رئيس الأكاديمية الجزائرية للمواطنة:

لوسائل الإعلام الحديثة الدور الأكبر في جعل الشباب معول بناء أو هدم

فتيحة/ك

بلا منازع أصبحت وسائل الإعلام الحديثة على اختلافها أحد أهم العوامل المؤثرة في صناعة مفهوم المواطنة والانتماء لدى الشباب الذي صاروا يربطون العالم بأسره بزر،هذا ما أكده رئيس الأكاديمية الوطنية للمواطنة.
في تدخله أكد رئيس الأكاديمية الجزائرية للمواطنة آيت أحسن بلقاسم، أن مفهوم المواطنة الحديثة غير بعمق الصورة الكلاسيكية للمواطنة التي ارتبطت لقرون طويلة بالرقعة الجغرافية والشعور بالانتماء، ولعله التغير الذي أثر في أجيال كاملة من الشباب وجدت نفسها مرتبط بعالم افتراضي لا يعترف بالحدود الجغرافية والانتماء الثقافي أو الديني فالكل منفتح على الكل.
وربط آيت أحسن بلقاسم التغيير الحاصل بوسائل الإعلام الجديدة التي تعتمد في حركتها على حرية التعبير ولعل ما نقرأه من تعليقات وأخبار على جدار العالم الافتراضي خاصة مواقع التواصل الاجتماعي يعطينا صورة حية عن الحرية التي تتميز بها التكنولوجيا الحديثة التي كانت وراء فقدان الظواهر لبساطتها الأولى.
وللتذكير لم تعد وسائل الإعلام الحديثة حكراً على المؤسسات الإعلامية الكلاسيكية، حيث دخل متعاملون جدد في مجال إنتاج الإعلام، وتخزينه، وتوزيعه، لم تكن لهم علاقة سابقة بوسائل الإعلام الكلاسيكية، فالمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي التي تملأ العالم الافتراضي خير دليل على ذلك، لقد انجر عن هذا التغيير أمران أساسيان: أن القيمة التبادلية للإعلام بين وسائل الإعلام و القارئ أو المتتبع تسعى لتطغى على قيمة استخدامها في ظل تحول البنية الاقتصادية للمؤسسة المنتجة للإعلام والقائمة على الطلب وليس على العرض، أي خلافا للمنطق الذي كانت تستند إليه وسائل الإعلام في الماضي والقائم على مبدأ العرض، كما أصبح الإعلام والمعلومات مادة لتراكم رأسمال في عصر التكنولوجيا الحديثة.
لذلك، أصبح جليا اليوم أن المواطنة كمفهوم ارتبط بوسائل الإعلام الحديثة لأنها صانعه الأول لذلك على وسائل الإعلام الجزائرية أن تكون مدركة لهذا التحول الجذري لأنها تلعب الدور الأهم في ترسيخ هذا المفهوم وسط الشباب الجزائري الذي وجد نفسه وسط حراك اجتماعي وثقافي غير مرتبط بالزمان والمكان المتوقع داخله.
وإن كانت التكنولوجيا الحديثة السبب في حالة الاغتراب التي يعيشها الشباب اليوم، هي أيضا السبب في الوقوف في وجه المد الغربي الذي أصبح معنا في كل مكان لتعزيز قيم المواطنة، فعلى وسائل الإعلام التركيز على قيم المواطنة الإيجابية وإبرازها على أوسع نطاق والتأكيد على أهمية دور المشاركة الاجتماعية للشباب في الشعور بالانتماء إلى الرقعة الجغرافية التي يعيش عليها بتلازم الحقوق والواجبات بين الفرد والدولة، لمنع التغرير بهم و تحويلهم من أداة بناء إلى معول هدم لوطنه.
ولن تكون مهمة وسائل الإعلام الحديثة بكل أطيافها سهلة في ترسيخ مفهوم المواطنة بعيدا عن الإعلام الحر و مشاركة كل فئات المجتمع لأنها السبيل لصناعة شخصية تؤمن وتشعر بالانتماء إلى هذه الأرض بكل امتداداتها التاريخية، الدينية والجغرافية، لتكون المصلحة العامة هي المحرك الأول للفرد ما يجعله فردا صالحا في المجتمع  يعكس على أرض الواقع ترجمة حية للمواطنة التي يعرفها البعض بأنها أداء الواجب وتحصيل الحقوق.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025