خطط أمنيـة تهدف إلى الحفاظ على السلام والاستقرار بإفريقيـا
أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور حمزة حسام، أن الجزائر تتميز في دفاعها عن القارة الإفريقية من خلال تبني تصورات استراتيجية واضحة، تهدف إلى تأسيس منظومة أمنية إفريقية مستقلة، حيث لا تقتصر هذه المنظومة على تأمين القارة، بل تشمل أيضاً بناء هياكل مؤسساتية وخطط أمنية تهدف إلى الحفاظ على السلم والأمن في إفريقيا.
أشار حمزة حسام لدى استضافته في برنامج “ضيف الصباح” للقناة الإذاعية الأولى، أمس الأحد، إلى أن الجزائر لطالما كانت، وستظل، وفية لإفريقيا. فهي تسعى دوماً إلى إغلاق الأبواب أمام المبادرات التي قد تبتعد بالقارة عن مرجعياتها الأصلية.
ضمن هذا السياق، ذكر ضيف الأولى أن المفاوضات التي أسفرت عن اعتماد المقاربة الجزائرية لم تكن سهلة، خاصة بالنسبة للدبلوماسية الجزائرية في الأمم المتحدة، وأن القرار الذي تم تبنّيه يُعد اعترافاً صريحاً بالجهود الدبلوماسية الكبيرة التي بذلتها الجزائر في مواجهة التهديدات الإرهابية التي تواجه القارة، والتي بدأت تتحول إلى بؤرة للتهديدات الإرهابية العالمية.
وأضاف الدكتور حسام، أن الجزائر كانت سباقة في طرح الحلول الإفريقية لمشكلات القارة، من خلال إنشاء مؤسسات مثل “أفريبول” والعديد من الآليات الإفريقية التي تعزز من قدرة الدول الإفريقية على الاعتماد على نفسها.
وتابع قائلا: “هذه الخطوة تمثل تحولاً نحو بناء أمن إفريقي خالص، بعيدا عن التدخلات الأجنبية، حيث أصبحت الحلول الإفريقية هي الأولوية في مواجهة التحديات”.
كما أشار إلى أن المقاربات السابقة التي اعتمدت على التدخلات الأجنبية كانت فاشلة، وأدت إلى تفشي الإرهاب في المنطقة. ولذلك، أصبح من الضروري أن يعتمد المجتمع الدولي بشكل أكبر على المقاربات الإفريقية، وأن يوجه الدعم إلى الحلول التي تنبع من داخل القارة نفسها.
وفي الختام، أكد الدكتور حسام أن تعزيز التنسيق بين الدول الإفريقية وتفعيل مؤسساتها الأمنية هو الطريق الأمثل لتحقيق أمن مستدام. وأشار إلى أن هذه الجهود تضمن مصالح جميع الأطراف وتساهم في بناء مستقبل أفضل للقارة، بعيداً عن الهيمنة الأجنبية.
للإشارة، تتويجا للنقاش رفيع المستوى حول مكافحة الإرهاب في أفريقيا، الذي عقد يوم 21 جانفي الجاري، برئاسة وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية أحمد عطاف، تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يوم الجمعة، بيانا رئاسيا، بمبادرة من الجزائر بصفتها الوطنية، يسلط الضوء على البنية المؤسسية لمكافحة الإرهاب في أفريقيا.
ويمثل البيان الرئاسي تطورا مهمّا، إذ يكرس، للمرة الأولى، الاعتراف على أعلى مستوى دولي بدور نصير الاتحاد الأفريقي للوقاية من الإرهاب ومكافحته، المخول للسيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي اختاره نظراؤه الأفارقة لتولي هذه المسؤولية التي تثقل كاهل قارتنا، نظرا لتداعياتها الوخيمة والمعقدة.
كما تم، للمرة الأولى أيضا، وبإلحاح من حامل القلم (الجزائر)، الاعتراف بالدور الأساسي الذي تضطلع به الآليات الأفريقية القائمة، لاسيما لجنة أجهزة المخابرات والأمن الأفريقية، ووحدة مكافحة الإرهاب التابعة للقوة الأفريقية الجاهزة، وأفريبول، مما يظهر النضج المتزايد للبنية الأمنية القارية.