السفير غونزلاس ميـزور:

الجزائــر والمكسيــك تتقاسمـان الـرؤى والمـواقـف تجـاه القضـايـا الراهنة

أمين بلعمري

التسويـة السياسيـة للأزمـات أفضل الخيـارات

إن الجزائر والمكسيك تتقاسمان نقاطا مشتركة، سواء من حيث الجانب التاريخي أو ما يخص التوجهات والخيارات السياسية والاقتصادية للدولتين، وذلك على الصعيدين الداخلي والدولي، ويكفي أن البلدين تقاسما الجرعة المرة للاستعمار الفرنسي، فكما تعرضت الجزائر لحملة استعمارية فرنسية شربت المكسيك من الكأس نفسه ومن المستعمر نفسه، وقد يكون هذا ما يفسر تطابق الرؤى والمواقف تجاه مختلف القضايا الدولية، سيّما ما تعلق منها بقضايا التحرّر وتصفية الاستعمار، وكذا مبادئ أخرى تحدّد معالم السياسة الخارجية للبلدين، من أبرزها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وكذا إعطاء الأولوية للحلول الدبلوماسية السلمية لحل الأزمات الدولية.
شكل موضوع الخطوط العريضة للسياسة الخارجية المكسيكية أمس محور ندوة بعنوان: «المكسيك في القرن الـ21 : جذور السياسة الدولية للمكسيك» ، نشطها السيد خوسي غونزلاس ميزور، سفير دولة المكسيك بالجزائر بكلية الإعلام الاتصال جامعة الجزائر 3 بحضور عدد كبير من أساتذة وطلبة الكلية الذين حضروا بكثافة إلى مدرج نيلسون مانديلا للمشاركة في النقاش. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن مشاركة الطلبة - خلال النقاش الذي أعقب الندوة - جاءت في شكل موزاييك لغوي تراوح بين اللغات العربية، الفرنسية والانجليزية وهذه نقطة تحسب للكلية ولطلبتها.
السفير المكسيكي عاد خلال مداخلته إلى المرجعيات التاريخية التي تقوم عليها السياسة الدولية لبلاده وكذا إلى التطورات والتغيرات التي طرأت على المكسيك سيّما علاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا أن بلاده شهدت انفتاحا كبيرا على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ما جعل اقتصادها يعرف انفتاحا كبيرا تجسد في إمضاء عدد هائل من اتفاقيات التبادل الحر، وفي سياق هذا المسار أضاف خوسي غونزلاس، أن هذا الانفتاح أتى أكله من الجانب السياحي كذلك، أين قدم السفير المكسيكي رقما يثير الذهول يتعلق بعدد السياح الذين يزرون هذا البلد المتواجد في أمريكا اللاتينية والمقدر عددهم بـ32 مليون سائح سنويا، وهذا ما يبين بوضوح أن هذا البلد يمتلك بنى قاعدية سياحية معتبرة كما لديه تجربة يمكننا استغلالها نحن في الجزائر - إلى جانب تجارب أخرى رائدة - في ظل التوجه نحو النهوض بالسياحة الوطنية التي لا تزال في بداية الطريق وتحتاج إلى مجهودات مادية وبشرية ضخمة وإرادة سياسية قوية وثابتة.
أما عن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية ، قال السفير المكسيكي إن الادراكات السياسية لصناع القرار و السياسة في بلاده لم تعد تضع واشنطن في خانة العدو الأول و لكن الشريك الأول مشيرا أن المكسيك توفر 12 من المائة من مختلف احتياجات الولايات المتحدة الأمريكية وهذا منذ التوقيع على اتفاقية «آلينا» بين البلدين سنة 1994 وهذا علاوة على وجود 12 مليون مكسيكي يعيشون في الأراضي الأمريكية.
السفير الأمريكي وفي ردّه على سؤال جريدة الشعب حول التعاون بين الجزائر والمكسيك على الصعيدين الزراعي والصناعي المتمثل  نقل التكنولوجيا وحسن التدبير المكسيكي في القطاعين، أكد خوسي غونزلاس أن بلاده مستعدة لتطوير هذا التعاون وتزويد الجزائر بتكنولوجيات جد متطورة في المجال الزراعي سيّما في مجال تطوير وتحسين زراعة الحبوب والقمح وفي مجال إنتاج وصناعة الاسمنت.
وفي رده عن سؤال «الشعب» حول الذكرى الـ٤٠ لتأسيس الجمهورية العربية الصحراوية، جدد السفير موقف بلاده الثابت من هذه القضية فيما يخص تنظيم استفتاء تقرير المصير تحت رعاية أممية، كما أعلن بالمناسبة أنه سيحل اليوم بمخيمات اللاجئين الصحراويين للمشاركة في احتفالات إحياء الذكرى.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19820

العدد 19820

السبت 12 جويلية 2025
العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025
العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025