نظم مسجد البشير الإبراهيمي بشارع الشهداء، ظهيرة أمس الأول، تظاهرة تحسيسية حول أخطار المخدرات وانعكاساتها على المجتمع.
استقطبت المبادرة التي احتضنتها الساحة العمومية أعدادا كبيرة من السكان من مختلف الأعمار، خاصة الأولياء الذين أدركوا مدى أهمية الحرص على حماية أبنائهم من هذه الآفة الهدّامة للإنسان والمخربة للمجتمع.
وكان إمام المسجد الأستاذ عبد القادر سناتي، قد تعرّض بمرارة في خطبة الجمعة إلى الظاهرة السلبية وتداعياتها على الرأسمال البشري، خاصة الشباب، لافتا انتباه الأسرة والأولياء بالدرجة الأولى إلى مدى أهمية مضاعفة الجهود في مرافقة الأبناء وتحصينهم أمام أخطبوط المخدرات وباقي أنواع الحبوب المهلوسة.
كما دعا إلى عدم ترك المجال أمام تجار هذه المواد المحرّمة شرعا وقانونا والمدمرة للصحة العمومية وذلك بالتواجد في الساحات والحدائق العامة وفضح تجار الموت البطيء، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى الثروة البشرية لأبنائها في إطار التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة التي تترجم من خلال منظومة الورشات الاستثمارية التي يراهن عليها في استقطاب القوة العاملة من الشباب ليساهموا في البناء والتشييد وتكريس الاستقرار الذي تنعم به البلاد، بفضل خيار المصالحة والتنمية في ظل دولة القانون.
في ذات السياق، دعا كافة الفاعلين في المجتمع إلى التعاون لكسر شوكة المخدرات والحد من انتشار الأذى الذي تخلفه، مشيرا إلى أهمية دور الجمعيات ونوادي الرياضة ووسائل الإعلام المختلفة وتحويل المصابين بها - أي المدمنين - إلى مراكز العلاج والمرافقة الصحية لإخراجهم من دوامة الإحباط والدخول في مسار حياة جديدة تقوم على حماية الصحة البدنية والذهنية، انطلاقا من قيمة العقل البشري الذي يمثل المحك في تنافسية الشعوب على العلم والتكنولوجيا وديمومة الرفاهية، خاصة وأن الشباب الجزائري مافتئ يؤكد عبر الأجيال عن قدراته الخلاقة ورجاحة عقله وعزيمته الفولاذية في مواجهة التحديات.