أثناء زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى ولاية تندوف، أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، أن مستقبل الفلاحة في الجزائر موجود في صحرائنا الشاسعة والتي تتوفر على طاقات هائلة، ونحن نؤمن ـ يُضيف الوزير - بأن الاستثمار الفلاحي هو الضامن للأمن الغذائي للبلاد وهو مفتوح على كل الطاقات الوطنية، مُعرباً عن استعداد الحكومة لمرافقة كل المشاريع الفلاحية بالمنطقة وكذا القضاء على مشكل المياه نهائياً بتندوف، معتبراً أن الاستراتجيات الناجعة والتي من شأنها خلق ثروة حقيقية يتم التفكير فيها محلياً، مشدداً على ضرورة تكوين الشباب في المجال الفلاحي من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي المحلي بالولاية.
في معرض حديثه أمام بعض الفلاحين، أكد الوزير أن ولاة الجمهورية لهم كامل الصلاحيات في توسيع وخلق محيطات فلاحية جديدة، داعياً الشباب الجزائري إلى الاستثمار الفلاحي في الجنوب لما يزخر به من طاقات متجددة وثروة مائية هائلة.
تعتبر شجرة الأرقان من الأشجار المعمرة النادرة والتي يقتصر تواجدها في العالم بولاية تندوف وجنوب شرق المملكة المغربية، وفي هذا الإطار دعا وزير الداخلية والجماعات المحلية إلى ضرورة بذل المزيد من الجهد من أجل الحفاظ على هذه الثروة وتثمينها وإدخالها في الصناعات الغذائية والتجميلية، مؤكداً على ضرورة تصنيفها كشجرة مثمرة بالمنطقة ودعمها لما تمثله من قيمة اقتصادية وصناعية، داعياً الى جعل تندوف ولاية نموذجية في هذا المجال من خلال خلق محيطات فلاحية خاصة بشجرة الأرقان وبالتالي دعمها.
وهو ذات الاهتمام الذي حظي به حليب النوق بالولاية، أين أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية على ضرورة دعم حليب النوق لدى المنتجين في الجنوب على غرار حليب الأبقار، معتبراً أن هذه الخطوة من بين استراتيجيات الدولة الرامية إلى دعم هذه الثروة الكبيرة، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية إنشاء مصانع لإنتاج الحليب بالمنطقة بالتوازي مع الدعم الممنوح من طرف الدولة.
الطاقات المتجددة... معركة نراهن على كسبها
أشرف وزير الداخلية، على وضع في الخدمة محطة توليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية، والتي تغطي حالياً حوالي 40% من الاستهلاك من الطاقة الكهربائية ببلدية تندوف التي تشهد بدورها حوالي 3000 ساعة شمس في السنة، ما دفع بالحكومة إلى إنجاز هذا المشروع الحيوي لما يمثله من قيمة اقتصادية.
ولم يستبعد الوزير فكرة “الاستثمار الأجنبي أو الشراكة في مجال الطاقات المتجددة، رغم وجود مؤهلات محلية وطاقات بشرية هائلة تمكننا من استغلال هذه الثروات على أكمل وجه”، مؤكداً على أن القانون الجزائري واضح في هذا الشأن، مُرحباً بكل الاستثمارات سواء كانت أجنبية أو بالشراكة مع مؤسسات وطنية، معتبراً أن التحدي الاقتصادي هو الضامن للتحديات الأخرى بما فيها التحديات الأمنية.
1500 بطاقة رمادية منذ ديسمبر 2015
وعلى هامش زيارته للمنطقة، تفقد وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي مختلف مصالح بلدية تندوف، حيث كانت له فرصة للاطلاع على المصلحة البيومترية والتي استصدرت حوالي 1500 بطاقة رمادية من إنشائها، واعتبر الوزير أن الدولة رفعت مستوى التحدي إلى أبعد الحدود “وهي عازمة على تحقيق وخلق حكومة إلكترونية بامتياز”.
وفي سياق آخر، أكد الوزير على دعم الحظائر البلدية لكل من بلديتي تندوف وبلدية أم العسل بحصة هامة في إطار صندوق تضامن الجماعات المحلية ورفع التجميد عن اقتناء شاحنات وصهاريج وآليات مختلفة من أجل مواصلة العملية التنموية بالمنطقة.
منجم غار الجبيلات مشروع استراتيجي بامتياز
وعلى هامش تدشينه للمركز الثقافي الاسلامي أحمد توفيق المدني بحي النهضة، استمع الوزير لعرض حال حول مشروع غار الجبيلات، حيث أكد بدوي أن هذا المشروع له بعد وطني، إقليمي و دولي، واصفاً إياه بالمشروع “الاستراتيجي بامتياز”، واعتبر الوزير أن إصرار رئيس الجمهورية على تجسيد هذا المشروع “هو رسالة قوية مفادها أن كل الالتزامات والقرارات التي سطرتها الدولة لابد من تجسيدها ميدانياً لأن نتائج هذه الالتزامات مدروسة”، معتبراً أن مشروع غار الجبيلات سيخلق حركية اقتصادية ليس لها مثيل بالجنوب الغربي من الوطن، مشدداً على ضرورة العمل المشترك والتنسيق المستمر لتجسيد هذا البرامج.
كما أشرف وزير الداخلية على وضع في الخدمة شبكة توزيع غاز المدينة بحي المستقبل، وتبلغ نسبة الربط بالشبكة على مستوى بلدية تندوف حوالي 60% بتعداد زبائن بلغ 11% فقط، كما كانت للوزير فرصة لتدشين قاعة متعددة الرياضات ووضع حجر الأساس لمشروع إنجاز وحدة رئيسية للحماية المدنية وتدشين “فندق الخيمة” في إطار الاستثمار الخاص لصاحبه “مزهود زوهير”، لتختتم الزيارة بلقاء مع أعيان وشباب المنطقة وممثلي مجتمعها المدني.