الفضل لفرانس فانون في تكوين مختصين في الطب العقلي
تطرق الأطباء المختصون في معالجة الأمراض العقلية، إلى تطور هذا الاختصاص والنظام الصحي بالجزائر على ثلاث مراحل إبان الاحتلال الفرنسي وبعد الاستقلال إلى يومنا هذا، مع نقص الأخصائيين في هذا المجال، مؤكدين أنه بعد خمسين سنة من استقلال الجزائر، عرفت السياسة الصحية تطورا ملحوظا من خلال القضاء على العديد من الأوبئة المعدية ونسبة الوفيات، وسهولة الحصول على العلاج المجاني.
تطرق البرفسور بغريش، أمس، خلال الأيام الوطنية الـ19 للطب العقلي بفندق الأوراسي، إلى تطور السياسة الصحية في الجزائر، عبر ثلاث مراحل الأولى من 1962 إلى 1980 التي وصفها بالمرحلة المثيرة والحماسية، حيث اتخذت فيها العديد من القرارات، مشيرا إلى أن عدد الأطباء في الجزائر كان قليلا يتراوح من 200 إلى 300 طبيب ولم يكن هناك تأطير، وقد استقدمت الجزائر أطباء من أوروبا الشرقية.
وأضاف بغريش أن الأطباء الجزائريين كانوا واعين بالقضاء على الأمراض المعدية عبر وضع أول برنامج ضد مرض السل سنة 1966، الذي يعد حسب البرفسور من أفضل البرامج التي أتت ثمارها إلى غاية اليوم، كونها كانت حربا ضد هذا الوباء، وكذا البرنامج الثاني سنة 1969 لتوسيع حملة التلقيح الذي عرف تطورا، لكنه انتقد بشدة التعليمة الوزارية للطب المجاني، قائلا إنه لم يتم دراسة هذا القرار بشكل جدي، بما في ذلك تأميم صندوق الضمان الاجتماعي.
أما المرحلة الثانية من 1980 إلى 2000، التي عرفت أزمات اقتصادية وسياسية مع إنشاء قطاعات صحية ومراكز استشفائية جامعية، بعد صدور قانون الصحة سنة 1995، في حين المرحلة الثالثة تمتد من 2000 إلى 2014 التي تزامنت مع اقتصاد السوق واتخاذ العديد من القرارات، مع زوال قطاعات صحية التي كان لها دور كبير، مشيرا إلى أن تمركز الصلاحيات في الإدارة أضر بالصحة في الجزائر.
وبالمقابل، البروفيسور نوه بمبادرة وضع برنامج السرطان للفترة 2015 - 2019، قائلا إن هذه المبادرة ستسمح بالعمل دون قيود وبأريحية، كما أن جدول التلقيح الجديد هو فكرة جيدة، مضيفا أن 5٪ من ميزانية الدولة خصصت للقطاع الصحي، وحسبه أن النظام الصحي في الجزائر في أزمة بسبب غياب الإرادة السياسية والشعبوية على حد قوله.
من جهته، تحدث البرفسور بكيري عن خمسين سنة من تاريخ الطب العقلي في الجزائر قائلا إن هذا التخصص كان في المستشفى الجامعي مصطفى باشا يرأسه البرفسور بن ميلود سنة 1967، ومنذ 1971 تخرجت سنويا دفعة من المختصين في الطب العقلي للتكفل بالمرضى، مشيرا إلى أنه قبل الاستقلال أي في 1953 كان طبيب الأمراض العقلية المشهور فرانس فانون يسير مستشفى الأمراض العقلية بالبليدة الذي كان يضم أكثر من 2000 سرير، وبفضله تمكن من نقل هذا التخصص إلى الأطباء الجزائريين، الذين كان عددهم سنة 1962 ثلاثة أطباء فقط.
وموازاة مع ذلك كشف الدكتور شكالي مدير مصلحة طب الأمراض العقلية بوزارة الصحة، عن إصدار برنامج صحي جديد نهاية السنة.