لغة جديـــــــدة في الخطاب الرسمـــــي الفرنســـــــي أساسهــــــا الندّية والاحترام المتبـــــــــادل
أكدت مخرجات زيارة وزير الخارجية الفرنسي للجزائر، أن اليمين المتطرف الفرنسي، وأنصاره، ليسوا مؤهلين لإدارة العلاقات بين البلدين، كما جسدت مبدأ الندية في التعامل، بحسب ما يراه د.رابح لعروسي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية.
اعتبر المحلل السياسي لعروسي في تصريح لـ «الشعب»، أن زيارة الوزير بارو، إلى الجزائر، جاءت تبعا للمكالمة الهاتفية التي جرت بين رئيس الجمهورية ونظيره الفرنسي، التي أقرت بداية استئناف التواصل الكامل، وترتيب اللقاءات المستقبلية بين المسؤولين الجزائريين ونظرائهم الفرنسيين. كما أن الهدف من الزيارة -يضيف المتحدث- يرمي إلى تثبيت النقاط التي تم تداولها خلال المكالمة الهاتفية بين الرئيسين، ما تعلق بملف الهجرة والتعاون الأمني على مستوى الساحل ومكافحة الإرهاب وملف التأشيرة وكذا التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين.
في نظر المتحدث، أن أهم شيء يسجل من خلال الزيارة ومخرجاتها، هي الندية واحترام السيادة الوطنية، حيث اعتبر المحلل السياسي لعروسي أن هذه الزيارة تمثل عودة طبيعية للمسار الصحيح بين العلاقات الجزائرية- الفرنسية في إطارها الدبلوماسي والقنوات الرسمية، بعيدا عن السجال الإعلامي والتهجمات، والخرجات التي أصبح ينشطها ويصدرها اليمين المتطرف في فرنسا من خلال قنوات إعلامية. وأشار لعروسي، إلى أن المرجعية الوحيدة لعودة الحوار بين الجزائر وفرنسا هو الرئيس الفرنسي. وقد تم بالفعل، تجسيد هذا المسار المتضمن احترام الجزائر وسيادتها، وما تعلق بالندية إقرار الفرنسي بأن بلادنا لا يمكن تجاوزها أو التعامل معها بمنطق الوصاية. كما يرى لعروسي أن تصريح وزير الخارجية الفرنسي، يعكس لغة جديدة في الخطاب الرسمي الفرنسي، ما تعلق بالندية، بعيدا عن أسلوب الاستعلاء والوصاية التي كانت تتعامل بها مع الجزائر؛ أي منطق الدول المستعمِرة مع مستعمَراتها السابقة كتابعة لها، تملي عليها ما تشاء وتوجهها حسبما تريد.
وبحسب المحلل، فإن تصريح الوزير الفرنسي، يؤكد احترام سيادة الجزائر، وإقرار بأن هذه الأخيرة لم تعد تلك التي كانت عليه قبل 2019، وأنها مستعدة للتعاون وفتح كل الملفات وليس لديها أي شيء تخفيه، وهي «سترفع الستار»، حسبما عبر عن ذلك رئيس الجمهورية، وذلك في إطار ما تحكمه الأعراف الدولية والقوانين والاتفاقيات ما بين الدول.