الباحث التشادي المختص في الشأن الإفريقي..أحمد أبو الفتح عثمان لـ «الشعب»:

الجزائر - التشاد..تكامـل واحـترام متبــادل

سفيان حشيفة

 التّعاون الجزائري التشادي..خيار استراتيجي لتعزيز التّكامل الإفريقي

 «إياتياف»..منصّة لمواجهة التّحديات الاقتصادية وتعزيز الأمن الغذائي

 يؤكّد الباحث التشادي في الشأن الإفريقي، البروفيسور أحمد أبو الفتح عثمان، أنّ الجزائر وتشاد تربطهما علاقات أخوية عميقة الجذور، تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك في القضايا الإقليمية والدولية.

 كشف البروفيسور أحمد أبو الفتح عثمان، في تصريح خصّ به «الشعب»، أن العلاقات الجزائرية التشادية ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى عقود طويلة من التعاون في مجالات الأمن، ومكافحة الإرهاب، وتبادل الخبرات في إطار الاتحاد الإفريقي منظمة التعاون الإسلامي.
وأوضح عثمان، أنّ زيارة رئيس جمهورية تشاد الشقيقة، السيد محمد ادريس ديبي، إلى الجزائر على هامش المعرض التجاري الإفريقي 2025، تمثّل فرصة مهمّة لتجديد التشاور، وتوسيع مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري، بما يخدم مصالح البلدين ويعزز التكامل الإفريقي.
كما يُولي المرشال محمد إدريس ديبي إتنو، اهتمامًا خاصًا بالجزائر، نظرًا للعلاقة المتينة بين البلدين الصديقين، بحسب قوله.
وفي ظلّ التحديات الاقتصادية التي تُواجه القارة الإفريقية اليوم، مثلما أضاف الباحث، تبرز أهمية تنويع الشّراكات وتطوير البنية التحتية للتجارة البينية، وهو ما يمكن أن تشكّل فيه الجزائر وإنجامينا شريكين استراتيجيين، بحكم الموقع الجغرافي الذي يجعل من الجزائر بوّابة نحو البحر المتوسط وأوروبا، ومن تشاد كحلقة وصل أساسية في قلب قارة إفريقيا.
أما عن آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين، كما أفاد البروفيسور عثمان، فهي واسعة وتشمل مجالات حيوية، مثل النقل والخدمات اللوجستية عبر فتح ممرات تجارية برية تربط الجزائر بتشاد عبر النيجر، ما يسهم في تسهيل حركة البضائع، وتعزيز المبادلات نحو شرق القارة. وفي الطاقة، من خلال التعاون في المجالات الطاقية التقليدية والمتجددة، ونقل الخبرات الجزائرية في الصناعات النفطية إلى تشاد.
وبخصوص الأمن الغذائي والفلاحة، يمكن تطوير مشاريع مشتركة لتبادل المنتجات الزراعية، بما يحقّق الاكتفاء الذاتي ويسهم في استقرار الأسواق المحلية بالبلدين، يذكر المصدر ذاته.
وبالنسبة لأهمية المعرض التجاري الإفريقي 2025 الذي تحتضنه الجزائر، يرى أحمد أبو الفتوح عثمان، أنّه يشكّل حدثًا استراتيجيًا للقارة بأكملها؛ كونه يفتح فضاءً للتعارف بين المستثمرين والشركات الإفريقية، ويتيح فرصا لإبرام شراكات واقعية تسهم في تقوية التجارة البينية التي لا تتجاوز حاليًا 15 % من حجم التجارة الإفريقية.
كما يعكس هذا المعرض إرادة قادة القارة في تحقيق التكامل والاندماج الاقتصادي، وتجاوز التبعية للأسواق الخارجية، وهو ما ينسجم تمامًا مع أجندة الاتحاد الإفريقي 2063، التي تركز على تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.
وبالنسبة للجزائر، يُمثِّل المعرض التجاري البيني الإفريقي 2025، فرصة لإبراز قدراتها الصناعية والخدماتية، وتعزيز حضورها في العمق الإفريقي، بينما يتيح للدول الإفريقية، ومن بينها تشاد، الاستفادة من التجارب الناجحة، وتطوير علاقات اقتصادية قوية ومتينة ومثمرة لكل الأطراف، وفقًا للمختص.
وخلص البروفيسور عثمان، إلى أنّ أهمية هذه الفعاليات الكبرى لا تقتصر على الاقتصاد فقط، بل تعزّز الدبلوماسية الاقتصادية، وتدعم الأمن والاستقرار في القارة؛ لأنّ التعاون التجاري غالبًا ما يكون مدخلاً لتقوية التضامن السياسي، وتبادل الخبرات في شتى القطاعات.
للإشارة، استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الأربعاء بمطار هواري بومدين الدولي، رئيس جمهورية تشاد الشقيقة، السيد محمد ادريس ديبي، في إطار مشاركته في الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، التي تحتضنها الجزائر بين الرابع والعاشر من سبتمبر الجاري.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19867

العدد 19867

الخميس 04 سبتمبر 2025
العدد 19866

العدد 19866

الأربعاء 03 سبتمبر 2025
العدد 19865

العدد 19865

الثلاثاء 02 سبتمبر 2025
العدد 19864

العدد 19864

الإثنين 01 سبتمبر 2025