القاسمـي يشـرف على نقل 808 مؤلّف مـن مكتبة الشيخ بقسنطينة

تــراث العلّامـة ابـن بــاديس وقفا لجامـع الجزائـر

قسنطينة: مفيدة طريفي

حفيدة شقيق العلامة.. أنيسة دندان: “نسلم كنزا ثمينا نعتز به”

أشرف أمس وزير الدولة عميد جامع الجزائر الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسني، على مراسم إحياء ذكرى يوم العلم المصادف لـ 16 أفريل 2023، وكشف عند زيارته لكل من المسجد الأخضر بوسط المدينة، ومؤسسة الشيخ عبد الحميد بن باديس وتسلمه لمكتبة العلامة، أن المكتبة ھي ملك للأمة وأن اختيار تاريخ 16 أفريل كان اعتبارا للرمزية التي يحملھا بن باديس ويكون تاريخ وفاته يوما للعلم.

العلامة بن باديس يرمز للعلماء الربانيين والعاملين الذين حملوا ميراث النبوة وأمانة العلم الشرعي، كما قاموا بنفي التحريف وتأويل الجاھلين، داعيا إلى جعله يوما للتذكير بفضائل العلم ودور العلماء في الحياة الروحية والمادية، خاصة بالجزائر التي تزخر بنخبة من العلماء داخل وخارج الوطن، قائلا “يجب تقديم هؤلاء في كل يوم من أيام السنة كأمثلة صالحة للأجيال القادمة”.
الزيارة الاحتفائية تضمنت قرار تحويل مكتبة الشيخ عبد الحميد بن باديس، التي رافقته في حركته الإصلاحية، من منزل عائلته بحي القصبة بوسط المدينة القديمة لقسنطينة، الى جامع الجزائر بالعاصمة، حيث تنازلت عائلة شقيقه “عبد الحق بن باديس”، الذي جمع أكبر عدد منھا في مكتبته الخاصة عنھا كوقف، حيث قدرت عدد المؤلفات مؤلف منھا من يعود إلى سنة 1800.
وقد استلم، عميد جامع الجزائر وزير الدولة الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسني، مكتبة العلامة التي تحوي 808 مؤلف، وھي عبارة عن مخطوطات، إلى جانب كتب وإصدارات من مختلف المجالات ستحفظ في مكتبة المسجد وكذا متحف الحضارة الإسلامية، مع إمكانية الإطلاع عنھا من قبل الباحثين والطلبة الجامعيين والراغبين في البحث عن فكر الشيخ العلامة.
وتعود ھذه المؤلفات، إلى كتاب وفلاسفة من عدة دول منھا ما يعود إلى سنة 1800 والتي أخذ منھا العلامة مختلف العلوم خلال حركته الإصلاحية في الجزائر.
وكشفت في ذات السياق حفيدة شقيق العلامة “ أنيسة دندان”، أن قرار تسليم ھذه الكتب، كان بناء على الرغبة في استفادة كل الشعب الجزائري من كتب الشيخ ولا تبقى حكرا على العائلة فقط، قائلة “ نشعر بالحزن كوننا نسلم كنزا ثمينا نعتز به”، لتواصل المتحدثة، إنها خلال إشرافھا على ترتيب وجرد ھذه الأخيرة، أدركت مدى حرصه على جمع ھذه الكتب ووصوله إلى هذه الكمية الكبيرة بمختلف علومھا واختصاصاتھا، وقد تساءلت مرات عديدة كيف أمكن للشيخ وفي تلك الفترة الوجيزة والظروف التي كان يعيش فيھا أن يطلع عليھا جميعا وينھل من المعلومات الموجودة بھا ويحافظ عليھا.
 كما ذكرت حفيدة شقيق العلامة عبد الحق بن باديس، أن الكتب المجموعة تؤكد شغفه واھتمامه بكل العلوم الإنسانية والدقيقة، حيث تحوي كتبا في الفقه، والطب، وعلم الفيزياء إلى جانب الرياضيات، والتاريخ الجغرافيا، الجيولوجيا وعلم الفلك، يضاف إليها كتب مترجمة لكتاب وأدباء وفلاسفة لعلماء أجانب.
وأوضح، أن اكبر مؤلفات نالت اھتمامه ھي المتعلقة بعلم التربية والتي تشھد أن ھدفه كان تكوين الناشئة و الحفاظ على العروبة والإسلام، لتقول في الأخير” عمل جدي على جمعھا حافظوا عليھا كما حافظ عليھا بن باديس فيھا روحه الإصلاحية بلغوھا للأجيال لتكون صدقة جارية”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024