تعتبر الجزائر من أكثر الدول توزيعا لثرواتها الباطنية على شعبها قطعت أشواطا كبيرة في تغطية الأسر الجزائرية بالغاز الطبيعي وتم تدارك تأخر كبير لقناعة السلطات بأن تمكين الشعب الجزائري من حقه في الثروات سيقوي الجبهة الداخلية ويقي البلاد من شر الكثير من الاحتجاجات والمشاكل التي تعرفها بلدان كثيرة توجه كل ثرواتها للتصدير وتبقي شعوبها رهينة الفقر والحرمان وهو ما كلفها خسارة السلم والاستقرار الاجتماعي والوقوع في فخ الشركات المتعددة الجنسيات التي تستحوذ على كل شيء فيما بعد.
إن الاجتماع المصغر الذي ترأسه رئيس الجمهورية بخصوص مواجهة الظرف الصعب اعتناء بملف الغاز يجعلنا نفهم بأن الجزائر كما فسره البعض قد ندمت على توجيه جزء كبير من الإنتاج الغازي للأسر، بل بالعكس الرئيس أمر بمضاعفة الاكتشافات الغازية لضمان تغطية الاحتياجات الوطنية والتصدير وعليه لا يجب منح القراءة الخاطئة حتى يخيل للجزائريين بانهم محسودون في الاستفادة من ثرواتهم.
فضلت الكثير من الدول الإفريقية على غرار نيجيريا توجيه جل إنتاجها الغازي للتصدير من أجل جلب العملة الصعبة وهو ما حرم الكثير من أسرها من الغاز وانعكس ذلك سلبا على الاستقرار والسلم الاجتماعي.
ويبقى الاجتماع الذي عقده الرئيس تنبيه لضرورة استغلال كل الإمكانات بما فيها التنقيب في البحار، حيث تمتلك الجزائر حظوظا كبيرة في اكتشافات غازية جديدة خاصة بعد أن تم اكتشاف حقول هامة في المتوسط بين لبنان ومصر وقبرص وهي مؤشرات إيجابية تشجع الجزائر على خوض هذه التجربة.
ويحدث هذا في ظل تأكيد مجمع سوناطراك بأن إنتاج الجزائر من الغاز الطبيعي سيرتفع إلى 151 مليار م 3 سنويا في آفاق 2019 و ذلك بفضل دخول العديد من المشاريع الغازية مرحلة الإنتاج.
في سياق متصل نقل عن المجمع “أنتجنا سنة 2014 نحو 131 مليار م3 من الغاز الطبيعي منها 27 مليار م3 من الغاز الطبيعي تم تصديره عبر الأنابيب و28 مليون م3 من الغاز المميع تم تصديره عبر البواخر. ونتوقع على المدى المتوسط الوصول إلى إنتاج 151 مليار م3 في آفاق 2019”.
وأضاف نفس المصدر أن زيادة الإنتاج هذه ستأتي من العديد من الحقول الغازية التي ستشرع تدريجيا في الإنتاج في الخمس سنوات القادمة.
ويذكر أن الجزائر تعتبر من أكثر الدول استثمارا في مجال الربط بالكهرباء والغاز حيث يعم الكهرباء حوالي 100 بالمائة بينما قاربت نسبة التغطية بالغاز الطبيعي الـ 90 بالمائة في سياق تشجيع التنمية المستدامة وتمكين المواطن من حقه في الثروات.