دعم متواصل لمرتكزات السلام والأمان في العالم
نظرة اقتصادية استباقية وشراكـات رابحة
دور ريادي إفريقيّا ودوليّا ونموذج للتفاهم
جيش قوي.. عقيدة دفاعية وثوابت نوفمبرية أبدية
عزّزت الجزائر موقعها، كشريك إقليمي ودولي موثوق، على صعيد دعم مرتكزات السلم والأمن في العالم، وإرساء التنمية الاقتصادية في إطار التعاون والشراكة المربحة بين الشعوب والدول، وباتت تضطلع بهذا الدور في المنطقة المتوسطية وشمال إفريقيا.
في الجانب الثنائي مع الدول، أو داخل المنظمات الحكومية القارية والدولية، يزداد دور الجزائر المتنامي، في الدفع باتجاه إقرار السلم والأمن الدوليين بالتنمية المستدامة وتقليص الفجوة التي لطالما فصلت الشمال عن الجنوب.
تجلى ذلك من خلال فوزها بمقاعد هامة داخل الاتحاد الإفريقي ومجلس السلم والأمن الإفريقي، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، وكلها مناصب يتم الوصول إليها عن طريق آلية الانتخاب وليس التزكية.
وانتخاب الجزائر لهذه المناصب الحيوية، يؤكد أن لها أشقاء وأصدقاء كثر، رحبوا بعودتها إلى الساحة القارية والدولية، حاملة معها رؤية طموحة جدا لتجاوز حالات انعدام التنمية والأمن التي تحولت مع مرور الوقت إلى أوضاع مزمنة وأقدار محتومة على القارة الإفريقية تحديدا وعلى دول الجنوب بشكل عام.
الخطاب القوي الذي استعادت به الجزائر دورها الريادي والمحفز في إفريقيا، يهدف بالدرجة الأولى إلى الخروج من الحلقة المفرغة التي عنوانها «الأمن قبل التنمية»، إذ أصرت على ضرورة امتلاك الأفارقة المبادرة في فرض السيادة على مواردهم الطبيعية والتوجه نحو نموذج تنموي شامل قائم على التكامل القاري في الجانبين الاقتصادي والتجاري.
أما على الصعيد الدولي، فتشرف الجزائر، عبر كل مواقعها ضمن الهيئات الأممية، على استتاب الأمن والسلم، بحرصها الشديد على الدفاع عن القانون الدولي والإنساني وعلى موقع الأمم المتحدة كضامنة وحيدة للشرعية الدولية، مع مساءلة مستمرة للهيئات المخولة وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي في تحمل مسؤولياته أمام حالات انفلات الأمن العالمي.
تفعل الجزائر ذلك بصوت مسموع وصارم، وبكل وفاء لمبادئها القائمة على نصرة القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقضية الصحراوية، إذ تخوض معارك دبلوماسية شرسة من مختلف المنابر دفاعا عن حق الشعوب المضطهدة، ولا تتوانى في تعبئة المواقف الدولية ولفت انتباه الرأي العام العالمي إلى ما يرتكب من جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
أمام في الجانب الثنائي، فقد أظهرت الحركية الدبلوماسية النشطة للغاية التي تجمعها بعديد الدول من القارات الخمس، بأهميتها على صعيد العلاقات الدولية وعلى الصعيد الثنائي، في إطار مسعى التعاون والشراكات الناجحة.
وسجلت الجزائر في الأيام العشرة الأخير من شهر جويلية الماضي، حركية كثيفة للغاية، صنعتها زيارات رؤساء ووزراء خارجية وكبار المستشارين، وسمحت بتوقيع اتفاقيات بلورة تفاهمات استراتيجية.
هذه الحركية عزّزت مكانتها كفاعل إقليمي، لا يمكن الاستغناء عنه في دعم التنمية الإقليمية، خاصة بين ضفتي المتوسط، وهي تقدم في ذلك مع إيطاليا نموذجا فريدا للشراكة العملية القائمة على المنافع المتبادلة.
وبعيدا عن كل استقطاب أو اصطفاف دولي، تمسكت الجزائر بموقعها كدولة ضمن عدم الانحياز، منفتحة لإبرام صداقات وشراكات مع كافة الدول، خاصة وأنها باتت شريكا طاقويا لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة لعديد الدول الأوروبية، ولاعبا اقتصاديا يملك طموحا كبيرا لإنجاح تكتلاته الاقتصادية مع دول ومنظمات من القارات الخمس.