آراء جامعيين تنقلها «الشعب»:

الاحترافية شرط أساسي في التعاطي مع الخبر الأمني

جلال بوطي

يتزامن الاحتفال باليوم الوطني للصحافة مع تحديات جديدة تفرضها الأوضاع في التعاطي مع مختلف الأحداث والقضايا الراهنة، لاسيما الأمنية منها، حيث بات الصحفي الحلقة الأهم في المعادلة الإعلامية مع الانفتاح الإعلامي الذي تشهده الساحة الوطنية بكل أنواعه، لكن خبراء الإعلام والسياسة يرون في هذا الموضوع أن التكوين والامتثال لأخلاقيات المهنة كفيل بإعلام احترافي.

الدكتور قوي بوحنية ـ جامعة ورڤلة: التكوين ضروري في الأداء الإعلامي
يرى عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة “قاصدي مرباح”، الدكتور بوحنية قوي، أن التعامل مع المعلومة الأمنية يقتضي التحري جيدا والتأكد من المعلومات قبل نشرها إلى القراء أو المستمعين أو المشاهدين، وهو ما تقتضيه أبجديات الإعلام الأمني، لاسيما في التعامل مع البيانات الرسمية الصادرة عن جهات أمنية رفيعة المستوى، على غرار وزارتي الدفاع والداخلية.
وتقتضي تغطية الأخبار الأمنية أن يكون الصحفي صانعا للخبر من خلال التواجد في عين المكان بدل الاعتماد على وكالات الأنباء فقط، حيث يؤكد أستاذ العلوم السياسية قوي لـ«الشعب” أن وسائل الإعلام مطالبة بمرافقة الأحداث عن كثب وبشكل رسمي يضمن التحقق من المعلومات الأمنية التي تحتاج إلى دقة عالية من المهنية.  
 وفي مقابل ذلك، يؤكد الدكتور بوحنية أن الممارسة الإعلامية في ظل احترام أخلاقيات المهنة تجنب الإعلامي أو الصحفي من الوقوع في محظورات النشر، حيث الالتزام بالموضوعية والابتعاد عن الإثارة على حساب الخبر الذي تأتي قدسيته فوق كل اعتبار، ومن ثم تتضح معالم التعامل مع القضايا الأمنية.
ويشير الباحث قوي إلى أهمية التكوين الجيد لممثلي الصحافة في مجال التعامل مع المعلومات الأمنية والجريمة، خاصة أبجديات تبادل المعلومات بشأنها، فكثيرا ما تتابع وسائل الإعلام الشؤون الأمنية بحيثياتها ومتابعتها عن كثب للوصول إلى المعلومة الصحيحة وتخطئ في صدق البيانات.
بخصوص وسائل الإعلام الوطنية، يرى عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية بوحنية، أن تجربة الصحافة المكتوبة غنية وثرية عن قطاع السمعي البصري من ناحية التعاطي مع الأحداث الأمنية التي عاشتها وتعيشها البلاد اليوم، حيث يرى أن الصحافة المكتوبة تمارس عملها بشكل مسؤول وحر كونها تمكنت إلى حد بعيد من التعامل بجدية ودقة مع الأخبار الأمنية.
وعن وسائل الإعلام السمعية البصرية المتمثلة في القنوات الفضائية الجديدة، قال قوي أن تجربتها حديثة ورسالتها تحتاج إلى تكوين صحفييها، وتحليل أكبر لمختلف القضايا وتبقى بعيدة بالنظر إلى حداثتها في الفضاء الإعلامي حتى لا تقع في أخطاء مهنية تكلفها الكثير، مشيرا إلى أن مسيرتها تحتاج إلى متابعة تكوين جيد واحترافية عالية للوصول إلى المهنية العالية.
وبإمكان الفضائيات الوطنية الخاصة أن تتطور مع الوقت إذا كانت لديها إرادة قوية في خوض العمل الإعلامي الاحترافي والوصول إلى التأثير في الرأي العام من خلال معالجتها للأخبار والأحداث اليومية بصورة موضوعية، خاصة الأحداث الأمنية بعيدا عن الإثارة وكل ما يشوّه صورة القناة أو ينفر المشاهدين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024