فـرص عمـل جديــدة وقيمـة اقتصاديـة مضافـة
الشباك الوحيد.. آلية إدارية تبسّط الإجراءات وتقرّب الإدارة من المستثمر
جمعـة: تطويـر الأداء الإداري بمــا يســرّع الإجـراءات ويخـدم الاستثمار
اكتسبت المنظومة الوطنية للاستثمار انسجاما أكبر، منذ إصدار القانون 22-18 المتعلّق بالاستثمار من خلال تحديد الأهداف الكبرى للاستثمار وجعله ركيزة الإنعاش الاقتصادي، خلال السنوات الأولى من حكم الرئيس عبد المجيد تبون، من خلال تعزيز الاستثمار في القطاعات الواعدة، وقد تم تنصيب الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، التي تعمل على تكريس دور “الشباك الوحيد” كمُستقبل وحيد للمستثمرين، بتأهيل ممثلي الإدارات والهيئات العمومية المعنية بفعل الاستثمار بالقيام بجميع الإجراءات المتعلقة به.
أكّد الخبير الاقتصادي نبيل جمعة في تصريح لـ«الشّعب”، أنّ الشباك الوحيد للاستثمار هو آلية إدارية تبسّط الإجراءات وتقرّب الإدارة من المستثمر، ويُعد من الأدوات الحديثة التي تعتمدها الدول لتحفيز الاستثمار ويعتبر أداة لتحسين مناخ الأعمال، مبرزا أنّ الآلية تهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الإستراتيجية والإدارية التي تصب في تحسين مناخ الاستثمار وتطوير الأداء الإداري.
ومن أهم فوائد هذه الآلية الاقتصادية “ تبسيط وتسريع الإجراءات، مثل تقليص عدد الخطوات والوثائق المطلوبة لتأسيس المشاريع، إلى جانب تقليص الزمن والكلفة، حيث تساهم في تقليل الوقت والجهد والكلفة المرتبطة بالحصول على التراخيص والموافقات.
إلى جانب ذلك، يؤكّد الخبير الاقتصادي، أنّ الشباك الوحيد يساهم في “محاربة البيروقراطية، وذلك بالقضاء على التداخل الإداري وتعقيد المسارات التي تعيق المستثمرين، كما يُسهم في تكريس المصداقية من خلال تحسين مستوى الشفافية وتسهيل تتبع الملفات ومعرفة وضعيتها. أما عن التواصل المباشر، فيمكن الشباك الوحيد المستثمر من التعامل مع ممثلين عن مختلف الإدارات في مكان واحد.
كما يساهم الشباك الوحيد في تكريس الشفافية في التعاملات من خلال توفير معلومات واضحة عن الوثائق المطلوبة، الرسوم، والآجال القانونية، إلى جانب تقليص البيروقراطية، بتقليص خطوات المعاملة، فضلا عن ذلك، يتيح النظام إمكانية تتبع مسار الملف إداريا.
جـذب الاستثمـارات الأجنبيــة
في السياق، أشار جمعة إلى أنّ تفعيل الشباك الوحيد يمثل خطوة استراتيجية نحو تحسين مناخ الاستثمار في الجزائر، إذ يُسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية، وتحفيز النمو الاقتصادي، وخلق فرص عمل جديدة. كما يعزّز من مكانة الجزائر في سلاسل التوريد والتصدير الدولية.ويهدف اعتماد هذا الشباك إلى تحسين مناخ الأعمال، وجعل الجزائر وجهة جاذبة للاستثمار المحلي والأجنبي. وجذب الاستثمارات النوعية، مشيرا إلى توجيه الاستثمارات نحو قطاعات إستراتيجية على غرار الفلاحة، الصناعة، التكنولوجيا والطاقات المتجدّدة، وغيرها..
وفي السياق ذاته، تتمثل أهداف الشباك الوحيد - يقول جمعة - في الذهاب نحو اللّامركزية وتحسين الحوكمة، من خلال إعطاء صلاحيات أكبر للشباك الوحيد الجهوي لتقريب القرار من المستثمر، وإضافة إلى كل هذه الفوائد - يواصل المتحدث - يسمح برقمنة الخدمات، فالتحول نحو شباك وحيد رقمي لتسهيل المعاملات عن بُعد وتعزيز التنسيق بين الهيئات، حيث يتم تنسيق الجهود بين الإدارات المعنية بالاستثمار لتقديم خدمة موحدة وسريعة وناجعة.
أما عن النتائج المرجوة من الشباك الوحيد، فزيادة عدد المشاريع الاستثمارية المسجّلة والمحقّقة ميدانيا، وخلق فرص عمل جديدة وتحقيق قيمة مضافة اقتصادية، إلى جانب تحسين ترتيب الجزائر في مؤشّرات مناخ الأعمال الدولية، من أجل جذب المستثمرين الأجانب وجعل الاستثمار وفق المعايير الدولية الموجودة في العالم، من أجل الوصول إلى معايير دولية ومن أجل تمكين المستثمرين الأجانب من تحقيق ربحية في الاستثمارات خاصة بعد استعمال الشباك الوحيد وبعد تقليص العامل الزمني، وقطع جميع السبل أمام البيروقراطية والفساد.