توافد دبلوماسي إفريقي على الجزائر

استشراف مستقبل القارة السمراء

حكيم بوغرارة

تعرف الجزائر هذه الأيام توافدا دبلوماسيا إفريقيا من أجل التباحث حول عديد الملفات الهامة الخاصة بمكافحة الإرهاب والتنمية في الساحل الإفريقي والعديد من الرهانات التي أيقن الأفارقة بأنهم لن يجدوا لها حلولا خارج الأطر الإفريقية.
وقد صرح مختلف رؤساء تشاد، السنغال،النيجر ووزير خارجية مالي مؤخرا بأنهم مع الحلول الإفريقية -  بعد أن تراجعت الدبلوماسية الغربية منذ أزمة مالي، حيث أظهرت المواقف مساندة الغرب لفرنسا في تدخلها العسكري وقامت بتقديم مساعدات لها ولكن سرعان ما تراجع الاهتمام وخاصة في الشق المتعلق بمساعدة مالي للنهوض بالتنمية وتحقيق توازن بين شمال البلاد، حيث لاحظ نقص في حركية التنمية مقارنة بالجنوب الذي يعرف تقدما نوعا ما وهو ما يؤكد سوء نوايا الغرب الذي زاد من حدة الشرخ.ولأن الجزائر لا تتعامل بالمصالح ولا تطمع في ثروات الغير فقد بادرت بتنظيم حوار بين الإخوة الماليين لإيجاد حل فيما بينهم، وهو نفس ما اقترحته لحل الأزمة الليبية، ومختلف الأزمات الأخرى خاصة بإفريقيا الوسطى، وامتداد النشاط الإرهابي لبوكو حرام التي تبقى لغزا محيرا بعد أن باتت حركة تصدر الإرهاب خارج نيجيريا أمام مرأى الغرب الذي لم يحرك ساكنا بعد أن تبين بأن المنشآت النفطية بعيدة عن مناطق نشاط هذه المنظمة التي توحي كل المؤشرات بأنها من صنع  مخبر غربي بامتياز لتأمين تزويد أوروبا بالغاز وحرمان مناطق نيجيريا من مشاريع التنمية مع دفع السلطات لزيادة واردات السلاح من دول إفريقيا بدلا من استثمارها في التنمية.
وتفطّن الرؤساء الأفارقة لمكر الغرب الذي يتلاعب بالرؤساء على شاكلة كومباوري رئيس بوركينافاسو الذي فرّ من بلاده، وتؤكد المصادر بأنه كان أكثر الشخصيات وساطة بين الجماعات الإرهابية التي كانت تختطف الأجانب وتطالب بفديات وهو ما جعل الشكوك تحوم حوله وغيره من الأمثلة كثيرة التي جعلت القارة السمراء مسرحا لصراع الدول الغربية حول الثروات، من خلال الوكالة فكل الصراعات إلا ونجد وراءها دولة أجنبية لنيل جزء من حصص الأسواق بالنظر لخضوعها للشركات المتعددة الجنسيات التي باتت تملك مليشيات مسلحة في عديد دول إفريقيا لنيل حصصها بالقوة.الجزائر التي طالما رافعت لمستقبل القارة السمراء لم تبخل على أحد بالاستشارة اللازمة للتخلص من الصراعات المصطنعة ولكن يبقى التطبيق فيما بعد هو الصعب بالنظر للتأثير الأجنبي الواضح على عديد الأحزاب والشخصيات التي تقود الديمقراطية في مختلف الدول،وتجدد الجزائر بان المصالحة والتنازل من أجل المصلحة العليا هي أساس النجاح والمخرج من المآسي.     

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19840

العدد 19840

الإثنين 04 أوث 2025
العدد 19839

العدد 19839

الأحد 03 أوث 2025
العدد 19838

العدد 19838

الجمعة 01 أوث 2025
العدد 19837

العدد 19837

الخميس 31 جويلية 2025