فضح متــواصل للكيـان الصّهيـوني وجرائمه في مجلس الأمــن
أكّدت الجزائر، بصفتها عضوا في مجلس الأمن الدولي، مواصلة جهودها الرامية لدعم الشعب الفلسطيني، والدفع نحو إنهاء الكارثة الإنسانية في غزّة، يأتي ذلك بعد إعلان الأمم المتحدة حالة المجاعة في القطاع، في خطوة تتماشى تماما مع ما دعت إليه الجزائر مرارا، وأثبتته بالأدلة والصور في عديد الاجتماعات التي كانت وراء انعقادها.
يمثّل اعتراف الأمم المتحدة بالمجاعة في قطاع غزة، تأكيدا رسميا ودامغا للوقائع التي طالما نقلتها وحذّرت منها الجزائر من موقعها بمجلس الأمن الدولي، أين فضحت كل محاولات التستر والالتفاف على الحقائق من قبل الكيان الصهيوني بخصوص الوضع داخل غزة.
الجزائر سبق ودقّت ناقوس الخطر من المجاعة القاتلة في غزة، وشدّدت على أن الاحتلال الصهيوني يستخدمها كأداة حرب مقصودة إلى جانب الرصاص والقنابل لتنفيذ عمليات التطهير العرقي للفلسطينيين في غزة، بشكل عمدي ومقصود ومتوحّش.
وتقرن الجزائر، عبر بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة، حرب التجويع بحرب الإبادة الجماعية التي يشنّها الاحتلال إلى جانب حرمان الفلسطينيين من الغذاء والدواء.
وقد اعترفت الأمم المتحدة بحالة «المجاعة»، ولا بد أن يأخذ مسار الاعتراف بـ «الإبادة الجماعية والتطهير العرقي» طريقه هو الآخر نحو الاعتراف، بما يدين الكيان الصهيوني أخلاقيا وقانونيا وسياسيا من قبل المجتمع الدولي.
الجزائر ساهمت بشكل حثيث منذ بدء ولايتها بمجلس الأمن الدولي، في الدفع باتجاه وقف إطلاق النار، وبادرت بمشاريع قرارات ودعت لاجتماعات عادية وعاجلة، واستخدمت آليات دبلوماسية غير مسبوقة في تاريخ عمل المجلس، قصد الخروج بقرار يقضي بوقف إطلاق النار.
وسبق وكلّلت جهودها بالنّجاح العام الماضي، عندما قدّمت مشروع قرار باسم مجموعة الأعضاء العشرة المنتخبين، والذين يمثّلون كتلة الأغلبية السّاحقة للمجتمع الدولي، وتمّ التصويت عليه بعدما تحاشت الولايات المتحدة الأمريكية ولأول مرة عدم استخدام حق النقض «الفيتو».
كان يمكن لهذا القرار أن يمضي قدما، لو تحمّل مجلس الأمن الدولي مسؤولية في ضمان نفاذ القرار، لكن تمتّع الكيان الصهيوني بالحصانة السياسية وإفلاته المتكرر من العقاب جعله يمضي في حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، غير آبه بقرارات المجلس ولا قوانين الأمم المتحدة.
وحتى اتفاق وقف إطلاق النار الذي تحقّق بداية العام الجاري، ونفذت مرحلته الأولى، قبل أن تنقلب عليه حكومة مجرم الحرب نتنياهو في 18 مارس، ساهمت فيه الجزائر، بحرصها الجاد على دعم مسار المفاوضات، استجابة لرغبة الوسطاء.
وقد نفذت الجزائر وقتها ضغطا نفسيا كبيرا على الضامنين للمفاوضات، من خلال تأكيدها المستمر على دعوة مجلس الأمن للانعقاد، كلما لمست ارتخاء في عملية التفاوض على وقف إطلاق النار.
إسقاط سردية المجرمين
ومنذ استئناف الاحتلال الصهيوني حربه الإجرامية ضد سكان غزة، عبّأت الجزائر جهدها في سبيل فضح الجرائم البشعة التي ترتكب يوميا بحق الفلسطينيين، وخاصة حرب التجويع، مسقطة كل الروايات والسرديات الكاذبة التي أراد الكيان المجرم ترويجها عبر آلته الإعلامية الضخمة.
وقبل أيام قليلة من إعلان الأمم المتحدة حالة المجاعة في غزة، صنع سفير الجزائر ومندوبها الدائم السفير عمار بن جامع الحدث عالميا، حينما حمل داخل قاعة اجتماعات مجلس الأمن، صور أطفال غزة الذين قضوا في جوعا.
ولم يتوقّف صوت الجزائر داخل هذه الهيئة الأممية عن كشف كل الجرائم اليومية، وتسليط الضوء عن القتل الممنهج للفلسطينيين عبر حرمانهم من الغذاء، وعبر قنصهم وهم ينتظرون شاحنات المساعدات ثم قصفهم وهم حاملين أكياس الدقيق التي حصلوا عليها في رحلة موت خطيرة. وقبل أسبوعين فقط، ندّد بن جامع بجرائم الاحتلال الصهيوني قائلا «من يرسم خريطته بالدماء يجب أن ألا يفلت من العقاب، ويجب أن تكون هناك مسائلة». كما استهجن بشدّة خطط السيطرة الكاملة على قطاع غزة «كما لو أنّ التجويع حتى الموت لأكثر من 200 إنسان لم يكن كافيا، وكما لو أن قتل 12000 امرأة لم تكف وقائمة الجرائم تطول».
وأمام كافة الدول الأعضاء قال بن جامع بأنّ الحكومة الصهيونية «لا تأبه للقانون الدولي ولا لمجلس الأمن، وتتحرّك بوحشية وقساوة وتحرم الفلسطينيّين من أساسهم كبشر، لأنها تعتبرهم حيوانات بشرية».
وأضاف قائلا: «أجل هي تعتبر الفلسطينيين حيوانات بشرية، وبالتالي تخطط لقتلهم وتستخدم لذلك كل أداة، من التجويع والعطش والأسلحة والذل».
ولا يتوقّف مندوب الجزائر عن مساءلة مجلس الأمن من أجل تحمل مسؤولياته، ووقف حرب التجويع والإبادة قائلا: «لا نسمع شيئا من المجلس والصمت ليس محايدا فهو يقتل».
وبتأكيدها مواصلة جهودها الرامية لدعم الشعب الفلسطيني، والدفع نحو إنهاء الكارثة الإنسانية، والعمل من أجل التعجيل بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ستعمل الجزائر على تعبئة المواقف داخل مجلس الأمن الدولي في هذا الاتجاه، وكذا داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تمثل أغلبية المجتمع الدولي التي أدانت في أكثر من مرة الكيان الصهيوني.
وتلتقي جهود الجزائر مع صحوة الضمير العالمي، خاصة داخل المجتمعات الغربية، وهو يعطي دفعا أكبر لجهودها داخل المؤسسات الدولية الرسمية لفضح جرائم الاحتلال، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.