في الشارع للتعبير عن رفضهم لممارسات العصابة دون أن تراق قطرة دم واحدة، ما شكل سابقة في تاريخ البشرية، إذ شهدت فرنسا خلال نفس الفترة احتجاجات عنيفة للغاية لحركة السترات الصفراء، حيث كشفت حصيلة لمنظمة العفو الدولية عن 2500 جريح ضمن المتظاهرين و1800 آخر في صفوف قوات الأمن.
 هو درس آخر في السلمية عنوانه الجزائر التي عاودت النهوض بتنظيم انتخابات رئاسية في ديسمبر 2019.
 بعد انتخابه رئيسا للجمهورية، حرص الرئيس عبد المجيد تبون على إعادة بناء المؤسسات وخاض تجربة ديمقراطية وتنموية رائدة.
 قاد الرئيس تبون ببراعة مرحلة انتقال سياسي منسجم ومطابق للمبادئ الدستورية والإرادة الشعبية، مع الحرص على إنعاش الاقتصاد من خلال تثمين الكفاءات الوطنية وتحرير المبادرات والطاقات الشابة.
 وحظيت هذه التجربة بالتنويه على الصعيد العالمي من قبل عدة هيئات أممية ومخابر أبحاث مختصة التي أجمعت على الاعتراف بالنتائج الايجابية للإصلاحات التي باشرها الرئيس تبون.
 عديدة هي التحديات التي واجهتها الجزائر لكنها أظهرت في كل مرة قوة وعزيمة استثنائية لاجتياز العقبات، وها هي تقوم، أقوى من أي وقت مضى، وعلى أولئك الذين يسعون لضرب استقرار الجزائر أن يستخلصوا العبرة من كل الأزمات التي تخطتها البلاد.
 ولمن يتكبدون عناء تدبير المؤامرات لزعزعة الاستقرار وعرقلة إقلاع الجزائر، نسدي لهم نصيحة كلها حكمة: من المجدي اتخاذ الجزائر حليفا، لأن الجزائر لطالما أجادت الرد بحزم على أعدائها.
 وتاريخ الجزائر هو الحجة الدامغة على قدرتها على تحويل التحديات إلى فرص والوقوف في وجه خصومها.
 وما تصبو إليه الجزائر هو أن تكون قوة هادئة والصداقة مع هذه الأمة هي درب للازدهار والاحترام ومعاداتها في المقابل طريق محفوف بالعقبات وخيبات الأمل وذلك.. لمن يريد أن يعتبر! .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19870

العدد 19870

الإثنين 08 سبتمبر 2025
العدد 19869

العدد 19869

الأحد 07 سبتمبر 2025
19868

19868

السبت 06 سبتمبر 2025
العدد 19867

العدد 19867

الخميس 04 سبتمبر 2025