المجمع الجزائري فاعل اقتصادي بأبعاد اقتصادية وإنسانية
أوفدت شركة سونلغاز بعثة فنية متخصصة إلى سوريا، تضم خبراء في مجالات إنتاج، نقل وتوزيع الكهرباء، وذلك تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية واستجابة لتوصيات السلطات العليا للبلاد بشأن تقديم دعم تقني وفني عاجل للقطاع الطاقوي السوري، في خطوة تعكس عمق العلاقات الجزائرية-السورية وتجسد التزام الجزائر الدائم بمبادئ التضامن العربي.
وترأس الرئيس المدير العام لسونلغاز، مراد عجال، أول أمس، اجتماعا استثنائيا بمقر المديرية العامة ضم أعضاء البعثة الفنية التي ستباشر مهامها في الأراضي السورية، انطلاقا من هذا الأسبوع.
اللقاء شكل مناسبة لتقديم التوجيهات الاستراتيجية ومناقشة الخطوط العريضة لمهمة الفريق، الذي سيتولى تقييم وضعية التموين بالكهرباء في سوريا وإعداد تقرير مفصل يشكل مرجعية عملية للمرحلة المقبلة.
أكد عجال خلال الاجتماع أن دعم سوريا في هذا الظرف الحساس يمثل أولوية قصوى للدولة الجزائرية، مشددا على أن سونلغاز ستضطلع بدور محوري في تجسيد تعهدات الجزائر على أرض الواقع.
وأوضح أن المهمة التقنية للبعثة الجزائرية تتجاوز الطابع الفني لتكتسي أبعادا إنسانية واستراتيجية، تعكس حرص الجزائر على مرافقة الدول الشقيقة في إعادة بناء بنيتها التحتية، خاصة في القطاعات الحيوية مثل الكهرباء.
وسيعكف فريق الخبراء الجزائريين على تنفيذ أربعة محاور رئيسية، خلال تواجده في سوريا، تتمثل في تقييم دقيق لوضعية التموين بالكهرباء على مستوى المدن والمناطق المتضررة، تحديد الاحتياجات التقنية والمادية لقطاع الكهرباء السوري، سواء من حيث المعدات أو التكوين، اقتراح حلول قصيرة وطويلة المدى لتأهيل منشآت الإنتاج والنقل والتوزيع، بما يتماشى مع المعايير الحديثة، كما سيعمل الفريق على إعداد برامج تكوين لفائدة المهندسين والفنيين السوريين في المؤسسات والمدارس التقنية التابعة لسونلغاز.
ومن المنتظر أن تتوج هذه المهمة بإعداد دراسة فنية معمقة تكون الأساس لوضع خارطة طريق مشتركة، ستعتمد لاحقا لتنفيذ مشروع دعم قطاع الطاقة في سوريا، عبر شراكة جزائرية-سورية قائمة على تبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا.
تؤكد هذه الخطوة مجددا الدور المتنامي لسونلغاز كفاعل اقتصادي يحمل كذلك بعدا دبلوماسيا في علاقات الجزائر الخارجية، خاصة مع دول العالم العربي والإفريقي، إذ لا تقتصر مهام الشركة على تأمين الطاقة داخل الوطن، بل تتعداها لتشمل مساهمات نوعية في دعم الاستقرار والتنمية عبر تصدير الخبرة الجزائرية ومرافقة مشاريع البنى التحتية في الدول الصديقة والشقيقة.