اجمع الباحثون والمختصون أن البحث العلمي والصيدلاني والبيوتكنولوجي في الجزائر يعرف تأخرا كبيرا مقارنة ببعض الدول التي سجلت نجاحا باهرا في هذا المجال مرجعين السبب إلى وجود مشاكل عديدة تعترض تقدم البحث في المجال الطبي وصناعة الأدوية في مقدمتها سوء التسيير وتفشي ظاهرة البيروقراطية وعدم وجود أشخاص مؤهلين ومكونين تكوينا جيدا.
وتطرق الأطباء والباحثون خلال المنتدى الثاني الدولي المنظم أمس بفندق «الشيراطون» حول واقع البحث العلمي والصيدلاني والبيوتكنولوجي إلى أهمية تكوين الطلبة في مجال الصيدلة تكوينا جيدا وإدماجهم في البحث العلمي داعين إلى تشجيع ودعم الدراسات والبحوث ولو تطلب الأمر اكتساب الخبرات من بعض الدول الأوربية.
من جهته أكد لنا حجاج ناجي مختص في صناعة الأدوية ومستشار قضايا الصحة على هامش اللقاء الذي سيستمر الى غاية اليوم ان البحث العلمي الموجه لصناعة الأدوية يعاني من التسيير البيروقراطي الخطير وعدم توجيه الإمكانيات في الوقت المناسب وبالكمية المطلوبة إضافة إلى عزلة الباحثين .
وأضاف مستشار قضايا الصحة أن الاتصال بين مختلف المصالح يفتقد في الجزائر ، كما تتعمد العديد من الجهات على حد قوله التهرب من مسؤوليتها وهو ما يعيق تحقيق نجاحات في مجال صناعة الأدوية والاستثمار في البحث العلمي مؤكدا أن المشكل لا يمكن في عدم توفر الإمكانات المادية وإنما يتعلق الأمر بقلة الموارد البشرية المؤهلة.
ودعا البروفيسور محمد تازير رئيس مصلحة الأحياء المجهرية بمستشفى مصطفى باشا إلى ضرورة إنشاء معهد او جامعة خاصة بتكوين طلبة الصيدلة سيما وان الجزائر تعد البلد الوحيد الذي لا يتوفر على جامعة خاصة بتكوين الصيادلة وهو ما جعل -على حد قوله- التكوين في بلادنا متدهورا مشيرا في ذات السياق الى عدم وجود إرادة سياسية واضحة .
كما شدد البروفيسور محفوف حسان بمستشفى رويبة خلال مداخلته على ضرورة العمل المشترك والتنسيق بين القطاع العام والخاص لان كل منهما يكمل الآخر ، إضافة إلى دعم البحوث والدراسات من اجل إيجاد حلول لتساؤلات عديدة بغية المساهمة في تحسين عملية التكفل بالمرضى على غرار المصابين بالسرطان نظرا لخطورة هذا المرض الذي يهدد الصحة العمومية في الجزائر.
أما البروفيسور محمد مخلوف طبيب كيميائي وأستاذ محاضر أكد أن هذا الملتقى الذي يجمع باحثين وأطباء من مختلف دول العالم يعد فرصة هامة لمعرفة واقع البحث العلمي والصيدلاني والبيوتكنولوجي في الجزائر وطرح المشاكل التي لا تزال تعترض تطوره من خلال تقديم اقتراحات لاستدراك النقائص المسجلة في هذا المجال لان المشكل لا يكمن في غياب الذكاء أو الباحث وإنما في عدم وجود اهتمام بالبحث العلمي وسياسة تاخد بعين الاعتبار الأولويات الملحة.
