الانتقال من تصديـر المواد الخـام إلى التصنيـع..ضـرورة حيويــة
دعم المبــادرات الرائـدة في مجـال المؤسسـات الناشئـة وتشجيـع الابتكــار
حــدادي: الجـزائر..منــارة للتكامـل الاقتـــصـادي القــاري
كشف رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمود علي يوسف، أن هيئته تولي اهتماما خاصا للمؤسسات الناشئة، وهو ما سيتم تكريسه، خلال معرض التجارة البينية، من خلال برنامج متنوع لتشجيع المؤسسات الناشئة، يشمل اجتماعات تواصل بين الشباب والمتعاملين الاقتصاديين، وجلسات تنافسية على أفضل الحلول الابتكارية.
وأوضح رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، في كلمة تلتها نيابة عنه، نائبة مفوضية الاتحاد الإفريقي، مليكة سلمة حدادي، أن هذا المعرض يتطرق إلى الإجراءات التي يجب على إفريقيا اتخاذها، والمتمثلة في الابتكار والقيمة المضافة والتصنيع حتى لا تبقى القارة مصدرة للمواد الأولية الخام، بل تصبح مهندسة للصناعات التي ستعزز ازدهارها. إلى ذلك، لفت إلى أن المعرض “برز كسوق للاستثمار والأرقام تشهد على هذا النجاح منذ أول طبعة عام 2018 بمشاركة ما يزيد عن ألف عارض والتزامات بقيمة 32 مليار دولار، والتي قفزت إلى 42 مليار على الرغم من جائحة كورونا، واليوم فإن طبعة الجزائر أكثر وعدا”، مضيفا أن كل معرض “قرب القارة من تطلعات أجندة الاتحاد الأفريقي 2063: إفريقيا متكاملة ومتصلة ومزدهرة”، وأضاف - في السياق - أن هذه ليست مجرد صفقات، بل هي النسيج الأساسي لقارة متكاملة ومزدهرة بالتنمية والاستقرار والنمو الشامل والاستدامة والتطلع المشترك.
ازدهــار إفريقـــيا..
وأكد محمود على يوسف أن الاتحاد الإفريقي يواصل العمل لصالح تنمية القارة، من خلال منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية وبالتعاون الوثيق مع المؤسسات الإفريقية، لا سيما البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد، حيث برزت اتفاقية التجارة البينية الأفريقية كسوق استثمار تجارية رائدة في إفريقيا حيث تجاوزت الاتفاقيات المبرمة، خلال الطبعة الثالثة المنعقدة بالقاهرة، سنة 2023، 43 مليار دولار، وهو الرقم المرشح للارتفاع خلال هذه الطبعة.
وأردف قائلا: “إن معرض التجارة الإفريقية البينية، تأتي في الوقت المناسب وبخطى استراتيجية”، وأشار إلى الإجراءات التي يجب على إفريقيا اتخاذها للابتكار وإضافة القيمة والتصنيع حتى لا نبقى مصدرين للمواد الخام غير المعالجة، بل مهندسين للصناعات ذاتها التي ستعزز ازدهار إفريقيا. ففي السياق الجيوسياسي والجيو-اقتصادي المتغير، أضاف رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي، لا ينبغي أن يكون هذا طموحا بعيدا، بل ضرورة ملحة، ويصبح حقيقة واقعة.
المؤسسات الناشئة محرك التحول
وأكد المتحدث أن الاتحاد الإفريقي، من خلال اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، يواصل وبالتعاون الوثيق مع الأفريكسم بنك والقيادة المتجددة لرئيسها، البروفيسور بنديكت أوراما، قيادة هذه الأجندة. ولهذا السبب، أوضح محمود علي يوسف، أن مفوضية الاتحاد الإفريقي، تعتزم، بصفتها منظما مشاركا لهذه النسخة، الاستفادة من هذه المنصة المهمة والاستراتيجية للنهوض بمنطقة التجارة القارية الإفريقية، بالإضافة إلى شراكتها الناجحة للغاية مع التمويل والمؤسسات، لتعزيز التجارة والاستثمار وخلق القيمة والتصنيع، من خلال أنشطتها، حيث ستدعم مفوضية الاتحاد الإفريقي مبادرات رائدة في جناح الشركات الناشئة الشبابية، مثل تعزيز دور الشركات الناشئة البولندية رفيعة المستوى في مجال التجارة والتنمية الصناعية.
وتمهيدا للنسخة القادمة من مؤتمر الشركات الناشئة الإفريقي الرابع الذي سيعقد قريبا بالجزائر، كشف رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي، أن هذه الأنشطة صممت خصيصا لربط رواد الأعمال الأفارقة الشباب بالموارد والشراكات الحيوية، مما يمهد الطريق لتوسيع نطاق الابتكار عبر الحدود، والمساهمة في أجندة التكامل والتحول الاقتصادي الأوسع في إفريقيا. وختم مؤكدا أن “تعزيز التجارة البينية الأفريقية ليس مجرد ضرورة اقتصادية، بل هو مقياس لإصرارنا السياسي والتزامنا بالإصلاح”.
الجزائر حاضنة لوحدة إفريقيا
قبل إلقاء كلمة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، أكدت مليكة سلمة حدادي، أن انعقاد الطبعة الرابعة لهذا المعرض “يعكس مكانة الجزائر كمنارة للوحدة الإفريقية ورافعة للتكامل الاقتصادي بين دول الاتحاد القاري”.
وقالت إن انعقاد هذا الحدث في الجزائر التي تعد بوابة إفريقيا “دلالة على أن الجزائر تظل على الدوام حاضنة لوحدة إفريقيا وتشكل مدخلا نحو أسواقها الرحبة وفضاء خصبا لتعزيز أواصر الأخوة والتعاون بين دولها وشعوبها”، كما أبرزت مكانة الجزائر التي كانت وما تزال “جسرا بين شعوب القارة وفضاء جامعا لوحدتها”، معربة عن تقدير المفوضية الافريقية “العميق” لشركائها في تنظيم هذا الحدث البارز”.