مقرمـان: سجّل حافل للجزائر في مثل هذه المواقف الإنسانية ومساهمتها مرارا في تحرير الرهائن
بلادنا لعبت في مواقع أخرى دور الوسيط الفاعل بما يحفظ النفس البشريـة ويجنب المآسي المحزنة
السفـير الإسبـاني: الجزائـر أثبتت دورهـا البارز في مكافحة الإرهـاب
نفـارو كندا جواكيـم: أشكـر الرئيـس تبـون على حرصـــه ومتابعتـه
سلمت الجزائر، أمس، المواطن الإسباني المحرر من عملية اختطاف، إلى سلطات بلاده، والذي توجه بشكره الخالص لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون نظير “حرصه ومتابعته” الحثيثة للحادثة. مقابل ذلك، اعتبر سفير إسبانيا أن الجزائر أكدت مرة أخرى “دورها البارز في مكافحة الإرهاب” وضمان أمن الجميع.
برز، مرة أخرى، دورها كفاعل إقليمي جاد وحاسم في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، بإعادة الجزائر الرعية الإسباني نفارو كندا جواكيم، إلى بلاده وأسرته سالما معافى، بعد تعرضه لعملية اختطاف في المنطقة الحدودية الجزائرية- المالية يوم 14 من الشهر الجاري.وقد كانت ستة أيام كافية لتخليصه من خاطفيه وهم عصابة مسلحة مكونة من 5 أشخاص، اقتادته إلى شمال مالي، حيث تم استلامه، مساء أمس الأول، من قبل المصالح الأمنية للجيش الوطني الشعبي، لينقل في نفس اليوم، على متن طائرة خاصة من مطار تين زاواتين نحو القاعدة الجوية ببوفاريك.
الجزائر المنتصرة، التي كسبت مجددا الرهان الأمني على حدودها، قامت، أمس، بمقر وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، بتسليم المواطن الإسباني لسلطات بلاده ممثلة في السفير فيرناندو موران كالفو-سوتيلو، في عملية أشرف عليها الأمين العام للوزارة الوناس مقرمان.
مقرمان، قدم بعض تفاصيل الحادثة التي انتهت “بالانفراج السعيد”، بفضل الجهود المكثفة التي بذلتها “مختلف المصالح الأمنية الجزائرية مع شركاء أمنيين بالمنطقة، تم خلالها تسخير كل الإمكانيات البشرية واللوجيستية”.
وقال مقرمان، “منذ الوهلة الأولى لعملية الاختطاف، أسدت السلطات العليا للبلاد التعليمات السامية لبذل قصارى الجهد وحشد الإمكانيات للوصل إلى المختطف وتحريره والحرص على سلامته”، مفيدا بإحاطة السلطات الإسبانية في حينها بتطورات عملية البحث.
وبعد تحرير الرعية من خاطفيه “بفعالية وسرية”، عبر الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية عن عميق الامتنان والشكر لجميع الأطراف التي “شاركت وساهمت في الحفاظ على سلامة وأمن المواطن الإسباني نفارو كندا جواكيم، المتواجد بيننا بصحة جيدة وعافية”.
مقرمان، أشار بالمناسبة إلى سجل الجزائر الحافل في مثل هذه المواقف الإنسانية “حيث ساهمت في مرات عديدة في تحرير رهائن ولعبت في مواقع أخرى دور الوسيط الفاعل بما يحفظ النفس البشرية ويجنب المآسي المحزنة”.
وتكفي الإشارة إلى أن تحرير الرعية الإسباني، تزامن مع الذكرى 44 لتحرير الرهائن الأمريكيين في طهران، بعد وساطة كبيرة قادتها الجزائر، وتوجت باتفاقية الإفراج عن 52 دبلوماسيا أمريكيا في 20 جانفي 1981.
على صعيد آخر، جدد الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية إدانة الجزائر لكل الممارسات العنيفة والأعمال الإجرامية للجماعات الإرهابية النشطة في المنطقة وفي مختلف أصقاع العالم بكل أصنافها. وأكد على ضرورة توحيد الجهود والإمكانيات لمحاربة الإرهاب وكل الأعمال التي تشكل رافدا لتمويل الأنشطة الإجرامية.
وسبق للتنظيمات الإرهابية النشطة في الساحل الإفريقي وعصابات الجريمة المنظمة المتحالفة معها، أن جنت ملايين الدولارات في العقدين الماضيين، جراء اختطاف الرعايا الأجانب وطلب فدية، وهو الأمر الذي رضخت له بعض الحكومات ما سمح بتمويل هذه الجماعات بموارد سمحت لها بالتفوق على الجيوش المحلية لبعض الدول.
عملية تحرير الرعية الإسباني بعد اختطافه واقتياده إلى شمالي مالي، تزامنت مع ترؤس الجزائر لاجتماع وزاري بمجلس الأمن الدولي حول مكافحة الإرهاب في إفريقيا، ما يؤكد صواب تقديرها لطبيعة التحديات التي تواجه القارة، إذ تؤكد دوما أنها من أكبر ضحايا هذه الآفة التي لا تعترف بالحدود.
الأمين العام لوزارة الخارجية، عبر عن سعادته “بالانفراج السعيد” للحادثة وعن شكره لكل من ساهم في عودة المواطن الإسباني إلى عائلته سالما معافى. كما أعرب عن امتنانه “للجانب الإسباني الذي عبر مباشرة بعد عملية الاختطاف، عن ثقته الكاملة في السلطات الجزائرية للوصول إلى المختطف وتحريره”. وأشاد مقرمان، بشجاعة وصبر الرعية نفارو كندا جواكيم، على المحنة التي مر بها.
دور بـــارز..
من جانبه، قدم السفير الإسباني لدى الجزائر، فيرناندو موران كالفو- سوتيلو، تهاني سلطات بلاده على انتهاء محنة اختطاف المواطن نفارو كندا جواكيم، وتوجه بالشكر الحار للسلطات الجزائر “على مساهمتها الحاسمة، وعلى تحركها السريع والفعال والإجراءات التي قامت بها لتحرير المختطف”.وقال السفير، إن الحادثة تؤكد لإسبانيا، مرة أخرى، أن ‘الجزائر لها دور بارز في مكافحة الإرهاب وضمان أمننا جميعا”.
شكـرا للرئيــس تبـون.. وأشعـر بالأمـان برفقتكـم
الرعية الإسباني المحرر بعد عملية اختطاف، عبّر بدوره عن سعادته للتواجد بمقر وزارة الخارجية، أين استكملت عملية تسليمه لسلطات بلاده.
وقال نفارو كندا، “أود أن أشكر السلطات الجزائرية، وأن أشكر بشكل خاص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي علمت أنه كان دائم الحضور والمتابعة”. مضيفا: “أشعر بالأمان برفقتكم”.
وأفاد بأنه مرّ بوقت عصيب ومعقد، قائلا: “أنا تحت الصدمة، وأحتاج إلى أيام لاستعادة السكينة والهدوء”، معبرا عن امتنانه لما شعر به من ترحيب ومحبة في الجزائر.