تدابير اتخذت حفاظا على البيئة والطابع السياحي والفلاحي للمنطقة
توفير مناصب شغل وتقليص البطالة إلى 9٪
يعد ميدغاز ببلدية أولاد بوجمعة بعين تموشنت الذي دخل حيز الخدمة في الفاتح من أفريل سنة 2011، مشروعا استراتيجيا من الدرجة الأولى باعتباره ثالث أنبوب للغاز يربط الجزائر بأوروبا بعد أنبوب ترانسماد وأنبوب الغاز المغرب العربي-أوروبا الذي يضاف إليهم رابع أنبوب للغاز «غالسي» الذي من شأنه أن يمون إيطاليا بالغاز الجزائري «الشعب» تتوقف عند هذا الإنجاز في ذكرى تأميم المحروقات.
«ميدغاز» مشروع دولي متعدد التخصصات يفتح الطريق الأقصر والأكثر اقتصادية لتموين جنوب أوروبا بالغاز الطبيعي، كما يساهم من جهة أخرى في تأمين التموينات لاسيما أنه يزود بشكل مباشر السوق الأوروبية بمصدر التموين بالغاز الجزائري كما يعد الطريق الأكثر اقتصادية لتوصيل الغاز الطبيعي إلى جنوب أوروبا.
وحسب القائمين على «ميدغاز» لـ»الشعب»، فإن القيمة المالية للاستثمار به قاربت المليار اورو، ويقدر طوله 1.050 كلم منها 550 كلم في التراب الجزائري وبعمق بحري يتعدى 2000 متر وطاقته الأولية 8 مليارات متر مكعب سنويا قابلة للزيادة إلى 16 مليار على المدى المتوسط.
يبلغ قطر الأنبوب 0.6 مترا بقوة ضغط تبلغ 40 بار تسمح بسرعة دفع تقدر بـ 6 مترا في الثانية أي بأكثر من 21 كلم/ساعة.
وحسب المهندس الحاج محمد رئيس دائرة بايدغاز، فإن سرعة المتر مكعب من الغاز يصل إلى نهائي الميريا جنوب إسبانيا في عشر ساعات تقريبا، مؤكدا أن ميدغاز يتزود انطلاقا من حقل حاسي الرمل بولاية الأغواط عبر خط الأنابيب «جي زاد 4 « الذي يبلغ طوله 638 كلم وقطره 1.2 مترا والذي يمر بخمس ولايات هي الأغواط، تيارت، معسكر، وهران وعين تيموشنت.
ويزود خط الأنابيب هذا الذي تبلغ طاقته الإجمالية 11.4 مليار متر مكعب سنويا علاوة على ميدغاز عديد المنشآت سيما المحطتين الكهربائيتين بحجرة النوس بولاية تيبازة عبر محول نحو الشرق وكذا تارقة بعين تموشنت فضلا عن جزء من المنطقة الصناعية بارزيو.
كما أنه يتكون في جزئه الجزائري من محطة ضغط تتضمن ثلاث آلات ضغط قوية مجهزة بتوربينات من صنع شركة رولس رويس البريطانية وكذا جزء أنبوب الغاز المتواجد «على اليابسة»، أما في الطرف الآخر داخل الجزء الايبيري فإن المشروع يتضمن نهائي استقبال يقع بالقرب من ميناء مدينة الميريا في جنوب إسبانيا.
تملك سوناطراك الأغلبية في الشراكة بنسبة 36% من الأسهم وايباردرولا وسيبسا الاسبانية تملك نسبة 20 % لكل منهما فيما تملك انديزا وجي دي أف - سويز الفرنسية 12 % لكل منهما.
مداخيل بـ 02 مليار دولار سنويا
حسب مصادر مسؤولة من مديرية الطاقة والمناجم لعين تموشنت لـ «الشعب»، فإن ميدغاز يعتبر من المشاريع العالمية، وسيعود على الخزينة الوطنية للدولة بحوالي 2 مليار دولار سنويا ساهمت بإنجاز عدة مشاريع تنموية عادت بالفائدة على المواطن المحلي حسب تصريح السيد بروة محمد رئيس البلدية وهو ما فتح المجال واسعا لتوظيف المئات من شباب البلدية بالمشروع ومنه تقليص نسبة البطالة إلى مستويات قياسية.
تشير الإحصائيات التي تحصلت عليها «الشعب» من مصالح الوكالة الولائية للتشغيل «اوام « إلى أن نسبة البطالة بعين تموشنت تقلصت إلى حوالي 09 بالمائة وذلك بسبب تعزز الولاية بمشاريع اقتصادية هامة مؤخرا ساهمت على غرار مشروع ماد غاز باحتواء الشباب البطال لاسيما منهم الجامعيون خصوصا منهم القاطنون بالبلديات المجاورة للمشروع كبلديتي أولاد بوجمعة وبلدية تارقة.
مختصون يؤكدون لـ«اشعب»: «المشروع لا يشكل أي خطر على البيئة»
أكد المهندس بالمديرية الجهوية لشركة النقل عبر الأنابيب بعين تموشنت الحاج محمد لطفي في تصريح لـ»الشعب»، على أن المشروع لا يشكل أي خطر على البيئة على عكس ما يتم تداوله مؤخرا مجموعة من الصيادين بميناء بني صاف، مؤكدا على أن كل الجوانب المرتبطة بالبيئة تم التكفل بها لتجنب أي تلوث بري أو بحري بالمنطقة، مؤكدا على أن الأمر مستبعد تماما لاسيما وأنه تم دراسة المشروع بجدية محكمة طبقا لمعايير السلامة الأمن والبيئة العالمية.
وأضاف الحاج محمد لطفي بأنه تمت مراعاة حتى الجانب السياحي والفلاحي بالمنطقة حيث تم اختيار أرضية جبلية تنتهي إلى جرف شاطئ سيدي جلول لإنجاز أنبوب الغاز ما يمكنه أن يسمح بالحفاظ على الطبيعة السياحية والفلاحية لهذه المنطقة خصوصا وأن المنطقة معروفة بجمال طبيعتها السياحية الخلابة وطابعها الفلاحي ذو المردود الجيد سنويا.
من جهتها مصالح مديرية البيئة للولاية اعتبرت أن المشروع يراعي جميع شروط المحافظة على البيئة وفقا للمعايير الدولية للايزو 14000، حيث تمت مراعاة فيه كل الجوانب المتعلقة بذلك مؤكدة على أن المديرية رافقت المشروع منذ الشروع فيه ضمن مراحله الأولى بما فيه دراسة الآثار الجانبية على البيئة والتحقيق العلني وفقا لما تنص عليه التشريعات وقوانين البيئة.
