«أبواب مفتوحة» في اليوم العالمي للمياه

وقفة تقييـم لإنجـازات الموارد المائيـة في الجزائـر

سعاد بوعبوش

ربح معركـة المـاء يكـون بالتحكم في التقنيـات الحديثــة

 تحتفل الجزائر، غدا، على غرار دول العالم، باليوم العالمي للماء، هذه المادة الثمينة التي تعد عصب الحياة وازدادت أهميتها أكثر في وقتنا الحالي لارتباطها الوثيق بالحركة التنموية والاقتصادية، ما جعل بلادنا تكثف من جهودها لترفع من حصتها من المياه من خلال تثمين المكتسبات وإنجاز مشاريع كبيرة بداية بتعزيز شبكتها الوطنية من السدود وخوضها غمار الطرق الحديثة لاستعادة المياه المستعملة، بإنجاز محطات للتطهير عبر ربوع الوطن وإنشاء محطات لتحلية مياه البحر على طول الساحل بهدف مواكبة الطلبات المتزايدة لهذه المادة ومواجهة تحديات الجفاف المحتملة، معطية الأولوية في ذلك بتطوير شبكة التخزين والربط بهدف تمكين المواطنين من هذه الخدمة لكل المواطنين، باعتباره حقا مكفولا من الدولة للجميع دون استثناء.
اختارت وزارة الموارد المائية والبيئة لاحتفالات هذه السنة، التي سيشرف عليها وزير القطاع عبد الوهاب نوري، شعار “الماء والشغل”، حيث ستبدأ التظاهرة من دار الماء بالحراش تمتد من 22 إلى 24 مارس الجاري من خلال تنظيم أبواب مفتوحة وأنشطة للتوعية، حيث ستكون هذه الأيام فرصة لتثقيف الجمهور الواسع، لاسيما الأطفال من خلال ترسيخ ثقافة توفير المياه والمحافظة على البيئة.
سيتم بالمناسبة تدشين مركز التكوين في مهن المياه بالشراربة التابع للجزائرية للمياه، والذي سيعول عليه في توفير يد عاملة مؤهلة التي يعد القطاع بحاجة ماسة إليها، بالنظر لخصوصية المشاريع القطاعية، من خلال تكوين إطارات وتوفير اليد العاملة البسيطة، ناهيك عن ضمان المرافقة للقطاع لتقديم خدمة عمومية في المستوى اللائق وترقى لطموحات المواطن، علما أن التأطير سيكون من إطارات جزائرية كفأة أثبتت تحكّمها في مختلف التقنيات والتكنولوجيات الحديثة.
وكان وزير الموارد المائية والبيئة عبد الوهاب نوري قد كشف لـ “الشعب”، أن هذا المعهد سيمنح تكوينا لأصحاب المؤسسات المتوسطة والصغيرة التي أنشئت في إطار آليات تشغيل الشباب تكوينا، خاصة في المناجمنت والتسيير والعلاقة مع المواطن المستهلك والوكالة الجزائرية للمياه، حيث ستعمل على تلبية حاجيات المواطنين، وبالتالي توفير العديد من مناصب الشغل على مستواها.
في نفس السياق، أوضح المدير العام للجزائرية للمياه زيدان مرّاح أيضا، أن هذا المعهد يستقبل حوالي 250 طالب، بالإضافة إلى إطارات قطاع الموارد المائية في مختلف المهن، وإطارات التكوين المهني ليكوّن مستقبلا مكونين، مشيرا إلى عزمهم على تحويل المعهد ليكون ذا بعد إفريقي.
وفي إطار تجسيد استراتيجية القطاع، تحدث مرّاح عن الجهود التي تبذلها المؤسسة في سبيل تعزيز شبكة الربط بالماء، حيث يتم ربط 2500 كلم/ سنويا على مستوى 44 ولاية، لاسيما بالشمال، من إعادة تهيئة أو تنصيب جديد وبين دراسة وأشغال، كما يتم التعامل مع 320 مؤسسة صغيرة لتركيب العدادات، حيث ينتظر تركيب حوالي 500 ألف عداد خلال 18 شهرا الجارية ابتداء من هذه السنة.
وتترجم هذه المشاريع إرادة الدولة في الرقي بالخدمة العمومية المتعلقة بتوفير ماء الشرب من خلال مختلف المشاريع التي انطلقت فيها والأغلفة المعتبرة التي رصدت لهذه الغاية، والتي تجاوزت 50 مليار دولار، ما يؤكد الجهود المبذولة لربح معركة المياه منذ سنوات، وتفادي تكرار سيناريو الندرة التي عرفتها العشريات الأخيرة من القرن الماضي التي قد ترهن الأمن الوطني المائي والغذائي.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024