بوخاري: خط جوي جديد لشحن البضائع المصدرة نحـو السعوديــة
سعيـود: خـط بحـري استراتيجـي يربــط الجزائـــر بعــدة بلــدان عربيــة
شرفــة: تصدير الفائـض الكبير في المنتجات الفلاحية.. ضــرورة حيويـــة
أعطى ثلاثة وزراء، أمس، إشارة انطلاق عمليات تصدير عدّة شحنات من المنتجات الفلاحية نحو كلّ من المملكة العربية السعودية، تونس، موريتانيا وكندا، في وقت رفعت الجزائر من وتيرة دعم المصدّرين، بهدف توسيع نطاق تموقع المنتجات الجزائرية بالأسواق الإقليمية والعالمية، تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لتقوية قطاع التجارة الخارجية وترقية الصادرات وتكثيف نسيج الآلة الإنتاجية، وبدأت هذه الأهداف تترجم على أرض الواقع من خلال إشراف كلّ من وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات محمد بوخاري، وزير النقل سعيد سعيود، ووزير الفلاحة يوسف شرفة، على مراسيم توقيع عقود تعاون وشراكة، بين شركات تجارية لتصدير منتجات جزائرية، مع نظيراتها بكلّ من المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الموريتانية.
وعلى هامش اليوم الإعلامي حول العمل الوزاري المشترك، بما هو ركيزة أساسية لدعم الصادرات المنظم بمقر وكالة “ألجكس”، قام الوفد الوزاري بإعطاء الضوء الأخضر لتصدير أول شحنة لمنتجات فلاحية موجّهة إلى المملكة العربية السعودية، ومنح إشارة الانطلاق في تصدير بضائع إلى مونتريال الكندية، وبالموازاة مع ذلك، تمّ بمقر مجمع “لوجيترانس”، افتتاح وكالة تجارية جديدة للمجمع، مخصّصة للمصدّريين، وتتواجد بالقرب من مقر “ألجكس”، ومن هذه المحطة، أعطيت إشارة انطلاق عملية تصدير إلى كلّ من موريتانيا وتونس.
وفي إطار النشاطات المكثفة للوفد الوزاري، افتتح مكتب اتصال تجاري وخدمة المصدّرين للخطوط الجوية الجزائرية للشحن بمطار الجزائر الدولي هواري بومدين على مستوى المحطة الرابعة، علما أنّ هذه الخدمات تعمل على مدار الأسبوع دون توقّف.
الاتصـــال أولويــة..
كشف وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات، محمد بوخاري، أنّ سلسلة من التدابير الجديدة اتخذت في إطار مرافقة المصدّرين، وهي تدابير يُعوّل عليها في دعم إضافي لفائدة المتعاملين الاقتصاديين، وذكر الوزير منها فتح خط جوي جديد لشحن البضائع الموجّهة للتصدير بين الجزائر والمملكة العربية السعودية مع توسيع نطاق العمل وفق الاتفاقية المبرمة بين الصندوق الخاص لترقية الصادرات والخطوط الجوية الجزائرية للشحن، بهدف شحن البضائع الموجّهة للتصدير إلى العديد من الجهات الدولية.
كما أعلن بخاري عن فتح مكتب اتصال تجاري وخدمة للمصدّرين على مستوى مطار الجزائر الدولي هواري بومدين، من أجل تعزيز التواصل مع المصدّرين وتقديم مختلف المعلومات المتعلقة بمنتجات وخدمات الشحن.
وتحدّث بوخاري عن الشروع في تطبيق النظام الجمركي للعبور المبسط البرّي والجوي، من أجل التكفل بتفاصيل الشحن ونقل البضائع الموجّهة للتصدير من كافة ولايات الوطن، علما أنّ الدولة تتحمّل على عاتقها، ومن خلال الصندوق الخاصّ لترقية الصادرات، نسبة 50 بالمائة من تكاليف النقل الجوي الدولي مهما بعدت المسافة.
وعلى صعيد إعادة بعث نشاط التصدير برّا نحو الوجهات الإفريقية، تجسيدا للاتفاقية المبرمة بين مجمع “لوجيترانس” والصندوق الخاص لترقية الصادرات، تمّ توفير العديد من التسهيلات غير المسبوقة للمصدّرين، وبهذا الخصوص، قال بخاري: “تقرّر تخصيص شاحنات نقل المنتجات نحو الأسواق الإفريقية بالإضافة إلى توفير حاويات النقل المبردة لتصدير البضائع والمواد الفلاحية الطازجة وسريعة التلف”، وتنصّ هذه التسهيلات على وضع مختلف القواعد اللوجستية تحت تصرف المصدّرين لتجهيز بضائعهم الموجّهة للتصدير والتكفل بجميع الإجراءات اللوجستية المتعلقة بعمليات التصدير، وأبرزها إجراءات الجمركة والعبور، إلى جانب فتح وكالة تجارية جديدة لخدمة المصدّرين تابعة لمجمع “لوجيترانس”.
ويتوقّع الوزير أن يصبح النقل البرّي أكثر مرونة بالنسبة للمسافات الطويلة؛ لأنّ الجزائر لديها منافذ وحدود برية، بفضل تحمّل الدّولة من خلال الصندوق الخاصّ لترقية الصادرات 50 بالمائة من تكاليف النقل البري للمنتجات الموجّهة للتصدير.
وأثنى الوزير على الجلسات العلمية، حيث يرى أنّها شخّصت بدقّة واقع التصدير وطرحت الحلول المبتكرة، وأشاد بإبرام صفقات تجارية هامة بين مؤسّسات جزائرية ونظيرتها السعودية والموريتانية لزيادة حجم التبادل التجاري بين الدول الشقيقة والرقي بها إلى أعلى المستويات، وأوضح الوزير - في سياق متصل - أنّه خلال السبعة أشهر الأولى لعام 2024، بلغت هذه المبادلات مع موريتانيا 135 مليون دولار، ومع السعودية في نفس الفترة ناهزت 536 مليون دولار، وصرح أنّها لا تعكس القدرات البشرية والاقتصادية وعمق العلاقات الأخوية بين هذه البلدان الشقيقة، واغتنم الفرصة لدعوة الشركات للانخراط بقوّة في هذا المسعى وتنمية المبادلات التجارية خدمة لاقتصادياتنا وشعوبنا وتكاملنا. وأبدى حرصا على خلق إطار جذّاب وبيئة ملائمة لفائدة المصدّرين، من خلال تحيين المنظومة التنظيمية والقانونية ووضع تدابير جديدة وتحفيزية خاصّة في المجال التجاري واللوجستي، إلى جانب تشجيع المؤسّسات الوطنية على التصدير والمنافسة والانخراط في سلاسل القيمة العالمية، من أجل أن تتحوّل الجزائر إلى قاعدة تجارية ولوجستية من الطراز الأول في إفريقيا والمنطقة المتوسطية، مستغلّة موقعها الجغرافي ومواردها، بالإضافة إلى تكثيف الجهود مع مختلف القطاعات الوزارية وممثليات الدبلوماسية وإشراك جميع الفاعلين.
وأوضح بوخاري أنّ مختلف المبادرات لتشجيع التصدير، هي في أصلها ثمرة للسياسة المتبصرة والرشيدة لرئيس الجمهورية، الهادفة إلى جعل الجزائر في مصاف الدول الناشئة آفاق 2027، من خلال تحقيق تنويع اقتصادي حقيقي ورفع تحدّي التصدير عبر آليات فعّالة والمقاربات الملائمة والمرافقة الدائمة للمسؤولين.
6 موانئ للتصديــر بحـرا
وكشف وزير النقل، سعيد سعيود، عن العمل الجاري من أجل بعث خط بحري جديد يكتسي أهمية كبيرة يربط الجزائر بكلّ من تونس وليبيا ومصر والسعودية وصولا إلى قطر، في انتظار انتهاء دراسة الجدوى الخاصّة بهذا المشروع، وأضاف قائلا: “تمّ فتح خط جوي جديد بين الجزائر والسعودية، سيعزّز التبادل الثنائي والرفع من وتيرته ليصل إلى مستوى العلاقات الثنائية”، وتوقّع سعيود أن تنعكس التسهيلات الكبيرة المتوفرة في مجال التصدير، على انتعاش الاقتصاد الوطني، معتبرا أنّ تحسين إجراءات النقل صار استراتجية حتمية، تجسّد ضمن تنفيذ التزامات رئيس الجمهورية المتعلقة بتحديث مناخ الأعمال وتشجيع التصدير، ويرى سعيود أنّ الجزائر أثبتت بأنّها قادرة على التصدير إلى أبعد الأسواق.
وتناول الوزير عملية إعادة بعث النقل البرّي، وطمأن بأنّه يمكن لأيّ مصدّر أن يؤجّر عددا غير منتهٍ من الشاحنات، وتحدّث عن إمكانية تصنيع الحاويات بالجزائر قبل نهاية السنة الجارية.
وتطرّق المسؤول الأول في وزارة النقل إلى شروع شركة الخطوط الجوية الجزائرية في تطبيق “العبور المسهل”، في وقت تحرص وزارة النقل على تعزيز الخط البحري “نواقشط- داكار، علما أنّه أجريت عبر هذا الخط 11 رحلة.
وأمام العديد من الالتزامات التي أطلقها وزير النقل برصد جميع الإمكانات المادية والبشرية ووضعها في تصرفهم، أكّد بأنّ مطارات العاصمة ووهران وقسنطينة مجهّزة بهياكل لوجستية وتخزين، إلى جانب 6 موانئ مجهّزة بأجهزة سكانير، ويتعلّق الأمر بكلّ من ميناء وهران ومستغانم والعاصمة وكذا بجاية وجيجل وعنابة، علما أنّ قيمة العتاد الذي تمّ اقتناؤه بلغت 200 مليون أورو.
وتعهّد الوزير بوضع مختلف الميكانزمات لمراقبة تجسيد التعليمات لتسهيل التصدير، وتمّ إدراج الولاة للمراقبة ولتثبيت المتابعة ورفع التقارير لوزارة النقل في حالة تسجيل أيّ نقائص.
وفــــرة البصـــل تغطّــــي سنتـــين مــــن الاستهــــلاك
ومن جهته، أعلن وزير الفلاحة والتنمية الريفية يوسف شرفة، عن تسجيل فائض قويّ في المنتجات الفلاحية، وشدّد على ضرورة تصديرها كاشفا، أنّ منتوج البصل يغطي الطلب الوطني لمدّة سنتين.
وأفاد شرفة أنّ القيمة الإنتاجية لقطاع الفلاحة بلغت في عام 2024 نحو 37 مليار دولار، ويساهم القطاع بنسبة 15 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، مشيرا إلى أنّ القطاع الفلاحي، يساهم بقوّة في تنمية الاقتصاد الوطني، في وقت يعكف الفلاح الجزائري على ضخّ العديد من المنتجات الفلاحية القابلة للتصدير، باعتبار أنّ تغطية السوق الوطنية تتحقّق بأريحية وتسجّل فائضا بات يصدّر في الوقت الراهن إلى أسواق إفريقية وآسياوية وكذا أوروبية بأسعار جدّ تنافسية.
ووجّه وزير الفلاحة نداء للمصدّرين من أجل الاستفادة من التسهيلات المتاحة وطرح كميات معتبرة من المنتجات الفلاحية الموسمية أو غير الموسمية والمطلوبة في العديد من الدول، مشدّدا على ضرورة الالتزام بديمومة التموين واحترام العقود واتفاقيات التموين الموقّعة بين المصدّرين الجزائريين مع المستوردين من مختلف الدول. وأكّد الوزير أنّ الجزائر تملك قدرات مضاعفة لتموين الأسواق الخارجية بمادة البصل بأسعار أقلّ بكثير عن نظيرتها المسجلة في الأسواق الخارجية.
منصـّات لوجستيــة وموانـئ جافّـة
وفي كلمة ألقاها رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، كمال مولى، ثمّن إجراء فتح الموانئ طيلة أيام الأسبوع ووصفه بالقرار التاريخي وسابقة ستخدم كثيرا الاقتصاد الوطني لأنّ كلّ يوم عطلة يكلّف الخزينة والتعامل الاقتصادي المقترح في نفس المقام مع فتح البنوك يوم السبت. ولم يخف مولى أنّ جهودهم أثمرت لأنّه بعد عدّة أشهر من العمل، أشركوا فيها المؤسّسات الاقتصادية لرصد ومعالجة التحدّيات التي تواجهها، ممّا سمح بتقديم 30 توصية خلال عام 2022، لتحسين الصادرات خارج المحروقات، وقال مولى إنّه استحسن تحقيق
الرهان المتمثل في تهيئة البنى التحتية للمطارات والموانئ والتي كانت في السابق مخصّصة للاستيراد، على اعتبار أنّه لا يمكن التصدير من دون بنى تحتية.
وتحدّث مولى عن تسجيل 12 ألف مشروع استثماري قيد التنفيذ بفضل جاذبية قانون الاستثمار، بينما يرنو الهدف الرئيسي المسطّر إلى بلوغ 20 ألف مشروع استثماري. ورافع مولى لأهمية إنشاء منصّات لوجستية وموانئ جافّة وصوامع للتخزين، والتزم مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري بمواصلة دعم مشاريع المتعاملين الاقتصاديين والمستثمرين الرائدة.
قالوا على هامش اللّقاء
سفير المملكة العربية السعودية:
أكّد سفير المملكة العربية السعودية لدى الجزائر عبد الله بن ناصر البصيري، في تصريح على هامش الحدث بمطار الجزائر، بأنّ المملكة العربية السعودية تتطلّع إلى بناء تعاون اقتصادي جزائري- سعودي، يتوازى مع حجم البلدين الشقيقين وإمكاناتهما الكبيرة، مراهنا على إنشاء المجلس الأعلى للتنسيق الجزائري السعودي مستقبلا، في منح دعم أكبر وأعمق للتعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي، وقال السفير إنّ حجم المبادلات بين الجزائر والمملكة العربية السعودية تجاوز 1 مليار دولار.
مدير الخطوط الجوية الجزائرية:
كشف الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية حمزة بن حمودة، عن الخطوط والرحلات الجوية المقرّر فتحها وكذا عن تنظيم موسم الحجّ وإدراج تخفيضات في الرحلات الدولية للجالية الوطنية بالمهجر، في شهر رمضان تصل إلى 50 بالمائة، وبينما تخفيضات الرحلات الصيفية الترويجية، قد تصل إلى 60 بالمائة.
وأكّد المسؤول الأول في شركة الجوية الجزائرية حمزة بن حمودة، أنّ عدّة خطوط جديدة من المقرّر أن يتمّ إطلاقها قريبا، من بينها خط جوي جديد يربط الجزائر بالعاصمة أبوجا، وقال إنّ العمل قائم لإطلاق رحلات الجزائر - أمستردام بداية من فصل الشتاء المقبل، وبينما خلال فصل الصيف المقبل تمّ برمجة إضافة أربع رحلات لمطار جديد بلندن وهو “سبنسل”. كما أعلن بن حمودة عن فتح خطوط جديدة تربط الجزائر بإفريقيا والصين وأمريكا الشمالية، ومن المقرّر أن يتجسّد كلّ ذلك على المدى المتوسط، في حين ربط الجزائر بنيويورك، يعتقد أنّه سيتجسّد خلال السنوات المقبلة لأنّه يوجد قيد الدراسة منذ سنوات.
وبخصوص تحضيرات موسم الحجّ المقبل، اعتبر الرئيس المدير العام، أنّه بالنسبة لهذا الموسم الجديد، باشرت شركة الخطوط الجوية الجزائرية في ترتيب رحلات الحجّ منذ نهاية الموسم الماضي، بالتنسيق مع الديوان الوطني للحجّ والعمرة والوكالة الوطنية للطيران المدني والوزارة وبرمج نحو 78 رحلة من أجل نقل 18 ألف حاجّ وبينما 2500 حاجّ سينقلون عبر رحلات طاسيلي للطيران، وتشارك طاسيلي لأول سنة في موسم الحجّ، وأعلن بن حمودة عن الانطلاق في بيع تذاكر الحجّ، خلال الأيام القليلة المقبلة.