آليات جديدة لبناء قاعدة صلبة للتعاون الاقتصادي المستدام
الصادرات الجزائرية نحو موريتانيا ارتفعت بشكل محسوس
أحمدناه: جسر اقتصادي استراتيجي يفتح الآفاق أمام الاستثمارات الثنائية
افتتحت، الخميس، بنواكشوط، فعاليات الطبعة السابعة لمعرض المنتجات الجزائرية بموريتانيا، والذي يرمي إلى تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين وفتح آفاق جديدة للشراكة البينية.
جرت مراسم الافتتاح تحت إشراف وزير التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية الطيب زيتوني، رفقة وزيرة التجارة والسياحة الموريتانية، زينب أحمدناه، بحضور المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار عمر ركاش، إلى جانب وفد من مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري.
في كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد زيتوني عمق العلاقات بين الجزائر وموريتانيا التي تعرف “تطورا متواصلا”، مشيرا إلى أن مثل هذه التظاهرات من شأنها “توطيد جسور المودة والتقارب والشراكة بين البلدين الشقيقين”.
وأضاف أن البلدين يسعيان لترجمة الإرادة السياسية المشتركة لتوطيد هذه العلاقة التاريخية في المجالات الاقتصادية، مشيرا إلى تسجيل نقلة نوعية في المبادلات التجارية، حيث ارتفعت الصادرات الجزائرية نحو موريتانيا بشكل محسوس في السنوات الأخيرة.
وبفضل هذه النقلة، تمثل الجزائر الآن 30٪ من المبادلات الخارجية لموريتانيا، بحسب الوزير، الذي أكد حاجة البلدين إلى اعتماد آليات جديدة من شأنها بناء قاعدة صلبة للتعاون الاقتصادي المستدام وفق مبدإ رابح- رابح.
في هذا السياق، أشار إلى أهمية الطريق الرابط بين تندوف والزويرات بموريتانيا، الذي تتكفل الجزائر بإنجازه على مسافة 850 كلم وبقيمة تقارب 1 مليار دولار، مؤكدا أن هذا المشروع “ما هو إلا تعبير فعلي وميداني على الإرادة القوية للجزائر لتعزيز علاقتها مع موريتانيا”.وترجمت هذه الإرادة القوية كذلك من خلال إنجاز منطقة التجارة الحرة بين موريتانيا والجزائر، والتي دشنها رئيسا البلدين، السنة الماضية، يضيف السيد زيتوني.
ولفت في هذا الإطار، إلى الارتفاع المستمر لعدد المشاركين في هذا المعرض والذي بلغ في هذه الطبعة 219 عارض يمثلون قطاعات البناء والأشغال العمومية، الصناعة، الطاقة، البتروكيمياء، الصناعات الصيدلانية، الإلكترونيات، الميكانيك، الحديد والصلب والخدمات.
من جهتها، أبرزت الوزيرة الموريتانية “عمق العلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع موريتانيا والجزائر”، مشيرة إلى “القفزة النوعية” التي شهدتها هذه العلاقات في السنوات الأخيرة، بفضل “الرؤية المتبصرة لقائدي البلدين وتوجيهاتهما الحكيمة”.
وتابعت بالقول، إن هذا المعرض يمثل “أكثر من مجرد واجهة تجارية”، إذ أنه أصبح “جسرا اقتصاديا استراتيجيا يعزز التكامل بين قطاع الأعمال في البلدين ويفتح آفاقا واعدة أمام الاستثمارات الثنائية”، مذكرة بالنتائج الإيجابية التي حققتها الطبعات السابقة.
واعتبرت أحمدناه “بأن البلدان اليوم أمام فرصة جديدة لتعزيز أواصر الشراكة والتكامل الاقتصادي، من خلال تشجيع القطاع الخاص على بناء جسور تعاون فعالة ومواكبة التوجه نحو اقتصاد صامد وواعد ومندمج”.
كما أكدت استعداد بلادها التام لتذليل العقبات وتوفير بيئة ملائمة لجذب الاستثمارات، داعية رجال الأعمال الجزائريين لاستكشاف الفرص المتاحة، خصوصا في القطاعات الحيوية، كالصناعة والفلاحة والطاقة والخدمات.
للإشارة، حل وزير التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية الطيب زيتوني، الخميس، بنواكشوط، في زيارة عمل، يشرف خلالها على افتتاح الطبعة السابعة لمعرض المنتجات الجزائرية بموريتانيا، بحسب ما أفاد بيان للوزارة.
وفي مستهل هذه الزيارة، التي جاءت بتكليف من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أجرى زيتوني لقاء ثنائيا مع وزيرة التجارة والسياحة الموريتانية، زينب أحمدناه، والتي ناقش معها سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وفقا للمصدر نفسه.وشكل اللقاء فرصة لمناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجزائر وموريتانيا، من خلال تكثيف الشراكات بين المتعاملين الاقتصاديين في البلدين، وترقية المبادلات التجارية، بما يعكس إرادة قائدي البلدين الرامية إلى تعزيز الشراكة الثنائية وتعزيز آفاق التعاون الاقتصادي.
وأكد الجانبان -بحسب البيان- أن “الروابط الأخوية الراسخة والعلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع البلدين، تشكل قاعدة متينة لبناء مشاريع استراتيجية مشتركة تعزز التكامل وتكرس التنمية المستدامة”.وجرى اللقاء بحضور سفير الجزائر لدى موريتانيا، أمين صيد، والمدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، عمر ركاش، إلى جانب وفد من مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري.