أستاذ العلوم السياسية بجامعـة الجلفة.. مكاوي نورالدين لـ “الشعب“:

“رابطة جيـش- أمـة“.. مسـار الريـادة الإقليميـة

سفيان حشيفة

نظرة استشرافيـة في سبيل تشكيــل قــوة صلبـة وذكيـة ضمــن السيادة الوطنيــة

يؤكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة زيان عاشور في ولاية الجلفة، البروفيسور مكاوي نورالدين، أن العالم يشهد تغيّراً واضحاً في شكل وحجم التهديدات وأنماط الحروب اللاتماثلية والحروب الهجينة والفواعل العابرة للحدود، مما يفرض التكيف مع هذا الواقع الذي لا يمكن مواجهته إلا باستراتيجيات حديثة جديدة تَندمِج فيها قِوى الدولة الصلبة واللَينة مُشكلة قوة ذكية «SmartPower»، تتحطم أمامها كل تلك المؤامرات والمكائد المُحاكة ضد جمهورية المليون ونصف المليون شهيد.

اعتبر البروفيسور مكاوي نورالدين، في تصريح خصّ به «الشعب»، تعزيز قوة الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، وتوثيق علاقته بالشعب وبمختلف مؤسسات الدولة والقِوى الداخلية الفاعلة كالمجتمع المدني في إطار رابطة جيش- أمة؛ مسار جد هام يعكس نظرة استشرافية للدولة الجزائرية في سبيل تشكيل قوة وطنية صلبة وذكية، تساهم في الحفاظ على السيادة الوطنية، وضمان الاستقرار والأمن لتحقيق الوثبة التنموية والاقتصادية، وكذا بلوغ الريادة الإقليمية. وأوضح مكاوي، أن هذا المسار الرشيد هو الذي اتبعته القيادة العليا في الجزائر، خلال السنوات الأخيرة، وأثبت نجاعته عسكرياً واقتصادياً واجتماعياً، وهو نفس الاتجاه الذي يستلزم وجود مواطن واعٍ بالتهديدات اللاتماثلية والحروب الهجينة التي يستخدِم فيها الأعداء مواطني الدول لتخريب أوطانهم بطرق غير مباشرة وساذجة؛ ذلك أن المواطن يظل حجر الزاوية في سياق تحقيق القوة الذكية المستدامة للجمهورية.
وما الاستقرار الذي جعل الجزائر واحة غناء وآمنة مفعمة بالحياة والجمال، في الأعوام الماضية، إلاّ نتيجة لذلك المسار الذي اتبعته الجزائر المتضمن الاستغلال الأمثل لاحترافية وكفاءة الجيش الوطني الشعبي، ودرجة الجاهزية القصوى واليقظة العالية لدى مختلف وحدات المؤسسة العسكرية الوطنية، التي جنبت بلادنا الدخول في عدة أزمات، لعل أبرزها مرافقة الجيش التاريخية للحراك الشعبي سنة 2019، والوصول بالجمهورية إلى بر الأمان، وسط ذهول المتابعين والمراقبين ووسائل الإعلام حول العالم لهذا الدور الاستثنائي والمميز.
هذه التجربة، وتجارب أخرى ناجحة، مثلما أضاف مكاوي، أثبتت لأعداء الجزائر بأن هناك رابطة راسخة وجد قوية بين الجيش الوطني الشعبي والشعب الجزائري، تُشكل درعاً صلباً يستحيل اختراقه. كما أثبتت لحلفائها بأن الدولة مقتدرة وقادرة على الاضطلاع بأدوار حيوية في منطقة تشهد موجة معقدة وخطيرة من الاضطرابات الأمنية، صارت تمثل تهديدا للأمن الإقليمي والدولي.
وتابع المتحدث: «في عالم مليء بالمفاجآت والتهديدات، يُبنى مثلث الأمن القومي الجزائري على هرم يتشكل من ثلاثة أضلع متكاملة: أولاً؛ جيش وطني عصري ومحترف يتحلى بأعلى درجات اليقظة الأمنية. وثانياً، نخب وطنية واعية ومجتمع مدني ملم بتحديات المرحلة يساهمون باستمرار في رسم ومواكبة الاستراتيجيات الاستشراف وتنوير الرأي العام. وأخيراً، لن تكتمل أضلاع المثلث إلاّ بوجود مواطنٍ واعٍ يعمل على حماية المكتسبات الكبرى التي تحققت، ويساهم في تحقيق المزيد من التنمية والاستقرار والرخاء لصالح الأجيال الحالية واللاحقة».
الجيش الوطني الشعبي جزء لا يتجزأ من الشعب، وهو صمام أمان الجزائر وصائن وحدتها وسيادتها واستقلالها، لاسيما في ظل الظروف الجيوسياسية الإقليمية والدولية المضطربة يذكر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة زيان عاشور في ولاية الجلفة، البروفيسور مكاوي نورالدين.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19839

العدد 19839

الأحد 03 أوث 2025
العدد 19838

العدد 19838

الجمعة 01 أوث 2025
العدد 19837

العدد 19837

الخميس 31 جويلية 2025
العدد 19836

العدد 19836

الأربعاء 30 جويلية 2025