«نعمل على توعية وتحسيس المرضى بأهمية تكفلهم بأنفسهم باتّباع تربية صحية تمكنهم من ممارسة حياتهم بصفة طبيعية»، هذا ما قاله رئيس الجمعية الجزائرية للتضامن مع مرضى الربو والتنفس بالعاصمة رشيد سعداوي.
قال سعداوي في تصريح لـ»الشعب» إنه باستطاعة المصاب بالربو أن يعيش حياة طبيعية إذا ما تناول دواءه في وقته واتبع تربية صحية سليمة في كل ما يقوم به من نشاطات يومية، فبصفته مرضا مزمنا يلازم المريض في كل أوقات حياته وفي مختلف مراحله العمرية يستطيع أن يتعايش معه بطريقة إيجابية بالابتعاد عن مسببات أزمة الربو.
وأكد رشيد سعداوي أنه رغم تصنيف مرض الربو كمرض مزمن إلا أن الدواء على مستوى الضمان الاجتماعي لا يعوض بنسبة 100بالمائة، ما أدى بالمرضى إلى العيش في معاناة حقيقية خاصة أولئك الذين يعانون انسداد القصبات الهوائية وهي حالة خطيرة يسببها الداء لأن المريض مرهون بقارورة الأوكسجين حتى يتمكن من التنفس ما يجعل عملية التكفل بهم أمرا صعبا و مكلفا، فمنذ سنوات لم يعترف صندوق الضمان الاجتماعي بمرض القصبات الهوائية ليكون بإمكان مرضىاه الاستفادة من التعويض الكامل .
وفي السياق ذاته أكد سعداوي أن مريض انسداد القصبات الهوائية متعلق بقارورة الأوكسجين لمدة 15 ساعة ما يجعله غير قادر على ممارسة حياته بصفة طبيعية إلى جانب ذلك فإن قارورة الأوكسيجين وحدها مكلفة، فآلات الأوكسيجين المتنقلة يتراوح سعرها مابين 80 ألف دج و150 ألف دج، أما آلات الأوكسيجين الخارجية فسعرها أكثر من 600 ألف دج ، هذا الواقع جعل مهمة تنقلهم إلى الطبيب صعبة وسط غياب التكفل الكامل بهم.
وناشد سعداوي المعنيين بالأمر لمساعدة مرضى انسداد القصبات الهوائية للاستفادة من خدمة الاستشفاء المنزلي التي أطلقتها وزارة الصحة مؤخرا لأنهم في الواقع لا يستفيدون منها رغم أن حالتهم الصحية تستدعي استفادتهم منها لأنهم لا يستطيعون الخروج بدون قارورة الأوكسيجين، خاصة وأن أغلبهم يعاني أمراض أخرى كالضغط الدموي والقصور الكلوي.
ويذكر أن الجمعية الجزائرية للتضامن مع مرضى التنفس تأسست في 29 أفريل 1994 من أجل إرساء ثقافة صحية تسمح بممارسة حياة طبيعية للأمراض التنفسية من خلال حملات التوعية والتحسيس في المواعيد العالمية والوطنية كان آخرها يوم تحسيسي في اليوم العالمي لمرضى الربو نظمته الجمعية بساحة احمد بودا ببلدية محمد بلوزداد من الساعة التاسعة صباحا إلى منتصف النهار، بمشاركة أطباء و مختصين في الميدان لإعطاء أكبر قدر من المعلومات إلى الزائرين لتعريفهم بمرض الربو والأمراض التنفسية بصفة عامة من أجل تكفل أحسن بمحيط هذه الفئة.
وقد عرف اليوم التحسيسي إقبالا من طرف المهتمين الذين أقبلوا للسؤال عن كل ما له علاقة بالمرض خاصة وأن الجمعية عمدت إلى إحضار آلة لقياس نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون في الرئة، حيث يتنفس الشخص داخلها ليعرف مدى سلامة رئتيه من خلال الملاحظات التي تعطيها الطبيبة المشرفة عليها عن النتيجة التي تقدمها الآلة، مع إعطاء مقارنة بين نتيجة الشخص المدخن وغير المدخن حتى يتعرف الفرد على الضرر الذي يحدثه التدخين على جسم الإنسان.