الحياة اليوميـة للمواطنـين فـي صلـب الأداء الــوزاري
التضامن والتنسيــق الحكومـي ضـرورة لتنفيـذ البرنامـــج الرئاسي
أوامر بالصرامــة في تسيـير أكـبر ميزانيـة في تاريـخ الجزائــر
أمر رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير، الحكومة بالعمل أكثر وبصرامة أكبر في الميدان لحل الانشغالات الحقيقية للمواطنين بعيدا عن كل أشكال الفلكلور الإعلامي، مذكرا في هذا السياق، بأن تنفيذ ومعالجة الملفات الاجتماعية الكبرى تجري بالتنسيق المباشر مع الوزير الأول.
جعل رئيس الجمهورية التكفل بانشغالات المواطن وتوفير سبل العيش الكريم له أولويته الأولى خلال العهدتين الرئاسيتين، بل ويتابع شخصيا ما يحصل على مستوى الطبقات الشعبية، ويتضح ذلك جليا من حديثه في اللقاء الدوري مع الصحافة، وفي مختلف الخرجات الإعلامية التي تؤكد اطلاعه على ما يشغل المواطن، لذلك حرص خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد، أول أمس، على إسداء تعليمات لمختلف الدوائر الوزارية بالمتابعة، وأن يقوم كل بدوره الفعلي وليس مجرد التظاهر أمام وسائل الإعلام وإبزار الصرامة والحدة، وهو ما وصفه السيد الرئيس بـ«الفلكلور الإعلامي”، دون أن يكون لذلك أثر حقيقي في التكفل بانشغالات المواطن التي تؤرقه.
إشـراك المواطن فـي الحلــول
في هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي عبد القادر سليماني، في اتصال مع “الشعب”، أمس، إن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، يؤكد من خلال توجيهاته للحكومة في مجلس الوزراء أن المواطن أساس كل السياسات الاجتماعية والاقتصادية وأن التكفل بانشغالاته تأتي في أولويات وفي صلب أعمال الطاقم الحكومي بعيدا عن كل أشكال الفلكلور الإعلامي.
فاليوم، يضيف المتحدث، مهام الطاقم الحكومي والعمل مع الوزير الأول يقتضي الاستماع وإعطاء الحلول، على غرار قضايا السكن والعمل، والماء الشروب، أي أن الحياة اليومية للمواطن يجب أن تكون في صلب الأداء الحكومي.
وأوضح سليماني، أن السيد الرئيس أمر كذلك بتنفيذ ومعالجة الملفات الاجتماعية الكبرى، بالتنسيق المباشر مع الوزير الأول، لأن الدولة الجزائرية اليوم تضخ أموالا كبيرة من أجل التنمية، فميزانية 2025 تعد الأكبر على الإطلاق، في تاريخ الجزائر المستقلة بأكثر من 185 مليار دولار، خصص نحو الثلثين منها لدعم القدرة الشرائية، وكذلك الاستثمار في البنى التحتية والمنشآت العمومية والقاعدية ومحاربة مناطق الظل والقضاء على السكن الهش، وكذا بناء السكنات وتوزيعها، حيث رأينا توزيع آلاف السكنات، ومناصب العمل التي استحدثت وتعد بمئات الآلاف. بالإضافة إلى حل بعض مشاكل المياه والكهرباء وتعبيد الطرق وتوفير النقل والمواصلات بما يوفر راحة المواطن.
تضامــن حكومــي
وأوضح الخبير، أنه ومن أجل حل هذه المشاكل، دعا السيد رئيس الجمهورية، إلى أن يكون هناك تضامن أكبر بين وزراء الحكومة، كالداخلية والتجارة والعمل والسكن، أي أن كل الوزارات والهيئات معنية بحلحلة المشاكل اليومية للمواطن، والاستماع إلى انشغالاته من البلدية إلى الولاية، سيما مع اقتراب عيد الأضحى حيث أمر رئيس الجمهورية باستيراد مليون رأس غنم، وكلها تدخل في إطار المتابعة والإصرار على تنفيذ كل القرارات والتوصيات، وأبعد من ذلك، إشراك المواطن في إيجاد الحلول من خلال الاستماع إليه.
وذكر المتحدث، أن الملفات الاجتماعية الكبرى والتنمية المستدامة هي في صلب اهتمامات السيد الرئيس وهي أساس كل برامجه وسياساته، كما أنها تندرج ضمن وعوده بتحسين معيشة المواطن وقدرته الشرائية وتحسين المحيط والبيئة وغيرها مما يشغل المواطن ويدخل في الأداء الحكومي.
في السياق، يجدر التذكير أن رئيس الجمهورية التزم بتحسين الظروف المعيشية للمواطن وصون كرامته، من خلال استحداث مناصب شغل جديدة لتستوعب خريجي الجامعات وأولئك الذين لم يحصلوا على عمل، وقد تم بالفعل فتح 270 ألف منصب إلى غاية 2024، على أن يتم استحداث 450 ألف خلال الخماسي الجاري، وإنشاء مناطق نشاطات لأصحاب الحرف في المناطق النائية، مع بناء مليوني وحدة سكنية جديدة، تضاف إلى 1.7 مليون وحدة سكنية وزعت خلال الفترة 2020-2024.
كما نجحت الجزائر في تحدي تحقيق الأمن الغذائي وكذا الأمن المائي، من خلال بناء محطات جديد لتصفية المياه، حيث دشن السيد الرئيس، قبيل شهر رمضان، خمس محطات توفر 1.5 مليون لتر يوميا، على ان تنشأ سبع محطات أخرى، ويتم إيصال مياه البحر المحلاة إلى المناطق الداخلية. يضاف إلى ذلك، توفير الكهرباء حيث بلغت نسبة التغطية الوطنية 99٪، ومع تحقيق الاكتفاء من الطاقة الكهربائية سجل فائض بـ12 ألف ميغاواط للتصدير.