رؤساء جمعيات وفيدراليات حماية المستهلك لـ “الشعـب”:

انخفاض أكبر للأسعار خلال الأيام المقبلة

 حرزلي: قانـون منع الاحتكار لعب دورا كبيرا في توازن السوق

حريز: وفرة المنتوجات بكميات كبيرة.. لم تـترك مجـالا للمضاربــين

منـور: المواطن يصـوم بأكـثر أريحيـــة مقارنة بالسنـوات السابقـة

أكد رؤساء جمعيات وفيديراليات حماية المستهلك في تصريحات لـ “الشعب”، تسجيل وضعية استقرار وحتى انخفاض في أسعار المواد الاستهلاكية على غرار الخضر والفواكه، في حين ما يزال سعر اللحوم في مستوى أعلى رغم استيراد كميات كبيرة منه قبل الشهر الفضيل، كما تأسفوا لاستمرار ظاهرة التبذير، التي لا تحارب ـ بحسبهم ـ إلا بتكثيف التحسيس والتوعية طوال السنة، مبرزين خطرها على القدرة الشرائية والاقتصاد الوطني.
حياة / ك.
يؤكد رئيس الاتحاد الوطني لحماية المستهلك محفوظ حارزلي ان أسعار الخضر والفواكه تعرف استقرارا بل وانخفاضا، وهذا راجع -بحسبه- للكميات المعتبرة الموجودة على مستوى الأسواق، إضافة الى ان هناك زيادة محسوسة في مستوى الإنتاج، ما أدى الى ضخ كميات كبيرة من الخضروات التي كانت على مستوى المخازن وغرف التبريد.
كما يرجع حرزلي سبب هذا الاستقرار في الأسعار، الى السياسة التنظيمية والمقاربة المنتهجة هذه السنة من طرف وزارة التجارة من خلال الاجتماعات المراطونية مع كل مسؤولي الشعب والمتعاملين الاقتصاديين في مجال الصناعة الغذائية مضاعفة المواد الأولية للمنتجين مثل القمح اللين، القمح الصلب، مسحوق الحليب، مسجلا انعدام الاشاعة التي كانت تروج عن نقص أو انعدام بعض المواد، مضيفا ان قانون الاحتكار والمضاربة لعب كذلك دورا كبيرا في توازن السوق، فيما يخص وفرة اللحوم فيه نوعا ما من التذبذب راجع للكميات المستوردة في أوائل أيام رمضان، لكن بعد ثلاث أيام تم ضخ كميات منها وصلت الى 3000 طن.
فيما يخص التبذير، يرى حرزلي انه لا بد من تفعيل دور المرأة في ترشيد الاستهلاك، كما يتعين على وسائل الإعلام القيام بالدور المنوط بها في هذا المجال من خلال ومضات اشهارية، تشجيع جمعيات حماية المستهلك من خلال تنظيم حملات وطنية عن طريق مطويات وملصقات خاصة في الأسواق.
وقال حرزلي لـ “الشعب”، إن الاتحاد الوطني لحماية المستهلك قام ببرنامج مكثف ومسطر بالتنسيق مع وزارة التجارة وترقية الصادرات لمحاربة التبذير وترشيد الاستهلاك وعدم شراء واقتناء مواد استهلاكية وتكديسها في المنزل، كما شملت حملات التوعية عن تأثير السكر والملح على صحة المستهلك والحث من الحد من التناول العشوائي لهاتين المادتين، والتحذير من التسممات الغذائية، وخصت التحسيس كذلك شراء ملابس العيد من خلال توعية التجار بخفض الأسعار من اجل تقوية روح التضامن خلال الشهر الفضيل.

وفــرة واستقـرار

قال رئيس فدرالية حماية المستهلك زكي حريز إن الأسبوع الأول من الشهر الفضيل، عرف استقرارا في أسعار الخضر والفواكه مقارنة بالسنوات الماضية، وهذا راجع الى وفرة هذه المنتوجات بكميات كبيرة، بحيث لم يترك مجال للمضاربين ليرفعوا الأسعار، وبالنسبة للحوم والأسماك، فإن هناك خلل كبير في العرض وبالمقابل هناك الطلب مرتفع، مشيرا الى أن العوائل الجزائرية تستهلك في شهر رمضان ثلاث أضعاف ما تستهلكه في بقية أشهر السنة.
ولفت المتحدث في تصريح لـ “الشعب”، الى أنه بالرغم من تموين السوق باللحوم البيضاء والحمراء المستوردة، إلا أن أسعار اللحوم المحلية عرفت ارتفاعا محسوسا يتراوح ما بين 10 و 15 بالمائة قبل يومين من حلول الشهر الفضيل.
في السياق، أفاد أن الخلل كان موجود في تموين السوق لأن مستوردي اللحوم لم يلتزموا بجلب الكميات في الوقت المناسب، ولكنه يرتقب انخفاض أسعارها بشكل محسوس خلال الأسبوع الثالث من الشهر الفضيل، بمجرد وصول المزيد من هذه الكميات المستوردة والتي سوف تصل بحسب تقديرات وزارة التجارة الى 50 ألف طن من اللحوم خلال الشهر الفضيل.
فيما يتعلق بمسألة غلاء أسعار بعض المواد، يقترح حريز رصد السوق، ولفت انتباه للسلطات للتجاوزات الحاصلة في هذا المجال، وتوجيهها إلى فتح باب المنافسة على مصراعيه حتى يكون هناك بدائل في السوق، وإيجاد مسار عصري وحديث لتدفق السلع، من خلال وضع أرضيات لوجيستية لتخزين المواد الأساسية وكذا تشجيع الاستثمار في مجال التوزيع الكبير من خلال بناء أسواق كبيرة.
بالنسبة للتبذير قال إن الظاهرة لم تغادر المشهد الرمضاني، وبقيت العادات السيئة تميز الشهر الفضيل، لذلك يرى انه أصبح لزاما على السلطات والإعلاميين والأئمة التعاون جميعا لإعادة صياغة نمط استهلاكي واعي ومسؤول من خلال المشاركة في الحملات التحسيسية والتوعوية.
وذكر حريز في السياق أن الفدرالية قامت بتنظيم دورات تكوينية لربات البيوت حول الاستهلاك الأسري الراشد، ويتطلع لتوسيع هذه المبادرة لتشمل أكبر عدد ممكن من ربات البيوت، ودعا المؤسسات الاقتصادية ان تدعم هذه المبادرات لتكوين أكبر عدد من المكونين الذين يستطيعون إجراء هذه الدورات التكوينية.

توعيـة وتحسيـس

أما حسان منور رئيس جمعية “أمان لحماية المستهلك، فهو يعتبر الأسبوع الأول وما حمله من استقرار وحتى انخفاضا في أسعار بعض منتوجات الخضر والفواكه، مؤشر على ان المواطن يصوم بأكثر أريحية مقارنة بالسنوات السابقة.
وقال ان هناك وفرة في الخضر والفواكه خلال الأسبوع الأول من رمضان، وانه لم يكن هناك ارتفاع في الأسعار، بل بالعكس هناك منتوجات شهدت انخفاضا في الأسعار، بينما ما تزال هناك سلوكيات التبذير، حيث أن حوالي 40 بالمائة من الأكل يلقى في القمامات بحسب تأكيده.
 وذكر منور أن جمعية “أمان” باشرت حملاتها التحسيسية 15 قبل قدوم الشهر الفضيل، حتى يقوم الجزائريون بصيام صحي واقتصادي، لا بد من التحسيس سواء من قبل الجمعيات أو الإعلام أو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال في هذا الإطار، إن جمعيته قامت بخرجات ميدانية في الأماكن العمومية، للتوعية ومن أجل محاربة سلوك “اللهفة” الذي يعود كلما حلّت المناسبة، ولتحسيس المواطنين بضرورة الأكل الصحي، كما عملنا على حث المواطنين على العمل أثناء رمضان، وأداء ساعته كاملة دون نقصان.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024